خلال الأسبوعين الماضيين، شهدت حركة حماس خسارة العديد من "الأصول" الهامة، وذلك بالإضافة إلى عمليات الاغتيال التي طالت بعض كبار مسؤوليها. لم تقتصر الضربات على الاغتيالات فحسب، بل شملت أيضاً عمليات نوعية لتحرير الرهائن، والتي كان آخرها تحرير فرحان القاضي الذي اُختطف سابقاً وتم إنقاذه الثلاثاء من نفق في رفح.

تأتي هذه العمليات في وقت حرج بالنسبة إلى حماس، حيث تظهر التحليلات الأمنية أن توالي هذه الخسائر قد يضع الحركة في موقف أضعف خلال المفاوضات المستقبلية. ووفقاً للمعلقين الأمنيين، فإنَّ استمرار الوضع على ما هو عليه سيزيد من تعقيد موقف حماس، مما يجعلها في مركز ضعيف وقد يُجبرها على الترويج لصفقة في أقرب وقت ممكن لتجنب المزيد من التدهور.

يُعتقد أنَّ الضغوط المتزايدة التي تواجهها حماس قد تُسرع من عملية البحث عن تسوية محتملة تحفظ ما تبقى من قوتها وتحمي ما تستطيع من مصالحها. إنَّ الحاجة الملحة للتفاوض تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية وأمنية قد تُغير من موازين القوى بشكل جذري.

إقرأ أيضاً: الأمن الفلسطيني يحمي السكان من الخطر

وفي الوقت الذي تتوالى فيه العمليات العسكرية والأمنية، يرى العديد من المحللين أنَّ الوقت قد حان لحماس لإعادة تقييم استراتيجياتها والتوصل إلى حل يضمن على الأقل بعض الاستقرار لمناطق نفوذها. الفترة المقبلة قد تحمل في طياتها تحديات أكبر، وقد تكون الفرصة الحالية هي الأمثل للحركة للدخول في مفاوضات جدية تحفظ الحد الأدنى من مكاسبها.

المشهد الحالي يشير إلى أنَّ الساحة الفلسطينية قد تشهد تغييرات ملموسة إذا ما قُدر لحماس أن تتبنى مساراً جديداً في التعاطي مع التحديات المتجددة، وذلك بالبحث عن مخرج يُرضي الأطراف المعنية ويحفظ وجودها كفاعل رئيسي في المنطقة.