من كان يتوقع أن يفعلها أسود الأطلس، في مباراتهم مع البرتغال، كل عشاق كريستيانو رونالدو أصابهم الذهول والصدمة بما فعله بهم أبطال المغرب الذين لعبوا بكل ثقة لتحقيق هدفهم الأول والأخير بالفوز المؤزر والتأهل إلى النصف النهائي، بل الفوز والمرور لتحقيق الطموح الأكبر وهو كأس عربية بأياد مغربية.

صحيح أن الفريق المغربي يمثل بلده وهذا أمر طبيعي، وصحيح أن كرة القدم تبقى مجرد لعبة نستمتع بها، ولكن تبقى فينا نحن الشعوب العربية روح العروبة التي تجمعنا، وفوز فريق عربي لاشك شئنا أم أبينا سيكتب في التاريخ الكروي بأن العرب فازوا بكأس العالم، وهذا ما سيكتب على صفحات الجرائد والمواقع الإخبارية، لأن المغرب دولة عربية وأقصد هنا ببعدها الحضاري، وما ستحققه سيجعل العالم كله يستقصي ويبحث ليتعرف أكثر عن المغرب وعن العرب، فكأس العالم إلى جانب بعدها الرياضي فهي تنقل لنا ثقافات الدول عبر الفرق المشاركة في فسيفساء عالمية اعتبرها أناشخصيا كنزا إنسانيا حضاريا.

المغرب الذي خاض مباراته ضد البرتغال كانت مليئة بعامل التشويق والإثارة واللعب الممتع، مباراة تستحق المشاهدة والمتابعة والتصفيق والصراخ، لعبوا بكل فنياتهم ومهارتهم ليقدموا لكل محبيهم مباراة في أعلى مستوياتها، وللأمانة فقد قدموا شوطين لم نشعر معهما بمرور الوقت، بل انسحب سريعا، غير أننا كنا على أعصابنا لأن فرص التسجيل لدى البرتغالي كانت قاب قوسين أو أدنى، وفي النهاية فإننا نتحدث عن مباراة ضد فريق متكامل فاز في آخر مباراته بتسجيل ستة أهداف نظيفة، ويكفي أنه فريق الدون.

انتهى حلم رنالدو ومعه انتهى حلم البرتغال بالتأهل والفوز، في المقابل يستمر حلم أبطال المغرب بالفوز على الديوك في النصف النهائي، في انتظار المباراة التي ستكون شرسة للغاية فإما أن تكون للأسود وإما للديوك، وكلنا أمل أن يفوز المغرب ويتأهل إلى النهائي وهناك ستبدأ قصة منتخب عربي تكتب بحروف من ذهب أن العرب قادرون على التميز والفوز وبكل استحقاق.

*كاتبة وإعلامية جزائرية