في خضم الأزمات الاقتصادية والمحلية الحادة، قام النظام الإيراني مرة أخرى بنشر تصريحات أحد مسؤوليه لعرض قدراته ونواياه النووية.

وقال عباس عراقجي، المفاوض النووي السابق للنظام وأمين المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، في حديثه خلال ندوة لقناة الجزيرة في الدوحة، قطر، إن “التهديد النووي الإسرائيلي سيغير الديناميكيات الأمنية في المنطقة، مما يجبر الآخرين على إعادة النظر في مواقفهم. الموقف من الطاقة النووية السلمية".

كما أكد عراقجي من جديد معارضة طهران لتطبيع العلاقات بين دول الشرق الأوسط مع إسرائيل. ووصف التطبيع بأنه خيانة للقضية الفلسطينية، ورفض ما يسمى بـ”حل الدولتين” باعتباره محكوم عليه بالفشل.

وفي الأسابيع الأخيرة، ألمح المسؤولون الإيرانيون مراراً وتكراراً إلى طموحاتهم النووية. في 10 أيار (مايو)، قال أحمد بخشايشي أردستاني لقناة رواد 24: "أعتقد أننا حصلنا على أسلحة نووية لكننا لا نكشف عن ذلك. إنَّ سياستنا هي امتلاك القنابل النووية مع الالتزام رسميًا بخطة العمل الشاملة المشتركة. ولمواجهة القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، يجب أن تكون إيران على قدم المساواة، وهو ما يعني امتلاك أسلحة نووية".

وبالرغم من النداءات التي وجهها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران للتخلي عن أي نوايا لتطوير أسلحة نووية، فإنَّ طهران تواصل سياسة حافة الهاوية النووية، مما يسلط الضوء على عدم فعالية الجهود الدبلوماسية الغربية.

وأكد كمال خرازي رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية ومستشار المرشد الأعلى علي خامنئي في حديث للجزيرة مباشر: "ليس لدينا قرار بإنتاج قنابل نووية، لكن إذا كان وجود إيران مهددا فسنضطر إلى تغيير عقيدتنا النووية”. وكرر هذا الموقف بعد ذلك بوقت قصير.

وفي نيسان (أبريل)، قال محمود رضا أغا ميري، خبير الطاقة النووية، للتلفزيون الحكومي: "بموجب فتوى المرشد الأعلى، فإن بناء قنبلة نووية محرم شرعاً، ولكن إذا راجعنا رأينا، فلدينا القدرة على بناء واحدة".

منذ عام 2002، وفي أعقاب الرد الدولي على ما كشفته المقاومة الإيرانية عن برنامج الأسلحة النووية الإيراني السري، دأبت طهران على استخدام التهديدات والمفاوضات للإفادة من إمكاناتها النووية. وتسعى هذه الاستراتيجية إلى تأمين أهدافها الأمنية والسياسية والاستراتيجية وسط الضغوط الداخلية والخارجية.

وبالرغم من النفي الرسمي، فإنَّ تكتيك طهران المتمثل في إرسال مختلف المسؤولين للتلميح إلى تطوير الأسلحة النووية يهدف إلى الضغط على الغرب للحصول على تنازلات، مع مواجهة حقيقة وضعها كدولة رئيسية راعية للإرهاب العالمي.