حين أتينا إلى هذه الدنيا كنا نجهل معنى الحياة.. تعارفنا وتعايشنا باسمائنا واشكالنا وثقافاتنا المختلفة فيها وبكل جهد وإرادة عملنا على إمتلاك أشياءٍ كانت بنظرنا ثمينة لاننا احببناها ورغبنا فيها،،
وحاولنا التمسك باشياء أخرى او اننا سعينا لابقائها قريبة منا لكننا لم نملك منها سوى آمالٍ خيبت رجانا فيها،،
تأملنا احوالنا بكل مافيها من فرحٍ وحزنٍ،، من مسراتٍ أضاءت عتمة إنكساراتنا وخيباتٍ غرست أثارها في دروب مساعينا،،
ادركنا عندها ان تلك الأحوال تسري كما تريد لها الاقدار عناويناً فكل محاولاتنا ستكون مقيدة بحكم القدر!!
فهل نبقى سجناء الحياة تحت مسمى القدر أم أننا سنمضي في رحلة الحياة دون كلل،،
نعم.. سنمضي إلى حيث لاندري ولانعلم كيف السبيل لتلك الأمنيات المُخبأة في صندوق خيالاتنا الجميلة،،
سنحيا وسنسعى نحو أحلامنا دون خوفٍ أو وجل ،، وسنبقى في هذه الدنيا ضيوف متنقلين بين محطاتٍ وأسفارٍ كثيرة،، ومابين حالٍ وترحال ستنتهي رحلة حياتتا وأمانينا،، ستغلق سجلات اعمالنا وسينتهي حاضرنا الممزوج بعبق وذكريات ماضينا ولن يبقى لنا سوى تركة تلك الاعمال والأثر الذي نتج عن قول أفعالنا وحكايات أحلامنا وقصص مآسينا والتي ستبقى خالدة باحداثها عبر رحلة السنين،،
كم قصيرة هي الحياة وإن طالت أسفارها وتعددت رحلاتها،،
فما لنا فيها سوى النضال،، فحين نقدم النصح والتذكرة لبعضنا البعض فهو دليل على اننا نحاول أن نرتقي بانفسنا إلى مايليق بها نحو الأفضل والاحسن،، وحين نساند بعضنا ونواجه مصاعب الحياة فهو دليل آخر على أننا نملك القدرة على التحدي والمواجهة لما قد يعترينا من احوالِ ومطباتٍ قد تترك أثراّ فينا.
الحياة ماهي إلا ايام عابرة،، ومامضى منها لن يعود،،
فلا لافراحنا البقاء ولا لاحزاننا الدوام،، سيمضي قطار العمر عبر رحلة السنين ناثراً عبق احلامنا وذكرياتِ مآسينا.
فعجباً لمن يبني لنفسه بيتاً من الحزن ويصنع لحياته لحظاتٍ يسودها الوجع،،
أتستحقُ حياتك كل هذا الألم؟؟
أيستحقُ قلبك أن تزرع بداخله الماً وقلقاً يسلبه الطمأنينة والسلام؟؟
لاتنسى بأن الدنيا ماهي إلا محطات،، ولكل محطةِ أحوال تستحق منك وقفة تأمل،، فكما يكون للحزن حكاية فأن للسعادة حياة.
أنت من يملك الأرادة: بها ستقضي على شعور الخوف من المجهول وستمحو شعور اليأس من طريق اهدافك وستزرع زهور الأمل في بستان احلامك لانك انت من يملك فرشاة الالوان،، فامنح الحياة بريقها واصنع لنفسك اجمل اللحظات ليكون الفرح رفيق أيامك والمجد والانتصار عناويناً لسعادتك.
إرسم حياتك بأبهى الالوان وجدد ذكرياتك باروع صورها وإفتح نوافذ الاصرار نحو ماينسجم مع اهدافك
اجعل من إبتسامتك لوحةً فنيةً تبعد شبح اليأس عن درب آمالك المفعمة بالثقة العالية نحو تحقيق طموحاتك المنتظرة .
وفي كل حال أنت فيه إحرص على أن يكون فعلك صحيح وذكرك جميل وأثرك طيب،،
بنقاء النفوس،، وصدق الأقوال والافعال،، وطيب الصحبة مع عمق المودة،، ستُثمرُ النفوس راحةً وتبدع في ربيع أيامها لتترك جمال المعاملة وحسن المعشر في صندوق الذاكرة ثم تشدُ رحالها إلى حيثُ تنتهي رحلةُ الحياة على أملِ ان تكون رحلةً نحو السلام.