قررت روسيا إرسال فريق من رواد الفضاء إلى القمر بعد 60 عامًا على انتهاء السباق الأميركي، السوفيتي لغزو الفضاء بهبوط نيل ارمسترونغ على سطح القمر.

وستقوم مركبة فضائية برحلة حول القمر وإنزال رواد فضاء على سطحه وإعادتهم إلى الأرض بحلول 2030، كما أفادت وثيقة إستراتيجية مسربة لوكالة الفضاء الروسية quot;روسكوزموسquot;.

وكانت روسيا تعلن بين حين وآخر إعداد خطط طموحة لاستكشاف الفضاء ولكن هذه هي المرة الأولى التي حددت فيها موعدا لتنفيذ رحلة إلى القمر.

ويُذكر أن روسيا فازت في الجولة الأولى من سباق غزو الفضاء بوضع اول انسان في مدار حول الأرض هو رائد الفضاء يوري غاغارين، في عام 1961.

ولكن نيل ارمسترونغ وباز اولدرين حققا وعد الرئيس الأميركي جون كندي بالوصول الى القمر في نهاية ذلك العقد عندما هبطا على سطحه في 20 تموز/يوليو 1969 بمركبة ابولو 11. وقرر الاتحاد السوفيتي لاحقا إلغاء برامجه لإرسال مركبة إلى القمر.

ويمكن للمشاريع الجديدة بإرسال رواد فضاء إلى القمر أن تسهم في أحياء برنامج روسيا الفضائي بعد فترة من الإخفاقات. فان سلسلة من الأقمار الاصطناعية تحطمت العام الماضي وفي كانون الثاني/يناير سقط المسبار فوبوس غرانت الذي أُرسل إلى المريخ بعد فشل عملية الإطلاق.

ومؤخرا مُنيت وكالة الفضاء الروسية بانتكاسة أخرى إثر الأنباء التي تحدثت عن اصابة رئيسها فلاديمير بوبوفكين بجروح في الرأس نتيجة مشاجرة مفترضة أثناء العمل.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن يوري كاراش عضو أكاديمية الفضاء الروسية ان روسيا لن تسترد سمعتها في مجال الفضاء برحلة رمزية الى القمر. وأعاد كاراش التذكير بأن الاتحاد السوفيتي كان يتسابق مع الولايات المتحدة في الستينات. وأضاف متهكما أن من الصعب إيجاد طريقة للنيل من سمعة روسيا وتأكيد تخلفها التكنولوجي أفضل من ارسال رواد فضاء الى القمر في عام 2030 بعد 60 عاما على رحلة ابولو.

واقترح كاراش إنفاق هذه الموارد على تمويل رحلة مأهولة الى المريخ من شانها ان تدفع عجلة التقدم العلمي لما تستلزمه من تكنولوجيا جديدة لإنجاح رحلة طولها 450 يوما إلى الكوكب الأحمر.

وما زال الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة والصين الدول الوحيدة التي ارسلت رحلات فضائية مأهولة. وأعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما في عام 2010 انه يأمل بارسال رواد فضاء الى المريخ بحلول عقد الثلاثينات من القرن الحادي والعشرين. ولكنه خفض تمويل الرحلات غير المأهولة الى هذا الكوكب العام الماضي وألغى خطة جورج بوش لإعادة رواد الفضاء الى القمر بحلول عام 2020.

ويعتقد علماء أن بالإمكان ان تُستخرج من سطح القمر معادن ثمينة الى جانب الهليوم ـ 3 وهو نظير نادر يمكن أن يُستخدم في توليد الطاقة. كما اشارت وكالة الفضاء الروسية الى امكانية بناء قاعدة على القمر لاستخدامها في اطلاق رحلات الى المريخ.