تم تمزيق ملصقات قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني القتيل قاسم سليماني وزعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله خارج سفارة النظام الإيراني في دمشق، سوريا، كانون الأول (ديسمبر) 2024.

وفي توبيخ حاد للمزاعم الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين، نفى مصدر مقرب من القيادة السياسية السورية الجديدة بشكل قاطع أي مناقشات دبلوماسية جارية مع إيران بشأن إعادة فتح السفارات في دمشق وطهران.

ويأتي هذا النفي بعد تصريحات أدلت بها المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، الثلاثاء، والتي زعمت فيها أن هناك محادثات جارية لاستعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات بين البلدين.

ونفى المصدر السوري، في تصريح لقناة العربية في 24 كانون الأول (ديسمبر)، هذه التأكيدات، قائلاً: "لم يكن هناك أي اتصال بين الإدارة السياسية السورية وإيران، بما في ذلك المناقشات الدبلوماسية حول إعادة فتح السفارات أو القنصليات". وأكد المصدر كذلك أن القيادة السورية الجديدة ليس لديها خطط لإقامة علاقات مع إيران في المستقبل المنظور، لا فيما يتعلق بسفارة في دمشق ولا قنصلية إيرانية في حلب.

وبالإضافة إلى إبعاد نفسها دبلوماسياً، أفادت تقارير أن الحكومة السورية تستعد لرفع دعوى قضائية دولية ضد إيران. وكشف المصدر أن الدعوى تسعى إلى الحصول على 300 مليار دولار كتعويضات عن الأضرار التي يُزعم أنها ناجمة عن التدخل العسكري للنظام الإيراني ودعمه لنظام الأسد المخلوع.

وقال المصدر لصحيفة المدن: "يستند هذا التعويض إلى تدمير البنية التحتية والجرائم ضد الشعب السوري والمشاركة النشطة في القمع العنيف للاحتجاجات السلمية". ويهدف الملف القانوني، وفقاً للمصدر، إلى محاسبة النظام الديني على دوره في "السياسات الإجرامية والقمعية" التي دمرت البنية التحتية لسوريا وساهمت في معاناة إنسانية هائلة.

وأضاف المصدر أن هذه الإجراءات تشمل نشر إيران لأفراد عسكريين وميليشيات بالوكالة لدعم نظام الأسد خلال الحرب الأهلية السورية التي طال أمدها.

إقرأ أيضاً: إيران والمواجهة المفتوحة.. تصعيد نووي يثير القلق الدولي

ويبدو أن تصريحات مهاجراني تتناقض مع تصريحات سابقة للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الذي أشار إلى أن إيران لديها اتصالات محدودة مع القيادة السورية الجديدة. في حين زعم ​​بقائي أن طهران تتواصل مع مختلف فصائل المعارضة، إلا أنه أشار إلى عدم وجود اتصال مباشر مع الإدارة الحاكمة الحالية في دمشق.

لكن مهاجراني أكدت خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي: "نحن ملتزمون بالدبلوماسية ومستعدون للمناقشات. المحادثات جارية بشأن إعادة فتح السفارات". يعكس هذا التناقض الواضح حالة أوسع من الفوضى في رسائل طهران بشأن علاقتها بسوريا، مما يسلط الضوء بشكل أكبر على تراجع نفوذ النظام في المنطقة.

إنَّ رفض الحكومة السورية القوي للعلاقات مع إيران والدعوى القضائية المخطط لها تشير إلى انفصال حاسم عن سياسات النظام السابق في عهد بشار الأسد. إن التحرك لطلب التعويضات والنأي بنفسها عن إيران يمثل إعادة تنظيم كبيرة في السياسة الخارجية السورية، مع التركيز على المساءلة وجهود إعادة البناء.

إقرأ أيضاً: تأملات في تصريحات خامنئي

يؤكد هذا التطور على تضاؤل ​​نفوذ النظام الإيراني في الشرق الأوسط، حيث تسعى الدول المجاورة إلى تحميل طهران المسؤولية عن تدخلاتها وعواقبها المدمرة. ولكن هل سيدعم المجتمع الدولي جهود سوريا أم لا؟ إن الرسالة الواضحة من دمشق هي أن الدور الذي لعبته طهران في الاضطرابات التي تشهدها البلاد لن يُنسى ولن يُغفر لها.