في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها إيران، والتي تتسم بأزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية متشابكة، نشهد تصاعد الغضب الشعبي واشتداد الاحتجاجات العامة مرة أخرى. هذه الانتفاضات ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج سنوات طويلة من القمع، والفساد المستشري، وانعدام الكفاءة الحكومية، وتشير إلى العزم الراسخ للشعب الإيراني على تحقيق الحرية والديمقراطية. وفي قلب هذا المشهد المتأزم، تبرز المقاومة الإيرانية المنظمة، بقيادة مريم رجوي، كعنصر محوري في توجيه وتعزيز هذه الحركة الوطنية.

تصاعد السخط وموجة جديدة من الاحتجاجات
إيران اليوم مسرح مواجهة تاريخية بين نظام يتهاوى وشعب يسعى إلى الحرية والكرامة. لقد أدت الارتفاعات الصاروخية في الأسعار، وارتفاع معدلات البطالة، والفساد المستشري، والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، إلى تحويل حياة الملايين من الإيرانيين إلى جحيم حقيقي. وقد تسببت هذه الظروف في تأجيج غضب شعبي عميق، تجلّى في سلسلة احتجاجات وإضرابات واسعة امتدت من الأسواق إلى الجامعات، مرورًا بكافة المدن والمناطق. وعلى الرغم من محاولات النظام المستمرة لاحتواء هذه الانتفاضات باستخدام كل أدوات القمع، من دوريات الشرطة الدينية إلى الاعتقالات الواسعة، إلا أن الشعب يرد بحزم أكبر وتصميم أشد، تمامًا كما النار التي تحت الرماد، لا تنطفئ، بل تنتظر لحظة الاشتعال من جديد.

الدور المحوري للمقاومة المنظمة
في هذا المشهد الملتهب، تلعب المقاومة الإيرانية المنظمة، وعلى رأسها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، دورًا جوهريًا في بناء الرؤى وإشاعة الأمل في المستقبل. فالمقاومة لا تكتفي بكشف الطبيعة العدائية للنظام تجاه الشعب، بل تقدم بديلاً ديمقراطيًا مخططًا، يوجّه الحركة الشعبية نحو أهدافها. وقد قدّم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، برئاسة مريم رجوي، مشروعًا شاملاً لإيران المستقبل، يركز على الديمقراطية، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الجنسين، وحظي هذا المشروع بترحيب واسع من مختلف شرائح المجتمع. ورغم القمع الشديد، تواصل خلايا المقاومة نشاطاتها داخل البلاد، من الإعلام إلى تنظيم الاحتجاجات، محافظين بذلك على روح النضال والعزيمة لدى المواطنين.

استراتيجية الضغط الدولي والدبلوماسية
إلى جانب النشاط الداخلي، تنشط المقاومة الإيرانية على الساحة الدولية، حيث تكشف للرأي العام العالمي جرائم النظام، وتبرز إمكانات البديل الديمقراطي. وتلتقي مريم رجوي وأعضاء المجلس الوطني للمقاومة بالدبلوماسيين والسياسيين ونشطاء حقوق الإنسان حول العالم، لحشد الدعم الدولي لانتفاضة الشعب الإيراني. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى زيادة الضغط على النظام عبر فرض عقوبات موجهة، ومنع أي تهاون مع الدكتاتورية الحاكمة. هذه الضغوط الدولية تسهم في إضعاف أركان النظام، وتقوية موقف الشعب الثائر.

نضال النساء والشباب في الخطوط الأمامية
لقد لعبت النساء والشباب الإيرانيون، ولا سيما في الانتفاضات الأخيرة، دورًا بارزًا في قيادة الاحتجاجات وتطويرها. فشعار "المرأة، المقاومة، الحرية"، المستمد من صميم المجتمع الإيراني، ليس مجرد شعار سياسي، بل رمز لنضال يسعى إلى استعادة الكرامة الإنسانية والحقوق الأساسية. فالنساء الإيرانيات، بعد عقود من مواجهة القوانين التمييزية والقمع، يقفن اليوم في الصفوف الأمامية للنضال من أجل تغيير النظام. والشباب، الذين فقدوا الأمل في مستقبل مشرق تحت هذا النظام، ينزلون إلى الشوارع بشجاعة وإصرار، مطالبين بتحول جوهري. هذا التضامن بين الأجيال والفئات الاجتماعية المختلفة يشكل نقطة قوة أساسية للحركة الشعبية الشاملة في إيران.

الخاتمة
الوضع الراهن في إيران يؤكد أن نظام الملالي يتجه بثبات نحو الانهيار، وأن استمراره أصبح ممكنًا فقط من خلال القمع والترهيب. لكن إرادة الشعب الإيراني للحرية أقوى من أي قوة قمعية. وقد حافظت المقاومة المنظمة، بقيادتها الحكيمة واستراتيجيتها الشاملة، على الأمل في قلوب المواطنين، ورسمت مسارًا واضحًا نحو إيران حرة وديمقراطية. مستقبل إيران ملك لشعبها، وبالجهد والصمود، سيُكتب قريبًا فصل جديد من الحرية والعدالة في هذه الأرض. وهذه اللحظة التاريخية تتطلب دعمًا عالميًا شاملاً للمقاومة الإيرانية لتحقيق أهداف الشعب النبيلة.