قال علماء إن بقايا قمر آخر كان يدور في فلك الأرض قبل مليارات السنين، ربما تناثرت على الوجه البعيد من قمرنا.

ويُعتقد أن نشوء القمرين كان متزامنا وأنهما انطلاقًا في مدار مماثل لمدار القمر الذي نعرفه اليوم. ولكن بعد عشرات ملايين السنين من التعايش السلمي وحسن الجوار بين القمرين يبدو أن ارتطامًا خفيفًا حدث تسبب في تبعثر القمر الأصغر الذي كان حجمه ثلث حجم قمرنا وتناثرت شظاياه كأنها فتات كوني.

وطرح باحثون هذه الفكرة بعدما اكتشفت نماذج بتقنية المحاكاة الالكترونية أن اصطداما بقمر ثان شقيق في بداية عمر الأرض قد يحل اللغز القديم للاختلاف الكبير بين وجهي القمر.

فان الوجه القريب الذي دائما يقابل الأرض منخفض ومنبسط نسبيًا في حين أن الوجه البعيد مرتفع وجبلي سمك قشرته يزيد عشرات الكيلومترات على قشرة الوجه الآخر.

وتستند الفكرة إلى ما يسميه العلماء نموذج quot;الاصطدام الكبيرquot; الذي فيه يرتطم كوكب له حجم المريخ بالأرض في الأيام الأولى من نشوء المنظومة الشمسية ويطلق رشاشاً هائلاً من الأنقاض الصخرية التي التحمت فيما بعد لتشكل القمر.

ونقلت صحيفة الغارديان عن الباحث مارتن جوتزي من جامعة بيرن السويسرية أن الاصطدام أنتج قرصًا من الأنقاض حول الأرض، ومن هذا القرص نشأ القمر، ولكن ليس هناك سبب يقول إن قمراً واحدًا نشأ نتيجة ذلك. وقرر جوتزي وزميله اريك اسفوغ من جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز محاكاة ما قد يحدث لو أن قمرًا ثانيًا نشأ من الأنقاض التي سقطت في المدار المحيط بالأرض.

وأظهرت النماذج التي بُنيت على الكومبيوتر أن قمرًا شقيقاً قطره نحو 1200 كيلومتر ربما رافق القمر الأكبر في الدوران حول الأرض لعشرات ملايين السنين. ولكن مدار القمر انزاح بعيدا عن الأرض وأصبح توزان القوى قلقا فارتطم القمران.

وكان من شأن اصطدام الجرمين بسرعة كبيرة أن يُحدث حفرة عملاقة في القمر ويطلق رشاشًا من الصخور في الفضاء، ولكن إذا كانت سرعة الاصطدام بين القمرين أقل من 3 كلم في الثانية فان القمر الأصغر سيتناثر على وجه القمر الأكبر ويبقى هناك.

وقال الباحث جوتزي إن الاصطدام كان quot;رقيقًاquot; لا يصنع حفرة كبيرة. وإذا تأكد هذا الرأي فان الاصطدام زاد قشرة القمر سمكاً على الوجه البعيد مؤديا إلى نشوء هضاب ودفع المادة المنصهرة تحت السطح نحو هذا الوجه.

ويأمل العلماء الآن بإيجاد طرق لاختبار هذه النظرية.