شهد برلمان إقليم كوردستان، اليوم الاثنين المصادف 22 ايار، عراكاً عنيفا بالأيدي وبعلب قناني الماء بين نواب الحزبين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني، بسبب خلاف على جدول الأعمال المخصص لإعادة تفعيل مفوضية الانتخابات المنتهية ولايتها في الإقليم.
ويبدو أن الخلافات عادت إلى الواجهة بعد مناوشات وتدافع بالأيدي خلال جلسة اليوم، إثر اعتراض نواب الاتحاد الوطني على التصويت على تفعيل عمل مفوضية الانتخابات وإضافة هذا البند إلى جدول الأعمال في اللحظة الأخيرة، معتبرين الجلسة (غير قانونية)، مقابل سعي الحزب الديمقراطي إلى مواصلة الجلسة واعتبار التصويت قانونياً.

ووثقت مشاهد انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، الفوضى التي عمت الجلسة، وسط ارتفاع الصراخ بين النواب، وتخريب وتكسير للقاعة والاستحواذ على المطرقة (جاكوج) رئيسة البرلمانً (ريواز فائق) وهي من حزب الاتحاد الوطني، بعد ان رفعت الجلسة وانسحبت من حلبة المصراعة..!

الاتهامات المتبادلة بين الاخوة الاعداء:
اتهم رئيس كتلة الاتحاد الوطني في تصريحات صحافية، اتهم الحزب الديمقراطي برفض رفع الجلسة، ما أدى إلى توتر وفوضى في جلسة البرلمان.
كما أكدت رئيسة البرلمان من جهتها في بيان أنه: (لن يكون لنتائج الجلسة بعد التأجيل أي قيمة قانونية)!
وقال نائب رئيسة برلمان كوردستان، وهو قيادي في الحزب الديمقراطي في بيان، إن رئيسة البرلمان (ريواز فائق) حاولت بطريقة غير مشروعة وغير منتظمة إنهاء الجلسة ومغادرتها، وعلى ضوء الصلاحيات الممنوحة لنائب رئيس البرلمان، وحسب المادة 19 من النظام الداخلي (قمنا بممارسة جميع صلاحيات الرئيس في غيابه)،حسب النظام الداخلي.

اخيراً
من المضحك المبكي ان هذه الخلافات بين الاخوة الاعداء تاتي بعد أسبوعين من لقاء جمع بين القيادي في الاتحاد الوطني ونائب رئيس حكومة إقليم كوردستان قوباد طالباني مع رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، الزعمين الذين تقاسما السطوة والنفوذ والامتيازات وسيطرا على قطاعات تجارية واقتصادية والهيمنة الكاملة على السلطة والثروة والقرار في الإقليم لتمويل قواتهما العسكرية والحزبية ولمنفعتهما الخاصة.

نعم، هكذا وفي أَقَلَّ من لَمْحِ البَصَرِ ضاع اليوم جاكوج البرلمان تحت اقدام الاخوة الاعداء، و أما شعب المغلوب على أمره، فقد وجد نفسه، وسط هذا الصراع العقيم وهذه التداعيات، والخلافات (الجديدة القديمة) محشوراً بين صراع الاخوة الاعداء ولا حول له ولا قوّة.

ويبقى السؤال الاهم: الى متى يغامران الحزبين اللدودين الديمقراطي والاتحاد بمصائر أبناء جلدتهما؟ إلى متى يستمر هذا الصراع العقيم بين الاخوة الاعداء؟