يعمل العلماء على تطوير كمبيوتر باستطاعه تفسير المفردات اثناء التفكير فيها.

يعكف علماء في شركة انتل على رسم خرائط مفصلة للنشاط الذي يحدث في الدماغ حين يتعامل مع كلمات منفردة ومطابقته بعد ذلك بنشاط الدماغ لدى شخص يستخدم الكومبيوتر، وبذلك تمكين الجهاز من تحديد الكلمة التي يفكر فيها المستخدم.

وبخلاف الكومبيوتر الذي يسيطر عليه الدماغ بما يتصوره من حركات جسدية للتحكم بمؤشر الفأرة على الشاشة فان التكنولوجيا الجديدة ستكون قادرة على تفسير المفردات اثناء التفكير فيها.

واظهرت الاختبارات الأولية ان الكومبيوتر يستطيع ان يعرف الكلمات بالنظر الى انماط متماثلة لنشاط الدماغ والبحث عن فوارق اساسية تشير الى الكلمة الصحيحة.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الباحث دين بوميلرو الذي يعمل في مختبرات انتل ان الأجهزة التي تسجل تفاصيل كافية عن نشاط الدماغ اجهزة ضخمة حاليا وباهظة الكلفة مثل اجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي في المستشفيات. وان العمل جار لانتاج أجهزة اصغر يمكن ان تحمل باليد وقادرة على انتاج المستوى نفسه من التفاصيل.

وأوضح الباحث بوميلرو ان الكومبيوتر يستخدم استبيانا يتضمن 20 سؤالا لتحديد الكلمة. وعلى سبيل المثال ان اسما له خصائص جسدية مثل quot;المعزقةquot; التي تُستخدم في الحفر تستحث نشاطا في تلك المنطقة من الدماغ التي تتحكم بالحركات الجسدية. ولكن مفردة تتعلق بالغذاء مثل quot;تفاحةquot; تحدث نشاطا في تلك المناطق من الدماغ المرتبطة بالجوع. وبذلك يستطيع الكومبيوتر ان يستقرئ خصائص لكل مفردة يُفكر فيها المستخدم بما يمكنه من الوصول الى الكلمة بسرعة كافية.

ويرسم العلماء حاليا خريطة النشاط الذي يمارسه دماغ اعتيادي لدى التفكير في مفردات مختلفة. ويعني ذلك ان بامكان المستخدم ان يكتب رسائل ويفتح بريده الالكتروني أو يقوم بعمليات بحث بمجرد التفكير فيها، كما يقول الباحث بوميلرو.

ولدى انتل حاليا كومبيوتر يستطيع ان يحزر كلمات مثل quot;مفكquot; وquot;بيتquot; وquot;شونةquot; بقياس ما يقرب من 20 ألف نقطة في الدماغ.

واعلن جستن راتنر مدير مختبرات انتل ورئيس قسم التكنولوجيا في الشركة ان قراءة الأفكار هو الهدف النهائي quot;وستكون هناك مخاوف بشأن الخصوصية علينا تبديدهاquot;. ولكن المؤكد ان الانسان لم يعد محددا باستخدام لوحة المفاتيح والفأرة، بحسب راتنر.