يستعد المسيحيون في العالم لاستقبال اعياد الميلاد المجيد... إذ تتوشح شوارع المدن بأشجار الكريسماس وتستعد الكنائس لدق اجراسها إيذانا بموعد الاحتفال المرتقب لميلاد المسيح والمحدد ميعادا بين منتصف ليلة 24 ديسمبر/كانون الأول ونهار 25 ديسمبر/كانون الأول في العام الأول من التقويم الميلادي.

تسبق الاحتفالات بموعد الميلاد المجيد تحضيرات وطقوس مسيحية تبدأ من اعداد (الكليجة) وهي نوع من المعجنات العراقية المتوارثة وتهيئة الكنائس لاستقبال القادمين إليها لترديد التراتيل إضافة إلى تهيئة أشجار الميلاد وتزيينها ولعلنا في العراق اعتدنا رؤيتها من خلال جيراننا المسيحين أو ما تبقى منهم!!! بعد مواسم الهجرة والنزوح التي ابتدأت منذ عام 2003 ولم تنتهي حتى الآن!

وعلى الرغم من تلك المظاهر التي يستعد العالم لاستقبالها إيذانا بولادة السيد المسيح إلا أن أعداد المسيحين في العراق باتت تنذر بخطر كبير... إذ ما يقارب الـ 400 الف مواطن مسيحي هو حصيلة ما تبقى منهم بعد أن هاجر ما يقارب المليون والنصف على إثر التفجيرات والاغتيالات التي شهدها العراق منذ عام 2003 وتفجيرات كنيسة سيدة النجاة عام 2010 في بغداد... مرورا باحداث الإرهاب التي لحقت بالموصل وخلفت هجرة شبه جماعية للمسيحين هناك وفي سهل نينوى.... مما اضطر معظمهم لترك دورهم أو بيعها بأبخس الأثمان واختيار طريق الهجرة نحو اللاعودة اجبارا وليس خيار أو اللجوء إلى إقليم كوردستان الذي كحل للخلاص وبحثا عن الأمان المفقود...

ومع تقلص أعداد المسيحين في العراق تقلصت أيضا كنائسهم وكذلك الحال بالنسبة للقساوسة بعد تراجع أعدادهم... ويبدو بأن المشهد المؤسف للمسيحين هذا صار واقع حال بأستثناء المحاولات المتكررة لنقل أجواء الاحتفالات بالكريسماس كعادات وطقوس تمارس كبقية مدن العالم لا اكثر أما الحقيقة فهي تنذر بكارثة تقبع خارج الحدود عنوانها (الدعوات متى سنعود) بلسان المسيحين اصل وبناة الحضارات في العراق... والمغيبين عن إرث تاريخ مشترك لعراق كان ذات يوم يضم الجميع.