إيلاف تحاور وزير الطاقة اللبناني المستقيل
فنيش: المقاومة تملك حق الرد على إسرائيل والتوقيت أيضًا

فنيش خلال اللقاء تصوير ريما زهار
ريما زهار من بيروت: يعبتر وزير الطاقة اللبناني المستقيل والنائب عن كتلة حزب الله محمد فنيش أن زيارة الأمين العام للجامعة العربية قد تحدد إمكانية لقاء رباعي بعدما حددت المعارضة من يمثلها في هذا اللقاء، وانه لا يمكن أن يتحدث عن حكومة محايدة لأنه لا يملك تفاصيلها، وفي حديث خاص لإيلاف يؤكد أن كل التصريحات التي صدرت عن نوابنا والمعارضة ركزت على مسألة التحقيق وحتى لم تتهم الجيش مشيرًا الى أن البلد مقسوم والسلطة تتحمل تردي الأوضاع، وهي لا تريد للمواطن أن يعبر عن وجعه وألمه، وهي تتهمه بالموقف السياسي تغطية لما وصل إليه لبنان من تدهور بمستوى المعيشة والاقتصاد، عن التعديات الإسرائيلية يشير فنيش إلى أن المقاومة لن تصبر عليها طويلًا اما كيف ومتى فان المقاومة تقرر ذلك وردنا هو الدفاع عن أرضنا وردع العدوان وحماية مواطنينا، وإسرائيل وحدها تتحمل ما ينتج من تعديات، وعن ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد مضي عامين عليها يقول فنيش استفاد لبنان والورقة لا علاقة لها بالحسابات والمناكفات السياسية، وهي جمعت بين تيارين سياسيين يتمتعان بقوة تمثيلية على الارض.

وفي ما يلي نص الحوار معه

* عمرو موسى في بيروت ما هو المتوقع من زيارته علمًا أن إعلان زيارته لبيروت أتى في الوقت الذي كان فيه النائب وليد جنبلاط في السعودية، هل من رابط ما بين الامرين؟
- لا أستطيع تأكيد أو نفي ايجاد ترابط بين زيارة موسى وجنبلاط، لان الجامعة العربية في اجتماعها الاخير حددت موعدًا لعودة عمرو موسى بعدما صدر بيان يضيف اليها نقاطا تتعلق بالتفاصيل، والتأكيد على مباشرة حكومة الشراكة.

* هل تتوقع استئناف اللقاء الرباعي بعد عودة موسى الى لبنان؟
- اعتقد أن هناك قبولا بذلك، والمعارضة حددت من سيحاور من قبلها من خلال النقاط والتفاوض، والفريق الآخر حدد من، وبالتالي يجب أن تجري في الإطار السياسي من خلال الجامعة العربية.

* هل تتوقع نجاح حكومة محايدة يتم التباحث بها مع عودة موسى للخروج من لعبة الأرقام؟
- لم نسمع التفاصيل وما هي طبيعتها، هذه الأمور لم تطرح حتى نجيب عليها مسبقًا.

* هل ما زال قائد الجيش العماد ميشال سليمان مرشحكم التوافقي ام التوافق عليه مرتبط بنتائج التحقيقات القضائية؟
- عندما تحدثنا في الاول قلنا إن هناك بحثا بالمباردة وليس هناك من داع للربط، وللتحقيق وجهة قضائية ويجب استكمال التحقيق ومعاقبة من ارتكب الأمر، ولكن الفريق الآخر حاول ان يستغل هذا الموقف وليس المعارضة.

* قلتم إن احداث الأحد الاسود هدفها ضرب علاقة الحزب بالجيش، لكن نوابكم لم يتأخروا عن مهاجمة الجيش خلال الأسبوع الفائت؟
- ابدًا هذا لم يحصل كل التصريحات التي صدرت عن نوابنا والمعارضة ركزت على مسألة التحقيق وحتى لم تتهم الجيش، بل إن بعض العناصر الذين رافقوا الجيش مسؤولون عما حصل وتركنا للتحقيق ان يحدد بوضوح وبناء على الوقائع والقرائن والادلة ماذا حصل ومن المسؤول عما حصل لكي يكون هناك محاسبة، وهذا لا يعني انتقاصًا من الجيش او اتهام المؤسسة العسكرية بما حصل، هذا يحصل في اي جهاز ويبقى للجيش ان يصحح الامر، ويجب ان نركز على التحقيق لمعرفة ما الذي حصل، وهذا برأيي لمصلحة الجيش والسلم الاهلي، وللثقة التي لا تزال حتى لاهالي الضحايا بالجيش وهم حريصون على هذا الدور الذي يلعبه سواء في التحقيقات أو في حفظ السلم الأهلي.

رسالة

* لماذا برأيكم لم يتم اللجوء الى فرق مكافحة الشغب او الرصاص المطاطي عوض إطلاق الرصاص الحي وعدم التوقف حتى بعد سقوط 3 قتلى بداية الامر، وهل ترون ان في ما حصل رسالة للمعارضة في حال قررت النزول الى الشارع؟
- البعض أراد أن يوظف هذه الجريمة من أجل ايصال مثل تلك الرسالة، ووقف حق الناس والمعارضة في التعبير، ولقطع الطريق على أي تحرك للمعارضة واستيلاء الفريق الآخر على السلطة، نحن لم نجب لماذا حصل ذلك المفروض من التحقيق ان يعلم الناس لماذا حصلت هذه الأمور.

* ان المطلب المعيشي يفترض أنه عامل جمع لكل المواطنين على اختلاف انتمائتهم وطوائفهم. لماذا تحول برأيك الى مطالب معارضة ومطالب موالاة ؟
- إن البلد مقسوم والسلطة تتحمل تردي الاوضاع، وهي لا تريد للناس أن تعبر عن وجعها وألمها، وإن عبرت تتهمها بالموقف السياسي تغطية لما وصل اليه لبنان من تدهور بمستوى المعيشة والاقتصاد.

دور

* تحملّون الحكومة الحالية مسؤولية أزمة الكهرباء.. ماذا حققتم خلال فترة توليكم المهام كوزير للطاقة، وان كانت المشكلة مستفحلة الى هذا الحد وكما تقولون تصيب مناطق الضاحية والجنوب بشكل خاص لما لا تعودون عن استقالتكم وتعمدون الى إنهاء معاناة جمهوركم او الحد منها على الاقل؟
- الاستقالة موضوع سياسي، بسبب خلافنا مع الفريق الآخر وعدم قبولنا لما يتم التوافق عليه، وأثناء تولينا لتلك الحقيبة وباعتراف الجميع ما قمنا به وما كانت الكهرباء تعانيه من مشاكل اعتقد انه كان الأفضل، ومشكلة الكهرباء لم تبدأ مع تسلمنا الحقيبة بل هي متراكمة وتمتد لأكثر من 15 عامًا، وهناك أخطاء كبيرة في إدارة هذا المرفق ومتابعته، وأخطاء تراكمية في السياسات التي وضعت والرؤيا، وفي الصراعات السياسية، ونحن عالجنا الكثير من المسائل ومن الفساد، مع شفافية للصفقات، أمّنا للمعامل شفافية في المناقصات وتلقينا شهادات تقدير من كل المتابعين لهذا الأمر واتخذنا قرارات لم يكن من الممكن اتخاذها لسنوات ضمن خطوة وضعناها ومارسناها لمعالجة أزمة الكهرباء والمطلوب متابعة هذه الخطة ضمن مراحل زمنية وهي تحتاج الى معالجة ووقت، بالتأكيد موضوع الكهرباء بحاجة الى وقت وتردي هذا القطاع يقع على عاتق من تولى رسم السياسات في المراحل الماضية، وعلى عاتق من كان في الماضي على رأس هذا المرفق، ولا نستطيع ان نتحمل لوحدنا تراكم مشاكل هذا المرفق في فترة تولينا للوزارة، رغم انه خلال تولينا شهد الجميع بمن فيهم فريق السلطة التغير النوعي لمقاربة مشكلة الكهرباء.

تقرير فينوغراد

* هل ترك تقرير فينوغراد التأثير الذي كانت تطمح اليه قيادة حزب الله داخل الكيان الاسرائيلي. وما هي قراءتكم للموقف اللبناني والصمت العربي تجاه التقرير؟
- المقاومة ليست بحاجة لتقرير فينواغراد لتحديد مدى خسارة اسرائيل وما ربحته المقاومة وما حققته من انتصار كنا واضحين منذ البداية، الاسرائيلي لم يشكل لجنة المحاسبة الا لتحاسب من أصدر القرار بالحرب، ومحاسبة من لم ينجح في تحقيق اهداف الحرب، هذا واضح منذ البداية أن الحرب لم تحقق أهدافها، واذا نظرنا الى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بعد الحرب فإنها أصيبت كثيرًا من وزير الدفاع الى كل القيادات، ولكن التداعيات السياسية لاستقالة أولمرت مرتبطة بحسابات داخلية. وإسرائيل لم تعد على مستوى الأمة والتكوين الاجتماعي والثقافي هي نفسها التي كانت تخوض حروبًا وتحسمها بفترة قصيرة، وكما اعترف التقرير أن هناك مجموعات قليلة من حزب الله استطاعت أن تصمد أمامهم وأن تحقق انتصارًا والإسرائيلي فشل أن يحقق أيا من الاهداف السياسية والأمنية.
وهذا برأيي دليل على ما حققته المقاومة من انجاز ودليل على مصداقية المقاومة في كلامها ومواقفها وعلى أهمية المقاومة على مواجهة النزعة العدوانية الاسرائيلية.

الرد

* ذكر النائب حسين الحاج حسن أن حزب الله يحتفظ بحق الرد على إطلاق إسرائيل النار على مواطنين لبنانيين وقتل احدهما، انطلاقا من تجربة حرب تموز التي ووفق ما قلتم بشكل دائم إن رد الفعل الإسرائيلي اتى اكبر بكثير من فعل خطف الجنود وانها حرب أميركية إسرائيلية مخطط لها، بعد اعتراف إسرائيل بالاخفاق الا تتخوفون من ردة فعل مضاعفة عن رد فعل حرب تموز في حال نفذتم حقكم بالرد؟
- لنبعد المشكلة عن مسألة رد الفعل، اذا كان هناك عدوان على لبنان كما في السابق ومع استمرار القتل لمواطنين لبنانيين عندما تعجز القوى المعنية عن حماية امن المواطن اللبناني، والدولة اللبنانية لن تستطيع ان تمنع المواطن اللبناني ان يدافع عن نفسه وهنا منطق المقاومة، ونحن كمقاومة ومع هذا التمادي في العدوان وقالها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان التمادي الاسرائيلي لن نصبر عليه طويلًا كيف ومتى فإن المقاومة تقرر ذلك وردنا هو الدفاع عن ارضنا وردع العدوان وحماية مواطنينا اما متى وكيف فهو امر منوط بالمقاومة.

*تعقيبًا على كلام السيد نصر الله الذي قال فيه ان لحزب الله القدرة على تغيير وجه المنطقة في حال اندلعت الحرب، وبعيدًا من الاستعدادت العسكرية والسياسية، هل من استعدادات خاصة بالمدنيين تجنب اللبنانيين وأهل الجنوب والضاحية خصوصًا مقتل ما يقارب الألف وجرح الالاف كما حصل في الحرب الماضية؟
- يجب الا ننسى أن هناك عدوا كاسرائيل قرر ان يشن حربًا وان يتجاوز كل المواثيق والاتفاقات الدولية والحقوق الانسانية، وهذا لا يسعنا ان نعمل شيئًا حياله وحيال استعمال العدو للسلاح الاميركي، ولا نستطيع إلا أن نرد وهذا حقنا الطبيعي، ونستطيع فقط وكما يقوم العدو بإيلامنا ان نقوم نحن ايضًا بايلامه والمقاومة عندما حددت موقفها بأنها قادرة على مواجهة العدوان واذا ارتكب العدو حماقة العدوان مرة اخرى فنحن من الجهوزية الكبيرة لتغيير وجه المنطقة، هذا في اطار الدفاع عن النفس والرد بما سيقوم به العدو الاسرائيلي اما ان يقرر العدو الحرب فلها اهواؤها ونتائجها ومسؤولية هذه النتائج تقع على العدو وليس على المقاومة.

* في ظل الانقسام الحاد، والنفوس المشحونة والمشاكل شبه اليومية، الا تتخوفون من مشاكل داخلية في حال اندلعت الحرب ونزح الاهالي؟
- هذه مسؤولية القوى السياسية اذا كان هناك بقية من عقلانية، في ظل التهديدات الاسرائيلية والقرار الواضح من قبل سيد المقاومة، وتصريحات اسرائيل بالحرب، هناك مسؤولية كبيرة على الفرقاء الذين لا يزالون يرمون سهام التشكيك بالمقاومة او يستخدمون اسلوب التجريح بهذه المقاومة او يدعون الى نزع سلاحها، وعلى المستوى السياسي يجب ان يكون هناك اسراع في حل المشاكل لاعادة المناعة الى لبنان وكي يكون قادرًا على التعامل مع اي نزعة اعتدائية لاسرائيل.

ورقة التفاهم

* يصادف اليوم مرور عامين على ورقة التفاهم، من استفاد بشكل اكبر منها، التيار الوطني الحر ام حزب الله؟
- استفاد لبنان والورقة لا علاقة لها بالحسابات والمناكفات السياسية، والورقة جمعت بين تيارين سياسيين يتمتعان بقوة تمثيلية على الارض، وتعطي ابعادًا وآفاقًا لإعادة إعمار لبنان بالارادة الوطنية الحرة وبعيدًا من الحسابات الخاصة لكل فريق، والواضح ان التفاهم خضع للاختبار خلال العدوان الاسرائيلي ما بين وحدة المجتمع اللبناني وقطع الطرق امام الاسرائيلي في استغلال انقسام اللبنانيين وخصوصًا الانقسام المسيحي الاسلامي الذي انتهى، وما حدث خصوصًا اخيرًا البعض اراد ان يستغلها لايجاد شرخ طائفي واعتقد ان مظلة هذا التفاهم ما جرى من قداس في مار مخايل الاحد الماضي، وليس هناك من مشكلة او آثار للحرب الاهلية بين ابناء المناطق وهناك تفاعل حقيقي ومظلة هذا التفاعل هو التفاهم الوطني بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وهذا التفاهم بالمناسبة ليس صيغة ثنائية في مقابل اطراف اخرى ولا يهدف الى تهميش احد، وهو مفتوح للجميع بان يكونوا جزءًا من هذا التفاهم، وان يكون هناك ميثاق علاقة بين كل الاطراف السياسية من اجل انقاذ البلد والنهوض بواقعه السياسي والاجتماعي والاقتصادي نحو الافضل.