أثبت العدوان الجوي الذي قام به سلاح الطيران الإسرائيلي في مهاجمة مقرات ومناطق سكنية يقيم فيها عدد من قادة حماس في مكتبها السياسي، أنَّ هذا العمل اللامسؤول والمخالف للقوانين والأعراف الدولية هو عمل عدواني جبان، حسب ما وصفته وزارة الخارجية القطرية، ويؤكد أنَّ إسرائيل لا تحترم حتى حلفاءها وأصدقاءها والمتعاونين معها عندما يتطلب موقفها السياسي من الأحداث والدول تنفيذ عدوان على أيّ جهة، سواء أكانت دولة أو كياناً فيها، إذا كان ذلك يصب في مجرى أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العدوانية، وفي مقدمتها احتلال قطاع غزة بالكامل والسير على طريق بناء كيان إسرائيل الكبرى حجرًا حجرًا، وهذا واضح في تصريح خص به الضربة الجوية لمقرات ومساكن أعضاء المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي – حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
وزارة الخارجية القطرية أدانت الهجوم الإسرائيلي الذي طال أحياءً سكنية يقيم فيها بعض قيادات حركة حماس من المكتب السياسي، كما أكدت الدوحة أنها لن تتهاون مع إسرائيل في هذا السلوك المتهور، في حين قال مصدر فلسطيني قيادي في حماس لقناة "الجزيرة" إنَّ "استهداف الوفد المفاوض لحركة حماس أثناء اجتماعه في الدوحة، بينما كان يناقش مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف إطلاق النار، واضح في دلالته على ما يبغيه نتنياهو من ورائه، الذي صرح بأنه هو الذي أمر بهذا الاستهداف الجوي ردًا على عملية إطلاق النار التي شهدتها القدس يوم الاثنين والتي تبنتها حماس. غير أن الحقيقة الضائعة ويتعمد نتنياهو طمس معالمها هي أن نتنياهو لا يريد الوصول إلى أي اتفاق مع حماس لا جزئي ولا كلي بشأن تحرير الأسرى ووقف إطلاق النار، لأن هذا يتعارض تمامًا مع هدفه في احتلال قطاع غزة بالكامل، لكنه استغل العملية العسكرية في القدس التي أدت إلى مقتل بعض الإسرائيليين ليعرقل المفاوضات ويصرف الرأي العام الإسرائيلي، الذي دفع نتنياهو إلى الإدلاء بتصريح عبر فيه عن مخاوفه من أن المتظاهرين يريدون قتله مع عائلته بسبب عدم استجابته وحكومته لمطالب المتظاهرين بوقف الحرب وتبادل الأسرى".
والطرف الأميركي من جانبه يبدو موافقاً على هذه الضربة، بالرغم من أن الاجتماع كان بصدد مناقشة المقترح الأميركي بشأن إيقاف الحرب وتبادل المحتجزين في غزة، في مواقف متذبذبة وسياسات متقلبة ودبلوماسية احتيالية للطرفين أميركا وإسرائيل. فأميركا أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ الضربة، بالرغم من أن لديها أكبر قاعدة عسكرية في قطر. من هنا يمكن القول إنَّ إسرائيل وأميركا لديهما مصالح ينفذان ما يحافظ عليها، فليس لدى أيٍّ منهما لا صاحب ولا صديق.













التعليقات