رغم ما عرف عن نفوره من تسليط الضوء على حياته الخاصة، رضخ مؤسس laquo;أبلraquo; المشارك ومديرها التنفيذي ستيف جوبز أخيرا وقدم موافقته على أول كتاب عن سيرة حياته.


جوبز يقدم laquo;آي بادraquo; للعالم في إبريل/نيسان 2010

لندن: غيّر ستيف جوبز، العقل المفكر وراء نجاح laquo;أبلraquo; الباهر، وجه الكمبيوتر، وأحدث ثورة في صناعة الموسيقى، وأسس أحد أشهر استوديوهات هوليوود السينمائية، وقلب مفهوم الهاتف المحمول ووظائفه رأسًا على عقب. إضافة إلى هذا فقد اشتهر، في ما يتعلق بحياته الخاصة، بنفوره العارم من الصحافة والصحافيين وأنوفهم التي يحشرونها أينما اتفق بحثًا عن الخبر.

رغم هذا فقد رضخ مبتدع laquo;آي فونraquo; وlaquo;آي باد،raquo; النافر من تسليط الضوء على حياته الخاصة، أخيرًا، وقدم موافقته على كتاب عن سيرة حياته، هو الأول من نوعه، لأنه يأتي بتفويض شخصي منه. وبالطبع فلن يفوّت أي كاتب الفرصة للّعب بالكلمات. ولذا فقد سُمّي الكتاب laquo;آي ستيف: كتاب جوبزraquo;، وسيرى النور في وقت مبكر من العام المقبل.

على أن هذا كله، وفقًا لصحيفة laquo;تايمزraquo; البريطانية، يأتي على خلفية محزنة، وهي أن هذا المخترع العبقري (56 عامًا) مصاب بسرطان البنكرياس، وأجرى في العام الماضي عملية جراحية لزراعة الكبد. واضطر في يناير/كانون الثاني الماضي للزوم السرير في عطلة مَرَضية للمرة الثالثة منذ 2004.

وكانت مجلة laquo;بلومبيرغ ماركيتسraquo;، الشهرية المتخصصة في عالم الأسواق والمال، قد أثارت هلعًا وسط أنصار laquo;أبلraquo; وفي الأسواق أيضًا بعدما نشرت - عن طريق الخطأ - مرثيته. ويذكر أن العادة في عالم الصحافة هي إعداد المراثي لمشاهير العالم وهم على قيد الحياة. وفي حال وفاة أحدهم فجأة أو بعد مرض يكون المطلوب فقط تحديث المرثية بحيث تشمل وقت الوفاة ومكانها والظروف المحيطة بها إذا توافرت.

سيخط كتاب سيرة جوبز الكاتب والصحافي الأميركي المخضرم وولتر آيزاكسون، المدير التنفيذي لكل من laquo;مهعد آسبينraquo; التعليمي وتلفزيون laquo;سي إن إنraquo; ومجلة laquo;تايمraquo;. إضافة الى هذا عيّنه الرئيس أوباما رئيسًا لـlaquo;مجلس إذاعة الحكّامraquo; الذي يدير شؤون laquo;صوت أميركاraquo; وlaquo;إذاعة أوروبا الحرةraquo;.

وعُلم من الدار الفائزة بنشر كتاب جوبز، laquo;سايمون آند شوسترraquo; أن آيزاكسون بدأ عمله على هذا المشروع منذ ثلاث سنوات. ويذكر أن أعمال هذا الكاتب السابقة تشمل سيرتي حياة بنجامين فرانكلين، أحد laquo;الآباء المؤسسينraquo; للولايات المتحدة، وعبقري النسبية ألبرت أنشتاين.

والواقع أن حياة ستيف جوبز حافلة بالدراما. فبعد ولادته في سان فرانسيسكو من أب أميركي وأم سورية من دون زواج، تخلّى عنه الاثنان، وقدماه إلى أسرة تبنّته. وقد تخلّى عن إكمال تعليمه الجامعي، وأسس مع ستيف فوزنياك ورونالد وين في 1976 شركة laquo;أبلraquo;، التي صارت في العام التالي أولى شركات الكمبيوتر الشخصي.

وفي عام 1983 أقنع جوبز رئيس شركة laquo;بيسي كولاraquo;، جون سكالي، بالتخلّي عنها، والانضمام إليه مديرًا تنفيذيًا لأبل. وقيل إنه أقنعه بالكلمات الآتية: laquo;هل تريد أن تبيع الماء المسَكّر بقية حياتك، أم تفضّل مرافقتي في مشوار عظيم من أجل تغيير العالمraquo;؟.
ولكن سرعان ما ساءت العلاقة بين الرجلين، ووجد جوبز أنه مجبر على مغادرة أبل.

وخلال السنوات العشر التالية اشترى laquo;غرافيك غروبraquo;، وغيّر اسمها الى laquo;بيكسارraquo; التي صارت أحد أكبر استوديوهات هوليوود. وقد تخصصت في إنتاج أفلام الكارتون المرسومة بالكمبيوتر، وأنتجت روائع كلاسيكية مثل سلسلة Toy Story الشهيرة حول العالم.

وفي 1996 عاد جوبز الى حظيرة أبل، بعدما اشترت شركته NeXT للكمبيوتر. وفي اكتوبر/تشرين الأول 2001 بدأ ثورته في صناعة الموسيقى عندما أزاح الستار عن laquo;آي بودraquo; أول مشغل موسيقي الكتروني، والبقية تاريخ معروف عاد عليه بثروة شخصية تقدّر بأكثر من 8 مليارات دولار.

يبقى معرفة ما إن كان آيزاكسون سيلقي الضوء على laquo;الجانب المظلمraquo; من حياة جوبز. فالعاملون معه ينتقدون تأرجح مزاجه، ويقولون إنه لا يأبه بمشاعر الآخرين. وقيل أيضًا إنه أنكر أبوته لابنته الأولى ليزا.