أكد أن حكومة أولمرت تحاول التخفيف من حدة الخطر ودرجته
الصحافي الإسرائيلي زائر دمشق لـ quot;إيلافquot;: مناورات تل أبيب للحرب
باراك: الشروط للاتفاق مع سوريا معروفة اسرائيل تبدأ اكبر مناورة دفاعية في تاريخها |
نضال وتد من تل أبيب: إعتبر الصحافي الإسرائيلي البارز ومحلل الشؤون العربية في صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية، رون بن يشاي، في حوار خاص مع إيلاف إجراء مناورات الدفاع المدني في إسرائيل، التي ستمتد على مدار هذا الأسبوع، هو في واقع الحال حدث تاريخي، وليس مجرد أمر عادي، وأن الحكومة الإسرائيلية وأجهزة الأمن تحاول التقليل من أهمية هذه الإجراءات لتفادي زرع الهلع بين المواطنين الإسرائيليين. وقال بن يشاي: quot;لقد اتضح أن هذه المناورات هي حدث تاريخي ليس فقط لأنها تمكن من استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية، وإنما وبالأساس لأنها ستمكننا من التعامل ومواجهة وضع على الجبهة الداخلية لم يسبق للجبهة الداخلية الإسرائيلية أن مرت به وهو ضربات صاروخية وراجمات بشكل مستمر ومتواصل هجمات بصواريخ تقليدية وأخرى غير تقليدية، قد تطال تقريبًا كافة المساحة والمناطق المأهولة بالسكان في إسرائيل، وهو خطر كانت الحرب الأخيرة على لبنان قد وفرت مثله مثال صغير فقط. وأضاف يشاي أن المقصود هو وضع قد يستمر، وفق التقديرات، لأكثر من أسبوع- إلى أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من القضاء تدريجيًا على مصادر النار.
وأشار يشاي الذي كان قدنشر اليوم (الأحد) مقالة حول هذا الموضوع في موقع يديعوت أحرونوت إلى أن سيناريوهات مثل هذا الهجوم، هي ليست من باب الخيال الجامح لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية، ولا هي من باب التخيلات المستقبلية، عن أحداث ترصد أجهزة الأمن احتمال وقوعها بعد عدة سنوات، وإنما هذا خطر يمكن له أن يصبح حقيقيًا وعلى أرض الواقع خلال الفترة القريبة القادة. ذلك أن ما يتوفر من أسلحة في كل من سوريا، وبأيدي حزب الله وفي قطاع غزة يكفي كي يعرض إسرائيل لخطر كبير وإمكانية أضرار بالغة لم تشهدها من قبل.
ولفت بن يشاي إلى أن الفرق الأساسي بين المناورات الدفاعية، على الجيهة الداخلية، الجارية حاليًا في إسرائيل وبين ما سبق أن تم القيام به، هو اختزال مهلة الإنذار بوقوع الخطر من 15 دقيقة بين إطلاق صفارات الإنذار وبين وقوع الهجوم الجوي إلى مهلة تتراوح بين 15 ثانية ولغاية 4 دقائق فقط في حالة إطلاق هذه الصفارات للتحذير من هجوم صاروخي، وعليه فإن الخطر أصبح أكبر لضيق الوقت المتاح أمام المواطنين للوصول إلى الملاجئ.
وقال بن يشاي quot;إنه في ظل الواقع الجديد، فإن هناك مركبًا جديدًا يتعين أخذه بالإعتبار، والذي يوجِب استعدادًا على الجبهة الخلفية والساحة المدنية، وهو شمولية واستمرارية الهجوم الصاروخي، ذلك أن السيناريوهات الحالية لا تتحدث عن هجوم جوي على موقع أو منطقة محددة، وإنما عن ضرب مناطق كثيرة وفي آن واحد، مما يوجب توزيع وترشيد طرق رد وعمل طواقم الإنقاذ، التي سيكون عليها هذه المرة الوصول إلى أكثر من موقع، كما أنه سيكون على طواقم الإنقاذ أن تستعد لاحتمالات استمرار الهجوم خلال عمليات الإنقاذ وإخلاء الجرحى والمصابين، وبالتالي فإن الاستعدادات لمواجهة هذه الحالات يجب أن تكون على أساس قطري شامل وليس على أساس إقليمي محددquot;.
واعتبر بن يشاي أنه quot;يتعين على الحكومة وقيادة الجبهة الداخلية أن تكون مستعدة لتحمل مسؤولية التعامل مع المناطق التي تتعرض للقصف والهجمات انطلاقا من منظور قومي شامل، وعدم إلقاء المسؤولية على السلطات المحلية وألوية الشرطة المختلفة، ويجب أن يكون دور هذه السلطات اتخاذ كافة الاستعدادات اللازمة قبل وقوع الحدث عبر تجهيز الملاجئ، وتوفير مخزون كاف من المواد الغذائية والمياه والأدوية والبطانيات استعدادًا لحالة يضطر فيها المواطنون البقاء لفترات طويلة ومتواصلة في الملاجئ أو تحت القصف.
وانتقد بن يشاي تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بأن الحكومة الإسرائيلية لن تركز جهدها بهوس الوقاية والحماية قائلاً إن الحقيقة هي أن من شأن صيانة وإعداد الملاجئ وتوسيعها لإنقاذ حياة الكثيرين في حالة وقوع هجوم صاروخي شامل، وأن يتوفر للدولة في الوقت ذاته عنصر من عناصر الردع وحرية اتخاذ القرار الأمني، وهو ما تفتقر إليه اليوم.
التعليقات