كشف قراصنة إلكترونيون معلومات مسؤولين كبار في بريطانيا وأميركا وحلف الأطلسي.


كشف قراصنة الكترونيون في اختراق امني كبير، آلاف الهويات وكلمات المرور المشفرة بينها عناوين الكترونية وكلمات مرور مسؤولين عسكريين واستخباراتيين وضباط شرطة وسياسيين ومستشارين في بريطانيا والولايات المتحدة وحلف شمالي الأطلسي.

ومن المعلومات الخاصة التي كُشفها القراصنة هويات 221 مسؤولا عسكريا بريطانيا و242 موظفا اطلسيا ومسؤولون في الحكومة البريطانية بينهم عاملون في مكتب مجلس الوزراء ومستشارون في منظمة الاستخبارات المشتركة التي تعتبر عين رئيس الحكومة البريطانية وأذنه فيما يتعلق بالمعلومات الحساسة.

ويُعتقد ان منفذي عملية الاختراق يرتبطون بمنظمة انونيموس المختصة بالقرصنة الالكترونية وانهم دخلوا خلال عطلة عيد الميلاد والسنة الجديدة على حسابات المشتركين في مؤسسة ستراتفور الاستشارية المختصة بأبحاث السياسة الخارجية والأمنية.

وتضم القاعدة البيانية المخترقة هويات ما يقرب من 850 الف مشترك في المؤسسة. وتتألف هذه الهويات عادة من عناوين البريد الالكتروني وكلمات المرور المشفرة. كما كُشفت ارقام البطاقات الائتمانية وعناوين ما يقرب من 75 الف مشترك بينها 462 حسابا في بريطانيا.

ونقلت صحيفة الغارديان عن الخبير في امن الانترنت جون بمغارنر الذي قام بتحليل حجم الاختراق ان بين ما كشفه القراصنة معلومات خاصة عن مئات المسؤولين في الحكومة البريطانية منهم مسؤولون يعملون في مواقع حساسة. ومن بين العناوين الالكترونية المسربة عناوين 221 مسؤولا في وزارة الدفاع البريطانية تعرف الخبير بمغارنر على هوياتهم ، منهم مسؤولون في القوات البرية والسلاح الجوي الملكي البريطاني.

كما سُربت معلومات عن عدد اكبر من المسؤولين الاميركيين بما في ذلك تفاصيل البريد الالكتروني لنحو 19 الف شخص يعملون في المجال العسكري. وتمكن الخبير بمغارنر من التعرف على 173 اميركيا يعملون في افغانستان و170 في العراق. كما نُشرت معلومات شخصية عن نائب الرئيس الاميركي السابق دان كويل ووزير الخارجية السابق هنري كيسنغر.

وتزداد خطورة هذا الاختراق نظرا الى ان مؤسسة ستراتفور (مختصر ستراتيجي فوركاست) تقدم تحليلات للشؤون الخارجية بما في ذلك القضايا الأمنية وانها تستقطب مشتركين من دوائر حكومية حساسة.

ولا يُعرف حجم المخاطر الأمنية المترتبة على هذا الاختراق الأمني. ولكن الخبير بمغارنر قال ان المسؤولين الذين لم يتحوطوا باجراءات اضافية في تأمين كلمات مرورهم من خلال التحقق المزوج أو منظومات حماية أخرى قد يجدون ان عناوين بريدهم الالكتروني وغيرها من المعلومات الشخصية وقعت بأيدي آخرين يمكن ان يستغلوها.

وقال بمغارنر ان أي جهاز استخبارات أجنبي يستهدف بريطانيا يمكن ان يستخدم هذه المعلومات في كشف هويات افراد يرتبطون بنشاطات حكومية حساسة.

ونقلت صحيفة الغارديان عن مسؤولين بريطانيين رفضوا الكشف عن اسمائهم انهم على علم بالاختراق ولكنهم لا يعتقدن انه يشكل تهديدا للأمن القومي. وقال المسؤولون ان كلمات المرور المستخدمة في مراسلاتهم الرسمية داخل دوائر الدولة تختلف عن كلمات المرور المستخدمة للدخول على مواقع مؤسسة ستراتفور.

كما ان المراسلات الحكومية محمية بجدران امنية اضافية. ولكنهم اضافوا ان مراسلاتهم الشخصية قد تتعرض الى الخطر إذا استخدم افراد كلمة المرور نفسها للدخول على موقع ستراتفور في حساباتهم المصرفية وغيرها من التعاملات الشخصية.

واوقفت مؤسسة ستراتفور موقعها خلال التحقيق في الاختراق الأمني وقالت انها تعمل جاهدة لمنع تكراره.

وكانت منظمة انونيموس التي يرتبط بها منفذو الاختراق الجديد استهدفت في السابق شركات فيزا وماستركارد وباي بال احتجاجا على رفضها قبول تبرعات لموقع ويكيليكس. وينتشر اعضاء هذه المنظمة الفضفاضة في انحاء العالم حيث يرتبطون فيما بينهم عن طريق الانترنت.