إختلفت مع زميل لي في ايلاف في ايجاد تفسير لعقدة صدام التي اتهمني بها quot;حزب التضامن الاحوازيquot; في رده المنشور تحت عنوان quot;خرمشهر أم المحمرة وعقدة صدام حسينquot;.ففيما رأى هذا الزميل أن السبب يعود الى طبيعة عمل هذه الأحزاب التي لايتجاوز عدد أعضائها أحيانا الفرد الواحد، وأنها تفضي أوقاتها في تدخين الحشيشة وكتابة البيانات والردود والتعليقات، رأيت أن السبب يكمن في طريقة التفكير المتخلفة التي تنطلق منها هذه الأحزاب المتشنجة والتي لاتجيد فن القراءة، فهي وبسبب ولائها وتبعيتها للبلطجي صدام حسين مازالت تدور في فلكه في حركة تذكرنا بالثور والناعور، ومن منطلق مرض تصدير العقد الذاتية ونسبها للآخرين اتهمني حزب التضامن الاحوازي بعقدة الحب والبغض لصدام، وكان بالاحرى ان يقرأ هذا الحزب الذي لايجيد فن القراءة التحقيق قراءة غير موتورة ومتشنجة قبل ان يضع نفسه في موضع المحلل النفسي، وفي حقيقة الأمر لايعنيني أمر هذا الديكتاتور اليوم بقدر ما أحاول أن أبين في بعض المقالات للقارئ العربي أن هناك عددا من المرتزقة من الصحافيين العرب الذين ساهموا في دعم الارهاب البعثي من خلال تباكيهم على فرد هو من حثالات المجتمع العراقي وقد صيّروه رمزا للأمة العربية ومناضلا حقيقيا من أجل قضايا العرب.المصابون بعقدة صدام هم في حقيقة الأمر أولئك الذين رفعوا في اقليم خوزستان شعار quot;صدام حسين يلوك النه، تمن وطحين ايدزلنهquot; اي صدام حسين يليق بنا يرسل لنا الرز والطحين، وظلوا خدما له حتى بعد أن دمّر مدنهم بقصف استهدف مناطقهم السكنية، والمصابون بعقدة صدام هم اولئك الذين أسسوا أحزابا كارتونية باسم المواطنين الايرانيين من عرب خوزستان،ليقوموا بتصفية المعارضين لصدام في الدول الاوربية والتجسس على نشاطاتهم باسم القضية الاحوازية، والمصابون بعقدة صدام هم الذين يمارسون نفس اساليبه الملتوية في فن الكذب والاحتيال، ألم يتهمني الحزب بتبني الخطاب الرسمي الايراني و quot;اعتبار كل ما يفعله النظام الايراني في المدن الأهوازية العربية ولا سيما المحمرة الباسلة عملا يقوم به نظام ديمقراطي يحظى بشعبية على عكس عدم شعبية النظام السابق في العراقquot; وهو استنتاج مضحك إذ أن التحقيق يشير الى نقطة مشرقة في تاريخ عرب أقليم خوزستان الايراني وهي وقوفهم جنبا الى جنب أبناء القوميات الاخرى بوجه المحتل الصدامي، واذا كان هناك انقسام بين القيادة الايرانية بشان استمرار الحرب أو القبول بوقف اطلاق النار بعد تحرير مدينة خرمشهر فان ذلك لايلغي أن النظام العراقي السابق هو من شن ا لحرب ضد الجار الايراني وباعتراف العالم بأجمعه، انه لمن المضحك أيضا أن يحاول حزب التضامن تبرير الحرب بذريعة تصدير الثورة، فهذا الشعار لم يصدر من مسؤول في الحكومة الايرانية آنذاك وانما من شخصيات سياسية من خارج الخكم، واذا كانت تصريحات كهذه هي المعيار في شن الحروب لتحول العالم الى ساحة للحروب الدائمة، وكان من الأفضل للحزب المذكور أن يكون واضحا في موقفه من الحرب فهو وبفعل ارتباطه بالشأن والتاريخ الايرانيين يعرف جيدا أن quot;الرمز القائد صدام حسين قد شن الحرب في الوقت الذي كان التيار الليبراليهو التيار الحاكم في ايران.


واذا كان حزب التضامن اتهمني، دون أدليل، تصنيف المعارضين العرب في خوزستان الى بعثيين وغير بعثيين، فان التحقيق لم يشر تصريحا أو تلميحا الى تصنيف كهذا، وربما ما هي الا عقدة يعاني منها الأخوة التضامنيون، وكان جديرا بهم ان يستغلوا الفرصة لابداء موقفهم الصريح من quot;النظام العراقي السابقquot; بدل توجيه الاتهامات الواهية.


واخيرا أود أن أشير أن رد الحزب تطرق الى قضايا تاريخية ترتبط باسماء المدن، وهي نقطة مهمة لابد من الوقوف عندها، فباعتباري مواطنا عراقيا أرى نفسي ملزما بذكر الاسماء الرسمية المعتمدة من قبل الحكومة الايرانية فغير ذلك يعتبر تدخلا في الشأن الايراني ولكن ذلك لايتنافى مع نقل وجهات نظر مختلفة، أما المشاكل الاجتماعية المنتشرة في الاقليم، فهي مشاكل كبيرة وتستحق عشرات التحقيقات الهادئة والمؤثرة في تحسين الظروف المعيشية لأهالي المدن الخوزستانية، ولاشك في أن تحقيقات كهذه ستكون مؤثرة ان كانت صادرة من قبل صحافيين محايدين، وخير دليل على حياديتهم تحقيقاتهم عن المشاكل الاجتماعية في ايران، والتي نشرها موقع الحزب نظرا لجرئتها وموضوعيتها، فهل تساءل السادة الافاضل في حزب التضامن الاحوازي كيف يمكن لصحافيquot; أن يكتب مواضيع تشبه الخطابات الصادرة عن وزارة الاعلام (الايرانية)quot; وهو أاول من كتب في الصحافة العربية عن اعتقال المثقفين والمفكرين الايرانيين علاوة على عشرات التحقيقات التي تعتبر من المحظورات في الصحافة الايرانية.


وبما ان الحزب معني بهويتي ومسؤوليتي ومنصبي كما جاء في الفقرة قبل الاخيرة من رده، فسوف أرسل على عنوانه الألكتروني سيرتي الذاتية كما بامكانه تكليف عدد من أعضائه لجمع معلومات دقيقة عني ربما تخدم قضيته الرئيسية!!

ان فن الحوار يتطلب القدرة على الاصغاء للاخر وتعلم فن القراءة.

موضوع التحقيق القادم : حقائق ومعلومات عن تفجيرات الاهواز الارهابية.

خسرو علي أكبر

باريس