مواصلة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، شن حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة المحتل، منذ 438 يوماً، حيث تتصاعد معاناة الشعب الفلسطيني من القتل الجماعي والتشويه والتشريد والاختطاف الجماعي والسجن والعقاب الجماعي والمجاعة في ظل الحصار الإسرائيلي والهجوم المستمر عليهم على مدار خمسة عشر شهراً متتالياً. وقد تجاوز عدد الضحايا في غزة 150 ألفاً ما بين شهيد وجريح، منهم ما لا يقل عن 70 بالمئة من النساء والأطفال، إضافة إلى وجود آلاف المدنيين الذين لا زالوا في عداد المفقودين.

امتداد الهجوم والعدوان الإسرائيلي إلى الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ومواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعصابات وميليشيا المستعمرين، هجماتهم اليومية على السكان المدنيين الفلسطينيين، أسفر عن استشهاد 986 فلسطينياً، من بينهم 210 أطفال، وإصابة 15,879، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الفترة ما بين كانون الثاني (يناير) 2023 إلى تشرين الثاني (نوفمبر) 2024. وتتواصل إسرائيل في حملة الاعتقالات الجماعية، حيث جرى اعتقال 12,100 فلسطيني، بينهم 440 امرأة و795 طفلاً، الذين تحتجزهم إسرائيل في ظروف مزرية، إضافة إلى تعرضهم للإيذاء البدني والنفسي والإهمال الطبي والتعذيب، بما في ذلك العنف الجنسي. وهذه الأرقام لا تشمل آلاف المختطفين من غزة.

تعمل حكومة الاحتلال على مواصلة التهجير القسري والتطهير العرقي للمدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم. أدى ذلك إلى التهجير القسري لما لا يقل عن 1,757 فلسطينياً، بينهم 855 طفلاً، نتيجة للعنف والهدم والإخلاء الذي استهدف الفلسطينيين، خاصة في القدس الشرقية المحتلة، منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2023. كما يستمر التهجير القسري المنهجي والواسع النطاق للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

إقرأ أيضاً: المرأة الفلسطينية في مواجهة الإبادة والوحشية الإسرائيلية

تعمل إسرائيل على تطبيق أهدافها المعلنة لتدمير الأونروا، التي تعتبر العمود الفقري للعمليات الإنسانية الدولية، والمرتبطة بشكل جوهري بحملتها المستمرة للتطهير العرقي لشعبنا منذ عقود طويلة. يتم استهداف لاجئي فلسطين وحقهم في العودة بشكل مباشر، حيث يعمل الاحتلال على تدمير جميع أنظمة الدعم للشعب الفلسطيني، بما في ذلك استهداف العاملين في المجال الإنساني، مما أدى إلى استشهاد 337 عاملاً في المجال الإنساني، 254 منهم من موظفي الأونروا.

الوقت قد حان منذ فترة طويلة لتحميل إسرائيل المسؤولية عن جرائم الحرب التي تواصل ارتكابها في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية. من الضروري مواصلة الجهود الجماعية والجادة لوقف هذه المذبحة وتجويع الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين في غزة، ووقف التطهير العرقي لشعبنا، ووقف الاستعمار الاستيطاني. بات من المهم اتخاذ ما يلزم لعدم إفلات إسرائيل من العقاب.

إقرأ أيضاً: ترامب والتلويح بجحيم في الشرق الأوسط

المجتمع الدولي مطالب بالتحرك لإنهاء العذاب الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني، وكذلك وفاء مجلس الأمن بواجباته المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة. يجب الاستجابة لمطالبة الجمعية العامة بوقف إطلاق النار الدائم وغير المشروط، وضمان احترام قرار محكمة العدل الدولية باتخاذ التدابير المؤقتة، وتنفيذ كافة القرارات ذات الصلة. من الضروري احترام الدعوات الموجهة لكافة أجزاء منظومة الأمم المتحدة، وجميع الدول والشعوب، والوفاء بالالتزامات بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان. يجب استعادة الفعل الدولي وعدم السماح ببدء عام آخر من هذه المذبحة، ووقف الإبادة الجماعية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي ونظام الفصل العنصري، لتحقيق العدالة واستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.