نجلاء عبد ربه من غزة : يرى مراقبون ومتابعون للشأن الاسرائيلي والفلسطيني أن إسرائيل تسعى حاليا لتوفير بيئة دولية مؤيدة لتحقيق الأهداف القومية لها، حيث يعزو المراقبون ذلك للظروف التي اختلطت فيها الأوراق عربياً ، دوليا ،اسرائيلياً و فلسطينيا و غابت ورقة الطريق عن المشهد الاسرائيلي العربي .
ولا يختلف اثنان على أن اسرائيل باتت أيضاً تعيش القلق على وجودها أي انها تعيش ازمة وجود حقيقية،حيث ناقشت القيادتان السياسية والعسكرية تقارير لأجهزة الامن والاستخبارات، تشير الى تنامي القدرات العسكرية لدى كل من ايران وسوريا وحلفائهما quot;حزب اللهquot; في لبنان وحركتي quot;حماسquot; وquot;الجهاد الاسلاميquot; في فلسطين.
جنود إسرائيليون بعد انتهائهم من إحدى المناورات العسكرية |
وتوقف قادة اسرائيل عند الدعوة التي وجهها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، بإزالة اسرائيل، وتشكيكه بـquot;المحرقة اليهوديةquot; (الهولوكست)، كما ناقشوا ما اعلنه الامين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله ، من ان اسرائيل تتجه الى الزوال، حيث توعدها بأنه سيرد على حربها المفتوحة.
فالتحضيرات الاسرائيلية للحرب قائمة، وقد ذكر رئيس الحكومة ايهود اولمرت، انه تم سد الثغرات التي ظهرت خلال العدوان على لبنان، وجرت عمليات تدريب تحت اسم quot;نقطة تحول 2quot;، وهي الاكبر في تاريخ الجبهة الداخلية والتي ستنجز في نيسان الجاري، وتشارك فيها كل فرق الانقاذ، اي قيادة الجبهة الداخلية وشرطة اسرائيل والاطفاء ونجمة داود الحمراء ومكاتب الحكومة.
كما تم تجهيز 1700 ملجأ على طول الجبهة الشمالية مع لبنان، وقد تفقدها باراك، للحد من نزوح المستوطنين، كما حصل في صيف 2006، اذ غادر مليوني مستوطن من سكان المستوطنات الشمالية، مما خلق ارباكاً في الداخل الاسرائيلي، وشكل ضغطاً على الحكومة، كما على الجيش الذي كان يقاتل في المواقع الامامية، وجبهته الداخلية متصدعة، وتتعرض للصواريخ التي كانت تصيب عائلات الجنود.
كما وصادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر علي إجراء أكبر المناورات خلال السنوات الأخيرة للجبهة الداخلية, وتشمل كافة الوزارات والسلطات المحلية والمؤسسات التعليمية، وتهدف إلى الاستعداد لسيناريو تعرض الجبهة الداخلية لهجمات صاروخية، وسيشارك في المناورات عشرات الآلاف في تدريبات ميدانية وفي تفعيل غرف الطوارئ والتنسيق. فيما قررت السلطات الاسرائيلية توزيع أقنعة واقية من الغاز على المدنيين اعتبارا من مطلع عام 2009 المقبل تحسبا لأي هجوم بأسلحة غير تقليدية.
هذا وستنطلق صفارات الإنذار في كافة أنحاء اسرائيل, وستتركز التدريبات على إدارة كافة السلطات والتنسيق فيما بينها خلال حرب يتم فيها التعرض للقصف بالصواريخ، وتشمل التدريبات قيادة الجبهة الداخلية والسلطات المحلية المختلفة.
فلن تهدأ اسرائيل قبل ان تزيل خطر الصواريخ في الشمال مع لبنان وفي الجنوب مع غزة كما يقول قادتها، وهي لم تعد تطمئن الى سوريا التي تقول تقارير الاستخبارات الاسرائيلية، انها تتحين الفرصة للرد على العدوان الاسرائيلي . فالحرب تريدها اسرائيل وتعمل لها، وان عمليات الاغتيال تقع في اطارها، وان الاعتدءات العسكرية في غزة احدى اوجهها.
التعليقات