أن تكون أنثى في مجتمع نامي عالم ثالث يجعل الأمور تتفاقم على نحو غير صحي في كثير من الأحيان تجعلك مهما كنت قويًا فاقدًا للإيمان ولا أعني هنا الإيمان بمعناه الديني، إنما الإيمان بقوة الحياة والإنجاز والفرح والسعادة والتحقق بكافة معاني التحقق. وليس بأفضل حال حتى وإن كنت قويًا أن تعيش بحرب دائمة مع كل شيء وأي شيء.

فالحرب مع البديهيات الحياتية المتواصل، يجعلك بالنهاية غير قادر أن تقدم إبداعًا بأي شيء مستنزف القوى المجتمع النامي لإناث الطبقة المتوسطة ليس إلا سجن كبير البقاء بداخله إجباري وليس اختياري. وليس أمام المرء سوى اختياريين لا ثالث لهما. الأول الحظ والعلاقات السعيدة -تعلم آليات أن تكون لاعبًا بالبيض والحجر متمسكنًا ضعيفًا- تُسعف البعض للخروج من السجن أو اكتساب المهارات والحرب مع التحديات الكثيرة والكبيرة والمعقدة للعبور خارج جدران سجن الأفكار المكررة والمحمية بالجهل.

تفكير المواطن المحلي العادي بالمجتمعات النامية بغض النظر عن ديانته، ممتلئ بأفكار بالجهل والكذب والتمييز ضد الأخر والكراهية للأخر، هو مناخ نعيش فيه جميعًا ونتفاعل داخله جميعًا فيخرج كل ما هو سيء بداخلنا دون تمييز.

الأيام بالمجتمعات النامية هي يوم واحد ويتم تكراره مرات ومرات، لا توجد وسائل لأي نوع من الاستمتاع بالحياة أو اكتشافها بمقابل مادي جيد، فالعدد الكبير للسكان قضى على كل أشكال الخدمات التي يمكن أن يستمتع بها ومن خلالها الفرد بحالة من "الرقي" إذا أردت أن تستمتع بـ "رقي" أدفع أموال باهظة ستقضي على متعتك بأي شيء أخر.

أبناء المجتمعات النامية العالم الثالث أصبحوا بفعل سنوات الخرافة والجهل كائنات حبيسة الظلام في كل شيء، يتعاركوا مع بعضهم البعض ولا ينتجوا غير الظلام -أطفال بلا وعي ويدعوا أن ما يخرج من أرحامنا للعالم هو الأذكى في حين أنه بحقيقة الأمر الأغبى والأقل صحة وإبداعًا- ويسعدوا به.

** بالمجتمع النامي تعيش كائن تفتقد للاحترام لا أحد يحترمك ولا أنت تحترم ذاتك أيضا لهذا تجد الانتقالات من أقرب الأماكن لأبعدها، إما مدفوعة الثمن المرتفع جدًا، وإما تلك الغير أدمية والغير محترمة والتي تجد بها التحرش الجنسي واللفظي والبصري وكل شيء مقيت بالحياة.

** لكى تعيش بمجتمع نامي إنسان لا بد تمتلك أموالا كثيرة وليس فقط مجرد "مستور" تستطيع أن تتعلم، تستطيع أن تعيش وتتعالج، تستطيع أن تناي بذاتك عن الوحوش الكاسرة الجاهلة التي تعيث فسادا بالحياة.

** في المجتمعات النامية لا يوجد شرف، وأعني المفهوم الكبير للشرف وليس عذرية المرأة، لا توجد منافسة شريفة لها معايير ولا يوجد خلاف دون أذى غير شريف من أحد الخصوم للأخر.

** في المجتمعات النامية يتحكم بشعورك بالآخرة رجال دين بكل الأديان، يعيشوا هم الدنيا والآخرة ويصدروا لك كل الطاقات السلبية الممكنة لتفقد أنت متعتك بالدنيا يخلقوا منك بأوامر يصفوها بأنها إلهية كائن مريض نفسي ممزق عقليًا.

** في المجتمعات النامية لن تكون لك حياة.. بل موت يشبه الموت الإكلينيكي، حيث تعيش على أجهزة الإعاشة طوال سنوات إقامتك بذلك المجتمع لينتهي بك الأمر ذات يوم بالموت الكامل عبر شهادة وفاة مختومة بختم سجن المجتمع النامي.