طائرة تابعة لشركة quot;العالquot; الإسرائيلية التي تعرضّت أخيرًا إلى محاولات اختراق من قبل قراصنة معلومات

استهدف قراصنة إلكترونيون الاثنين الماضي بورصة تل أبيب وشركة الطيران الإسرائيلية العال، فيما وصفه محللون بحرب الكترونية متصاعدة. ورغم الأضرار المحدودة، فإن كثيرًا من الإسرائيليين ارتعبوا من الهجمات، التي تمثل جبهة جديدة في نزاع الشرق الأوسط.


لندن: اتصل قرصان الكتروني، أطلق على نفسه اسم quot;أوكس عمرquot; بموقع صحيفة يدعوت أحرونوت الإسرائيلية واسعة الانتشار، محذرًا من أن مجموعة اسمها quot;نايتميرquot; (الكابوس) تعتزم تعطيل الموقعين، وكان أوكس عمر مسؤولاً عن نشر تفاصيل أكثر من 2000 بطاقة ائتمان إسرائيلية في وقت سابق.

وأطلق القراصنة سيلاً من محاولات الدخول على الموقعين الإسرائيليين لتعطيلهما. وفي حين أن رحلات شركة العال لم تتعرّض لأي مخاطر، فإن كثيرًا من الإسرائيليين ارتعبوا من الهجمات، التي تمثل جبهة جديدة في نزاع الشرق الأوسط، الذي اقتصرت معاركه حتى الآن على الأسلحة التقليدية.

وقال المسؤول في بورصة تل أبيب يوني شيمش للإذاعة الإسرائيلية بعد ساعات على الهجوم إن البورصة تقيم حواجز في وجه القراصنة.

وكان موقع شركة طيران العال تعطَّل بعد أكثر من 1000 محاولة للدخول عليه. وأشادت حركة حماس بالهجمات.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن آفي فايسمان المدير التنفيذي لكلية أمن المعلومات والحرب الالكترونية ورئيس المنتدى الإسرائيلي لأمن المعلومات، وهو منظمة غير ربحية، إن إسرائيل قد تكون قوة كبرى حين يتعلق الأمر بتنفيذ الهجمات الالكترونية quot;ولكننا من حيث الدفاع بلد صغير جدًا ومهمَلquot;.

وقال البروفيسور إسحاق إسرائيل، الذي عمل مستشارًاللحكومة الإسرائيلية في مجال الأمن الالكتروني، إن إسرائيل تعمل على حماية منظوماتها الحيوية في المؤسسة الأمنية وفي المجال المدني، بما في ذلك الكهرباء والماء والقطارات، منذ ما يربو على 10 سنوات.

وكان القرصان أوكس عمر قدم نفسه قائلاً إنه شاب في التاسعة عشرة من الرياض، حين نشر تفاصيل آلاف البطاقات الائتمانية الإسرائيلية متحولاً إلى اسم يتردد على كل لسان في العربية السعودية وبلدان عربية أخرى، بحسب مجلة فوربس.

وبعد أيام، ظهر قرصان قدم نفسه بالقول إنه إسرائيلي اسمه quot;أوكس أوميرquot; ورد على أوكس عمر بنشر تفاصيل ما قال إنها أكثر من 200 بطاقة ائتمانية سعودية. ولكنه لم يكشف عن الشفرات الأمنيةقائلاً إنه فعل ذلك من باب الإنذار.

ويرى محللون أن ما يجري هو بداية جبهة جديدة في نزاع الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن إسرئيل والولايات المتحدة تخوضان حربهما الالكترونية الخاصة ضد إيران وسوريا من بين دول أخرى.

في هذه الأثناء، تشنّ منظمات، مثل أنونيموس، حرب عصابات الكترونية ضد الشركات والحكومات في أنحاء العالم.

وليس من المستغرب أن تجد الحرب الالكترونية طريقها إلى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن المحللين يحذرون ممّا يسمونه تداعيات مخيفة.

فالحرب الالكترونية ما زالت وليدة، وهي تخاض حتى الآن بتعطيل مواقع وسرقة كلمات مرور واختراق منظومات. ولكن أرواحًا ستُهدد في مرحلة ما مقبلة، وستكون حريات مدنية وحقوق خصوصية مستهدفة أيضًا، لأن كل خطوة نحو الأمن تأتي مقترنة بخطر مقايضة على حساب الحرية والحقوق الفردية، برأي هؤلاء المحللين.

ويصعب تصوّر الحرب الالكترونية على أنها حرب يمكن أن تكون عنيفة، وتهدد أرواحًا، ولكن مثل هذا الخطر حقيقي وداهم. فتزايد ارتباط حياتنا بالانترنت، وتزايد الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة نفسها، يجعل الكثيرين أكثر انكشافًا أمام الإرهاب الالكتروني وأخطار أخرى.

ويستطيع القراصنة الالكترونيون الآن أن يعطِّلوا محطات طاقة، وينفذوا تفجيرات عن بعد، ويوقفوا خدمات، ويخربوا منظومات أمنية، ويخترقوا بنى تحتية حيوية، والقائمة تطول.

على سبيل المثال، ذكرت صحيفة لوس انجيليس أنه عندما أرادت مؤسسة ماء كبيرة في جنوب كاليفورنيا اختبار مواطن الضعف في منظومة كومبيوتراتها، فإنها تعاقدت مع القرصان الالكتروني مارك مايفرت لفحصها.

وسيطر فريق مايفرت على المعدات، التي تعالج ماء الشرب كيمياويًا، في غضون يوم واحد.

وقال مايفرت، الذي امتنع عن شركر اسم المؤسسة لحمايتها، إن هناك دائمًا طريقًا يمكن أن يدخل منه القرصان.

ونقلت مجلة فوربس عن مسؤولين أميركيين وخبراء يعملون في شركات خاصة إن مواطن الضعف التي استغلها القرصان مايفرت في كاليفورنيا موجودة في منشآت حيوية في عموم الولايات المتحدة.

يُشار إلى أن منظومات التحكم الصناعية، التي تمكن القرصان مايفرت من اختراقها، تتولى أيضًا تشغيل شبكات الكهرباء وأنابيب النقل ومعامل كيمياوية وغيرها من الهياكل الارتكازية للبنية التحتية.

إضافة إلى أن العديد من هذه المنظومات، التي صُمّمت من دون مراعاة للاعتبارات الأمنية، مكشوفة أمام هجمات الكترونية، تستطيع أن تفجّر عمارات، وتمحو معلومات، وتسقط طائرات، وتقطع الكهرباء عن مناطق واسعة من البلد.

وحين ينتقل الحديث من سرقة هويات وحسابات مصرفية إلى وضع مواد كيمياوية في إمدادات الماء، فإن الخطر يصبح أكبر، ويكون مبعث خوف لدى التفكير في سهولة استهداف مثل هذه المرافق الحيوية.

وكان الرد على هذا التهديد بطيئًا حتى الآن من جانب مسؤولي الأجهزة الأمنية في العالم. وكما هو معهود من الأجهزة البيروقراطية، فإنها تكون بطيئة في تحركها إلى أن يحدث طارئ، ثم يأتي رد فعلها مفرطًا. والرد على هجمات 11 أيلول/سبتمبر مثال ساطع على هذه الديناميكية.

وتواجه إسرائيل مأزقًا مماثلاً، إن لم يكن أسوأ. وسيكون من المثير أن نرى كيف سترد على هذه الهجمات ومثيلاتها في المستقبل.

وفي الوقت الحاضر فإن التوتر يزداد حدة بين إسرائيل وجيرانها والفلسطينيين، مع تحول الحرب على الإرهاب بخطى بطيئة، لكنها أكيدة، إلى حرب على الإرهاب الالكتروني، على حد تعبير مجلة فوربس.