إعداد عبد الإله مجيد: قال علماء إن الحياة على الأرض ربما نشأت بفضل مذنبات نقلت إليها العناصر الأساسية لوجودنا اليوم. وأجرى علماء في وكالة الفضاء الأميركية quot;ناساquot; تجربة تحاكي ارتطام مذنب بالأرض، متوصلين إلى أن الحوامض الأمينية، التي تشكل إحدى لبنات الحياة، بقيت سالمة، رغم الحرارة الشديدة والموجات الاهتزازية القوية بسبب الارتطام.

وأوضح الباحثون، الذين أجروا التجربة، أن تضافر الماء والطاقة والحوامض الأمينية، التي ترتبط في ما بينها لتكوين البروتين، ربما كان السبب في حدوث أول التفاعلات المتسلسلة، التي أسفرت عن نشوء بروتينات.

وقال العلماء، الذين قدموا نتائج بحثهم في اجتماع للجمعية الكيمياوية الأميركية، إن المذنبات والكويكبات والنيازك العديدة التي وصلت إلى الأرض على امتداد فترة طويلة، ربما حملت معها وجبات متكررة من هذه العناصر إلى الأرض في بداية تكوينها.

وتدور المذنبات، وهي كرات عملاقة من الغاز المتجمد والجليد والغبار والصخر، يصل قطرها إلى 16 كيلومترًا، حول الشمس في طوق أبعد من أبعد الكواكب، ولكنها تخرج أحيانًا عن مدارها، وتندفع مباشرة إلى منظومتنا الشمسية.

وتشير الأدلة المتوافرة إلى أن الحياة بدأت على الأرض قبل نحو 3.8 مليار سنة، في فترة تسمّى quot;المرحلة المتأخرة من القصف الشديدquot; عندما كانت أعداد هائلة من المذنبات والكويكبات تنهال على كوكب الأرض.

واستخدم العلماء لاختبار نظريتهم quot;مدافع غازيةquot; ضخمة أطلقت غازًا مضغوطًا على كبسولات من الحوامض الأمينية والماء ومواد أخرى بسرعة خاطفة. ولم تتعرض الحوامض الأمينية إلى تلف في هذه التجربة، التي حاكت ارتطام مذنب، بل بقيت لتكوين أواصر ربطتها على شكل بروتينات تتيح نشوء حياة.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الدكتورة جنيفر بلانك رئيسة فريق الباحثين إن التجربة تبين أن لبنات الحياة ربما بقيت سالمة رغم الموجة الاهتزازية الهائلة وغيرها من الظروف العنيفة عند ارتطام مذنب بالأرض.

وأضافت بلانك إن المذنبات كانت طرودًا مثلى لإيصال عناصر التطور الكيمياوي الذي أسفر عن نشوء حياة. وقالت إن فريقها ميال إلى سيناريو المذنب، لأنه يشتمل على كل عناصر الحياة، من حوامض أمينية وماء وطاقة.