تكتفي بحرق جبهات الآخرين بينما quot;تحتفظ لنفسها بحق الردquot;
دمشق تدخل في حالة quot;عري قوميquot; بعد الهجوم الأميركي
ايلاف ndash; لندن: دخلت دمشق في حالة quot;عري قوميquot; بعد عجزها عن التعامل مع الإنزال الأميركي المسلح الذي قامت به عناصر تابعة للمارينز ليل الاحد، وخلف ثمانية قتلى وعددًا من المصابين، حيث أن خطابها السياسي المتشدد في وجه الغرب وما كان يتبعه من هجوم على الدول العربية المعتدلة لم يتواءم مع تحركاتها الفعلية على الأرض وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد وصف عددًا من حكام الدول العربية بأنهم ليسوا سوى quot;أنصاف رجالquot; بعد أن انتقدوا توقيت الهجمات التي كان يقوم بها حزب الله، المدعوم من طهران ودمشق، ضد إسرائيل في وقت كانت فيه تل أبيب قاب قوسين أو أدنى في قبول مبادرة السلام العربية.
أما كيف دخلت دمشق بقدميها في حالة quot;عري قوميquot; كما سماه خبراء مطلعون فإن ذلك يعود إلى أن دمشق لم تحرك ساكنًا عدة مرات تعرضت فيها إلى هجمات مباشرة من قبل أميركا اوإسرائيل دون تدافع عن نفسها مكتفية بحرق جبهة الجنوب اللبناني المرة تلو الأخرى مع إبقاء جبهة الجولان هادئة. وليست هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها سوريا، فقد حلقت طائرات إسرائيلية فوق القصر الرئاسي في دمشق، وقصفت إسرائيل عدداً من المواقع العسكرية السورية في لبنان قبل سنوات، إضافة إلى عملية قصف دير الزور بعد الاشتباه في أن الموقع كان مركزًا لأبحاث متعلقة بتطوير الأسلحة النووية.
وهذه العملية ستجعل دمشق مكشوفة على حلفائها الذين سوف يندهشون حين يكتشفون أن الخطاب الرسمي السوري الذي كان مليئاً بشعارات النضال فشل في الدفاع عن نفسه مكتفياً بالمشي على خطى تصريح نائب الرئيس فاروق الشرع الذي قال بعد إحدى الهجمات أن بلاده quot; تحتفظ لنفسها بحق الردquot;. وفيما لم ترد سوريا حتى الآن على الهجوم، اكتفت وزارة الخارجية باستدعاء القائم بالاعمال في السفارة الاميركية بدمشق وابلغته quot;احتجاج وادانة سوريا للاعتداء الخطرquot; محملة الادارة الاميركية المسؤولية الكاملة عن الهجموم. كما استدعت وزارة الخارجية السورية القائم بالاعمال العراقي الى وزارة للغرض ذاته.
ورجح خبراء سياسيون أن دمشق لن تتجه إلى التصعيد بعد هذه العملية العسكرية الأميركية التي تأتي بعد أعوان من الإحباط الأميركي من أن سوريا لم تنجح في ضبط حدودها مع العراق.
من جهة اخرى، يتساءل مراقبون هل تقصدت إدارة بوش توجيه هذه الضربة إلى سورية لتكبل الإدارة المقبلة ، والتي يرجح أن يترأسها أوباما ، بأوضاع متوترة في منطقة الشرق الأوسط تتجلى خصوصًا في علاقة شديدة السوء مع سورية ، وربما إيران لاحقاً؟ وهل أن المسألة مجرد مطاردة محسوبة عبر الحدود بين العراق وسورية، ولماذا لم يحصل مثلها منذ أكثر من خمس سنوات، على الرغم من تكبد الجيش الأميركي آلاف القتلى في عمليات مسلحين تصفهم واشنطن بأنهم إرهابيون يتسللون من الحدود السورية ؟
وكانت تقارير أميركية تشير إلى أن عددًا من المجموعات المسلحة كانت تتخذ من الاراضي السورية المحاذية للعراق نقطة للإنطلاق والتدريب واستقطاب المجاهدين الذين يريدون القيام بأعمال إنتحارية.
وقد اكدت واشنطن على لسان مسؤول عسكري حصول الغارة الاميركية. وقال المسؤول انه بينما حققت القوات الاميركية نجاحًا مهمًا في اقفال quot;خط الفئرانquot; في العراق بمساعدة العراق وحكومات في شمال افريقيا، فإن الجزء السوري من الشبكة ظل بعيدا من المتناول وquot;الجزء الوحيد من اللغز الذي لم نحقق فيه نجاحًا هو صلة الوصل في سوريا... اننا نعالج الامور بانفسناquot;.
وكانت أربع طائرات هليكوبتر أميركية قامت بقصف بلدة سورية على الحدود العراقية مساء الاحد، وأكدت أن طائرات أميركية قامت بعملية إنزال وقامت بقتل 8 سوريين إضافة إلى عشرات المصابين. والقصف استهدف مجموعة من عمال البناء اثناء عملهم في قرية السكرية في غرب البوكمال. وأعلن مصدر إعلامي سوري مسؤول أنه في حوالي الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة من بعد ظهر الاحد، قامت طائرات اميركية بعملية انزال في قرية شمال شرق سوريا محاذية للعراق اوقعت ثمانية قتلى.
يذكر أن هذه العملية جاءت بعد نحو أسبوع من تصريح ورد على لسان قائد القوات الاميركية غربي العراق الميجور جنرال جون كيلي قال فيه ان الحدود الاردنية والسعودية مع العراق مضبوطة quot;اما الحدود السورية فهي بحث آخرquot;.