لإفشال اختراق اتصالاتها العسكرية والأمنية
إسرائيل تحذر جنرالاتها من الحديث في الهواتف

خلف خلف من رام الله: تدور وراء الكواليس حرب استخبارات إلكترونية طاحنة بين إسرائيل من جهة، وحزب الله وسوريا وإيران من جهة أخرى، تلقى على أثرها هذه الأيام جنرالات كبار في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أمراً مشدداً بشأن كيفية استخدام الهواتف وشبكة الاتصالات. كما ستقام في القواعد العسكرية بغض الغرف المخصصة للحديث في الهواتف النقالة تشابه على حد ما، غرف التدخين الزجاجية، وذلك في محاولة لإفشال أي محاولات تنصت واختراق للاتصالات العسكرية والأمنية الإسرائيلية. والأوامر الجديدة التي وزعت على كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، كتبتها دائرة أمن المعلومات في شعبة الاستخبارات والنيابة العامة العسكرية، وكانت وسائل الإعلام العبرية تناقلت اليوم الأربعاء بعض التقارير الأجنبية التي تتحدث عن إقامة إيران لقواعد متطورة في سوريا للتنصت، حيث تسمح هذه القواعد بجمع معلومات أمنية قيمة عن إسرائيل.

ونقلت صحيفة معاريف العبرية الصادرة اليوم عن ضابط كبير في شعبة الاستخبارات الإسرائيلية قوله: quot;إيران تحاول أيضا جمع معلومات استخبارية من خلال تفعيل عملاء على الحدود الشمالية، مثل الوكيل الذي علمنا به الأسبوع الماضيquot;، وأضاف: quot;وكانت هناك أحداث أخرىquot;.

وتابع الضابط: quot;من اللحظة التي يدخل فيها الأمر حيز التنفيذ سيكون ملزما، وسيفرضه ضباط أمن المعلومات أو المسؤولين عن الأمنquot;، وتابع: quot;وإذا كانت هناك خروقات فستكون عقوبات أيضاquot;. وتقول معاريف: quot;في الجيش الإسرائيلي يشددون على أنه في الحرب الأخيرة كانت هناك أوامر لجمع الأجهزة الخليوية، وحظر الحديث في مناطق غير مسموح بها، ولكن ليس في كل الأحوال فرضت التعليمات والنتائج الفتاكة لم تتأخرquot;.

وحسب الأمر الجديد الذي سيدخل حيز التنفيذ بعد عدة أسابيع، لا يجب إدخال الأجهزة الخليوية إلى المداولات، وغرف القيادة المتقدمة في إسرائيل، وكذلك الغرف الحربية وحتى في السفر العادي على طول جدار الفصل، بل فقط في السكن وفي المناطق الإدارية. ولهذا الغرض ستبنى حجرات لإيداع الأجهزة وquot;زوايا حديثquot; على نحو يشبه زوايا التدخين في القواعد.

وتقول معاريف: quot;والمنطق خلف ذلك هو انك إذا كنت تجري حديثا خاصا في مكان تبحث فيه نشاطات عملياتية، فانه يمكن سماع النقاش في الخلفية. وفقط زوايا الحديث تضمن إلا يدخل في الحديث الخاص معلومة أمنية حساسةquot;. وخلال حرب لبنان الثانية، دار الحديث عن اختراق منظمة حزب الله لشبكة الاتصالات العسكرية، وأصدر على اثر ذلك دان حالوتس رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حينذاك أوامر بمنع تبادل أي معلومات عسكرية عبر الهواتف بين كبار الضباط، كما دعا حالوتس إلى مراجعة جميع المكالمات التي أجراها الضباط مع هيئة الأركان.

وصرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي أمس خلال نقاش عقد في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست إن quot;رجال حزب الله يعملون في القرى جنوبي الليطاني وهم يلبسون الملابس المدنيةquot;. كما رفع في النقاش ضابط كبير في شعبة الاستخبارات تقريرا يشير إلى أن سوريا وإيران تواصلان نقل إرساليات السلاح إلى حزب الله. وبحسب التقرير المذكور فأن سوريا نفسها تعمل على تحسين جاهزيتها العسكرية والأمر يجد تعبيره في التدريبات التي تزيد عما في الماضي وفي مشتريات سلاح حديث.

كما صرح ضابط شعبة الاستخبارات الإسرائيلي بأن الجيش لم يشطب عن جدول الأعمال إمكانية أن يحاول حزب الله الثأر على تصفية عماد مغنية. وقال: quot;حزب الله يعد نفسه لإمكانية تصعيد في الجبهة الشمالية كنتيجة لنشاطهم أو لردناquot;. وحسب أقواله فأن حزب الله يسعى لتحقيق هذا الغرض أما عن طريق عملية ينفذها رجاله، أو منظمة أخرى تعمل خارج لبنان.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك أعلن أمس خلال جولة نفذها في استحكامات الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية، أن حزب الله لا يتجرأ على العمل في أعقاب الضربات التي تلقاها في حرب لبنان الثانية. ومع ذلك، أضاف باراك بأنه توجد يقظة ونشاط يومي لمقاتلي الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الشمالية.

وتابع باراك: quot;لنا أيضا يوجد ما نتعلمه ونطبقه في تدريباتنا. توجد عملية استخلاص للدروس من الحرب الأخيرة، والجيش الإسرائيلي يقف جاهزا ومستعدا لكل احتمال. نحن ننظر إلى الهدوء الشاعري ونعرف أن تحت الأرض تعتمل أمور أخرى ونحن جاهزون لذلكquot;.