لندن: تعدّ الحكومة البريطانية برنامجَ تسلحيًا الكترونيًا، يمنح الوزارات قدرة هجومية تمكنها من التصدي للأخطار المتزايدة التي تهدد الأمن القومي عبر الفضاء الالكتروني، كما علمت صحيفة الغارديان.

وكشف مسؤولون أن بريطانيا تحتاج طائفة جديدة من الخيارات الهجومية، وليس مجرد تعزيز دفاعاتها في المؤسسات الحساسة والوزارات، التي تتعرض بانتظام إلى هجمات، ينفذها قراصنة الكترونيون.

وقال وزير الدولة لشؤون القوات المسلحة نك هارفي في حديث لصحيفة الغارديان إن التحرك في الفضاء الالكتروني سيكون جزءًا من ميدان المعركة في المستقبل.

ورغم أن الوزير استبعد أن تحلّ الأسلحة الالكترونية محل الأسلحة التقليدية، فإنه اعترف بأنها تعتبر الآن quot;جزءًا لا ينفصل من الترسانة البريطانيةquot;.

وأكد هارفي أن الحكومة تدرك بأن تساؤلات لا بد أن تُطرح عمن يجيز استخدام مثل هذه الأسلحة، ومتى تُستخدم، موضحًا أنها ستخضع للضوابط نفسها التي تُطبق على استخدام قدرات عسكرية أخرى مثل القوات الخاصة.

وقال هارفي إن بريطانيا تحتاج جملة قدرات quot;وهذا ما نعمل على تطويره حاليًاquot;، مشيرًا إلى أن ظروف استخدام الأسلحة الالكترونية وطريقة استخدامها مماثلة لما هو متعارف عليه في أي ميدان آخر.

وأضاف أن السلاح الالكتروني صنف جديد، ولكن القواعد والمعايير والمنطق والمقاييس التي تُطبق في أي ميدان آخر تسري على الميدان الالكتروني أيضًا.

وقال إنه لا يعتقد أن نشوء ميدان جديد سيجعل بريطانيا أكثر هجومية مما هي في أي ميدان آخر، وإن الأعراف القانونية التي تعمل بريطانيا في إطارها أعراف quot;ناضجة وراسخةquot;.

وتبقى طبيعة الأسلحة الالكترونية، التي يجري تطويرها سرية، ولكن مكتب مجلس الوزراء ومركز العمليات الأمنية الالكترونية في الجهاز الاستخباراتي المعروف باسم مقر الاتصالات الحكومي هما الجهتان المسؤولتان بالدرجة الأولى على أن تسهم وزارة الدفاع بقسطها بمرور الوقت.

وعيّنت وزارة الدفاعأخيرًا الجنرال المظلي جونثان شو قائدًا لمجموعة العمليات الالكترونية الدفاعية. وقال الجنرال شو لصحيفة الغارديان إن ميدان الأسلحة الالكترونية يمثل quot;نزاعًا بلا حدودquot;.

ومن الأمثلة الساطعة على الضرر الذي يمكن أن تلحقه فيروسات الكترونية خبيثة فيروس ستاكسنت الذي نجح في تعطيل برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم.

واتهم الإيرانيون إسرائيل والولايات المتحدة بتصميم ستاكسنت واستخدامه.وقال خبراء إن هذا الفيروس معقد ومتطور تقنيًا، بحيث إنه يتخطى أي تهديد الكتروني عُرف في السابق.

ورغم أن المسؤولين البريطانيين ينفون أي دور لبريطانيا في تطوير ستاكسنت، فإن اكتشافه أكد ضرورة تعزيز الدفاعات الالكترونية البريطانية، ورُصدت 650 مليون جنيه إسترليني لهذا الغرض.

وقال وزير الدولة لشؤون القوات المسلحة إن الشبكات الرقمية تدير قطاعات النقل والطاقة والاتصالات في بريطانيا، وإن آثار أي هجوم حسن التخطيط والتنفيذ على البنى التحتية الرقمية يمكن أن تكون كارثية.

وأوضح quot;أن الحافة التكنولوجية مرتفعة في الأسلحة النووية أو البيولوجية، ولكن الأصبع الذي يحوم حول الزر في الميدان الالكتروني، قد يكون أي أحد، دولة أو طالبquot;.

ولم يحدد هارفي مصدر الخطر، ولكنه حذر قائلاً إنه من الغباء أن يفترض الغرب أنه يستطيع دائمًا أن يملي وتيرة تقدم التكنولوجيا الالكترونية واتجاهها، مشيرًا إلى أن الصين من بين بلدان أخرى تطور قدرات عسكرية وتكنولوجيات حديثة.