لندن: اكتشفت مركبة فضائية تابعة أميركية كوكباً جديداً يدور في فلك شمسين. ويتمتع الكوكب العملاق بشروقين وغروبين في دورانه حول نجمين. واعتبر الفلكيون ان الكوكب الذي سُمي quot;كبلر 16 بيquot; اول اكتشاف لا يقبل اللبس لعالم يدور في فلك نجمين، وهي ظاهرة غريبة ذاع صيتها سينمائيا بكوكب تاتواين في فيلم حرب النجوم.
يبعد الكوكب الجديد نحو 200 سنة ضوئية عن الشمس وله كتلة مماثلة لكتلة زحل في منظوتنا الشمسية. وكانت المركبة كبلر التي ارسلتها إدارة الفضاء الاميركية quot;ناساquot; رصدت الكوكب لدى مروره امام شمسيه متسببا في حجب بعض الضوء المنبعث منهما.
وقال فلكيون إن هذا الاصطفاف غير المعهود يعني ان الراصد على سطح الكوكب حيث تتراوح درجة الحرارة بين 70 و100 تحت الصفر المئوي سيرى شروقين وغروبين، واحيانا يبدوان شروقا وغروبا واحدا حين تمر الشمسان امام احداهما الأخرى.
وقال الن بوس الباحث في معهد كارنغي للعلوم في واشنطن وعضو فريق العلماء الذين اكتشفوا الكوكب الجديد انه لن يكون على الكوكب نهار دائم لأن النجمين قريبان جدا من احدهما الآخر متسببين في حدوث كسوف شمسي كل 20.5 يوم ثم يفترقان. ومع تزايد المسافة الفاصلة بينهما تغرب الشمسان في اوقات مختلفة ويمكن ان يسبب هذا صعوبة بالغة في تحديد موعد المساء.
وأظهرت نماذج نظرية لتكوين الكواكب ان من الممكن ان تنشأ عوالم حول نجمين توأمين ولكن الفلكيين لم يشهدوا ذلك من قبل إلا في روايات الخيال العلمي. وحتى في افلام هوليود فان سكان الكواكب الذي يتمتعون بدفء شمسين قد لا يقدرون وضعهم السماوي الفريد كما تبين شكوى بطل حرب النجوم من وجوده على ابعد كوكب عن مركز الكون المضئ.
ولكن الباحث بوس اكثر تفاؤلا بشأن الكوكب كبلر 16 بي رغم انه على الأرجح ليس كوكبا مأهولا. ونقلت صحيفة الغارديان عن بوس قوله quot;ان هذا اكتشاف مذهل. ومرة أخرى تحول ما كان خيالا علميا الى واقعquot;.
وأُطلقت المركبة الفضائبة كبلر في آذار/مارس 2009 للبحث عن عوالم شبيهة بالأرض بين 155 الف نجم في مجرتين مرئيتين من نصف الكرة الشمالي. وتكشف الكواكب عن نفسها حين تمر امام وجه شمسها أو شموسها لأن مرورها يحجب بعض الضوء المنبعث من النجم كما حجبه الكوكب الجديد عن كاميرا المركبة كبلر الحساسة ذات الزاوية الواسعة.
ورصد باحثون بقيادة لورنس دويل في مركز كارل ساغان لدراسة الحياة في الكون في معهد سيتي بولاية كاليفورنيا، الكوكب كبلر 16 بي بعد ان لاحظوا صدور اشارات غريبة في المعلومات التي تجمعها المركبة الفضائية كبلر.
واظهرت الصور التي التقطتها كاميرا المركبة نجمين يدوران في فلك احدهما الآخر ويسببان كسوفا شمسيا حين يمران امام احدهما الآخر. وكان النجمان صغيرين بالمقارنة مع شمسنا، كتلتهما نحو 69 و20 في المئة من كتلة شمسنا.
التعليقات