لندن: اكتشف فريق دولي من الفلكيين كوكباً رابعاً صالحاً للعيش خارج منظومتنا الشمسية. ويبعد الكوكب الجديد نحو 22 سنة ضوئية عن الأرض، وفيه درجات حرارة ملائمة لوجود الماء ونشوء حياة.

وقام فريق الفلكيين بتحليل معلومات من المرصد الجنوبي الأوروبي عن نجم اسمه جي جاي 667 سي، ويُعرف بأنه نجم قزم من الفئة أم، وتنبعث منه حرارة أقل بكثير مما ينبعث من شمسنا. وتدور ثلاثة كواكب على الأقل قرب هذا النجم، ويبدو أن أحدها قريب بما فيه الكفاية لأن يتلقى الضوء والطاقة بقدر ما تتلقاه الأرض، وفيه درجات حرارة سطحية مماثلة للأرض، وربما فيه ماء.

يكمل الكوكب الجديد ذو التضاريس الصخرية دورته حول نجمه في 28.15 يومًا، ويعني هذا أن سنته تساوي نحو شهر على الأرض، وله كتلة تبلغ على الأقل 4.5 أمثال كتلة الأرض، بحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة الفيزياء الفلكية.

ونقلت وكالة فرانس بريس عن الفلكي غيليم أنغلادا إيسكودي، الذي كان يعمل في معهد كارنغي للعلوم، خلال إجراء البحث قبل أن ينتقل إلى جامعة غوتنغين الألمانية، إن هذا الكوكب هو أفضل الكواكب المرشحة حتى الآن لوجود ماء وربما حياة كما نعرفها.

لكن النظرية القائلة بإمكانية وجود ماء لا يمكن تأكيدها قبل أن يجمع الفلكيون مزيدًا من المعلومات عن غلاف الكوكب الجوي. وقد يكون بين الكواكب الأخرى التي تدور حول النجم في منظومة ذات ثلاث نجوم، كوكب غازي عملاق يكمل دورته حول شمسه في 75 يومًا، ولكن يتعين إجراء المزيد من الدراسات والرصد لتأكيد ذلك.

وكان خبراء أبدوا شكوكهم في أن تضم النجوم الأقزام من الفئة أم كواكب ملائمة لنشوء حياة، لأنها نجوم كابية، وتحدث فيها الكثير من الانفجارات الشمسية التي يمكن أن ترسل إشعاعات مميتة إلى الكواكب القريبة.

ورغم أن وفرة العناصر الأثقل من الهليوم، مثل الحديد والكاربون والسليكون، التي تشكل لبنات الكواكب، أقل في النجم جي جاي 667 سي من وفرتها في شمسنا، فإن الإمكانات المحتملة تثير اهتمام الفلكيين.

وقال أستاذ الفلك والفيزياء الفلكية في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز، الذي شارك في البحث أن اكتشاف هذا الكوكب على هذه المسافة القريبة وفي هذه الفترة القصيرة بعد اكتشاف الكواكب الأخرى يعني أن مجرتنا لا بد أن تكون زاخرة بمليارات الكواكب الصخرية التي قد تكون قابلة للعيش.

وكان فلكيون فرنسيون أكدوا في أيار/مايو الماضي اكتشاف أول كوكب خارج منظومتنا الشمسية، تتوافر فيه مستلزمات الحياة، هو الكوكب غليس 581 دي، الذي يبعد نحو 20 سنة ضوئية.

وفي آب/أغسطس، اكتشف فلكيون سويسريون كوكبًا آخر هو ايتش دي 85512 بي، الذي يبعد زهاء 36 سنة ضوئية، ويقع في المنطقة القابلة للعيش من نجمه. وفي أواخر العام الماضي، أكدت وكالة الفضاء الأميركية اكتشاف كوكب ثالث، هو كيبلر 22 بي، الذي يبعد نحو 600 سنة ضوئية.