أليس من المؤسف أن يكون لبشار الأسد حضوره في قمة جدة التي احتضنتها ودعت إليها المملكة العربية السعودية ممثلة بالأمير الشاب محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، هذه القمّة، والكل يعرف أنه فعل ما لا يمكن أن يتقبله العقل بالشعب السوري، بدءاً من تدمير سوريا التي أرجعها إلى عهود غابرة، وانتهاءً بقتل أهلها والعمل على تشريدهم والتنكيل بهم وإيداعهم في السجون والمعتقلات وعلى مدى سنوت! فضلاً بافتعال الكثير من أفلام الرعب والإذلال التي لجأ إليها، وبطرق مفبركة، بالتعاون مع عصابته وشبيحته المأجورة، وما أكثرهم، ناهيك تشريد ملايين اللاجئين السوريين وقتلهم وفقدانهم وتغييبهم.. والظلم الكبير الذي لحق بهم، كل هذا وغيره ولم يراعٍ مشاعر السوريين، ولم نرَ كلمة صدق تنشر هنا أو هناك بحق أهلنا الذين يعيشون اليوم ذلاً وقهراً وجوعاً ولا يملكون قوت يومهم، بحال أن ذلك لا يمكن أن يتحمله أحد من بني البشر، ناهيك بفصوله الغريبة والعجيبة، وتجارته التي فاقت التوقعات بالتعاون مع حزب الله اللبناني، بحبوب الكبتاغون وتصريفه لها إلى الدول المجاورة، والمردود المادي الكبير الذي يدخل إلى جيوب المستفيدين المتعاونين معه!.
وماذا يمكن أن نقول عن الموقف الشجاع والمقدام لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي عبّر عن حال السوريين في كلمته في قمّة جدة، عندما أشار إلى واقع الحياة المريرة التي يعيشها الشعب السوري، والظلم الكبير تعرض له وما زال، وإلى تاريخ ما بعد انتهاء الاحتفال بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.. كما لا ننسى تغيّب أمير قطر عن الاستماع لكلمة بشار الأسد في القمة الميمونة! وهذه لوحدها يعني عدم الاهتمام به وبحضوره غير المرغوب به أصلاً.
بالتأكيد في ذلك رد فعل كبير لدى أزلام بشار ومن سارع في تقبيل يديه ورجليه لجهة العودة إلى الحضن العربي، لهذا المجرم القاتل الذي من المعيب على الجامعة الغائبة أصلاً وبعض المؤيدين لها من العودة إلى الحضن الدافئ للعرب، كما يسميه الغير.
لا يمكن لهذا الإنسان أن يتغير، أو يغيّر من أفعاله وطباعه تجاه شعبه وأبناء وطنه الذي يموت جوع وقهر، هؤلاء الذين كبّروا من شأنه وعظمته، ونفخوا فيه، واختاروه رئيساً في أكثر من مرة لسنوات وسنوات، وبالإكراه.. وها هو اليوم يفعل بهم الأفاعيل، كما سبقه الأسد الأب الذي فرح السورين بالخلاص منه، واندثر إلى غير رجعة!
الحديث يطول، وتظل كلمة الصدق هي الفصل.
عودة سوريا، عودة غير محمودة وفاشلة إلى حضن الجامعة العربية المريضة، وسيظل الشعب السوري حاضراً جبّاراً لا يعرف الضيم، ولا يسكت عمّا جرى له، وما فقد من أبناء، ومهما حاول إرضاؤهم ذلك المجرم لا يمكن أن يعفوا عنه شعباً أعزل بسيطاً، أو يخرسون. لا أبداً. فالسوري صاحب مبدأ، ويظل متسلحاً بالعلم والوعي والتحدي، وهو قادر يوم على أن يحقق هدفه، لأنه عانى الكثير، وهو صاحب ضمير صادق في تعامله وفي أخلاقه.
إنَّ عودة الأسد.. إلى حضن الجامعة العربية التي سبق أن هيأ لها الطريق بعض العتاة العرب، ورحّبوا بها فهذا لا يُلبي رغبة وآماني الكثير من الشعب السوري الذي تحمل تبعات تلك المعاناة التي لم تتوقف و ما زالت تتأزّم يوماً بعد آخر، وتجر ذيول الخيبة.. فالعودة صراحة غير محمودة!. فابن سوريا يظل فدائي مغوار لا يعرفُ الخداع أو الكذب.. وهو رائد في كل شيء، وسيحقق رغباته، وسينالُ من ذلك المخادعُ يوماً طال الزمان أم قصر، وهذا ما يحتاج إلى وقت. نعم، إلى وقت فقط!
التعليقات