كاب كانافيرال: حط اتلانتيس من دون مشاكل الخميس في فلوريدا مع رواده الاربعة مسدلا الستار على برنامج المكوك الفضائي الاميركي الذي استمر ثلاثين عاما تحققت خلاله انجازات كبيرة وشهد كارثتين.

وهبط المكوك على مدرج مركز كينيدي الفضائي قرب كاب كانافيرال عند الساعة 05,56 بالتوقيت المحلي (الساعة 09,56 تغ) بعد 42 دقيقة على بزوغ الفجر وسط سماء صافية اثر عملية نزول استمرت 65 دقيقة من مدار الارض.

وقال كريس فرغسون quot;هيوستن، المهمة انجزت. بعد اكثر من 30 عاما في الخدمة بات للمكوك الاميركي مكانته في التاريخquot; مضيفا quot;لقد توقف المكوكquot;.

واوضح ان quot;التأثر يبلغ ذروته اليوم الا ان ثمة شيئا مؤكدا هي ان الولايات المتحدة لن تتوقف عن استكشاف الفضاءquot;.

ورد مركز المراقبة في هيوستن قائلا quot;ننتهز الفرصة لتهنئتكمquot;.

وقال المراقب ان quot;المكوك الفضائي عاد الى قاعدته للمرة الاخيرة واضعا حاد نهائيا لرحلتهquot;. واضاف quot;ليبارككم الله وليبارك الولايات المتحدة الاميركيةquot;.

وفي تحية وداع اخيرة الى المكوك، مرت محطة الفضاء الدولية قبيل هبوطه بشكل عمودي فوق مركز كيندي الفضائي. وكان بالامكان مشاهدتها لاربع دقائق تقريبا.

واقترب اتلانتيس من المركز محلقا فوق اميركا الوسطى ومن ثم غرب كوبا قبل الوصول الى فلوريدا معلنا وصوله الى مركز كينيدي من خلال خرقه لجدار الصوت مرتين.

وكان المكوك يستخدم نظام الملاحة الالي خلال عملية نزوله الا ان قائده تولى قيادة المكوك يدويا لكي يكون على اصطفاف مع المدرج قائما بانعطافة من 240 درجة يسارا.

وقطع اتلانتيس 8,5 ملايين كيلومتر خلال مهمته الثالثة والثلاثين والاخيرة وبقي ملتحما ثمانية ايام بمحطة الفضاء الدولية. وقد قطع منذ وضعه في الخدمة 202,67 مليون كيلومتر.

قد امضى المكوك ما مجموعه 307 ايام في الفضاء واجرى 4848 دورة حول الارض.

وقطعت المكوكات الاميركية الخمسة مجتمعة 872,9 مليون كيلومتر واجرت اكثر من 21 الف دورة حول الارض. وامضت ما مجموعه 1333 يوما في الفضاء.

وسمحت المكوكات الاميركية وهي المركبة الطائرة الاكثر تعقيدا المصممة حتى الان بوضع التلسكوب هابل في المار وهو اول تسلكوب فضائي وقد احدث ثورة في علم الفلك وببناء محطة الفضاء الدولية بين عامي 1998 و2010.

وتوازي مساحة محطة الفضاء الدولية مساحة طائرة بوينغ 747.

وقد بلغت كلفتها مئة مليار دولار وهي تشكل ذروة التعاون الدولي في الفضاء ومختبرا لا مثيل له يعتبر اساسيا للتحضير لمهمات مأهولة لاستكشاف النظام الشمسي.

وشهد برنامج المكوكات الاميركية الذي كلف اكثر بكثير مما كان متوقعا في البداية مع 775 مليون دولار، كارثتين تمثلتا بانفجار تشالنجر في 28 كانون الثاني/يناير 1986 بعيد اطلاقه وانفجار كولومبيا في الاول من شباط/فبرار 2003 لدى دخوله الغلاف الجوي للارض.

وقد قضى 14 رائدا في الحادثين.

وحضرت سائل الاعلام بقوة الخميس لكن عدد ممثليها لا يقارن بالحضور الاستثنائي لاطلاق اتلانتيس في الثامن من تموز/يوليو عندما اتى اكثر من الفي صحافي الى مركز كينيدي الفضائي.

واثر الرحلة الخامسة والثلاثين بعد المئة والاخيرة لمكوك اميركي اصبحت الولايات المتحدة من دون اي وسيلة لنقل روادها الى محطة الفضاء الدولية وستعتمد على مركبات سويوز الروسية حتى 2015 على اقرب تقدير بانتظار جهوز المركبة التي ستحل مكان المكوك والتي تبنيها شركات خاصة اميركية في شراكة مع الناسا.