أسامة العيسة من القدس: قالت مجلة دير شبيغل الألمانية، بان الشاب الإسرائيلي الألماني دانئيل شارون (31) عاما، الذي اعتقلته السلطات اللبنانية قبل أربعة أسابيع، أفرجت عنه هذه السلطات بكفالة.
واكدت مصادر إعلامية إسرائيلية النبأ، وقال والد شارون لصحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية بان ابنه سيتوجه من بيروت إلى فرانكفورت بعد أن تم الإفراج عنه.
وبعد اعتقاله أشارت الصحف الإسرائيلية بان شارون اعتنق الإسلام قبل 11 عاما، وزار لبنان في مناسبات عديدة، لانه احب هذا البلد.
ووفقا لما كتبته هذه الصحف، فان شارون ولد في ألمانيا، لام ألمانية وآب إسرائيلي، وترعرع في إسرائيل، وارتبط منذ الصغر بعلاقات جيدة مع جيرانه العرب، وكانت لديه ميولا نحوهم، وهو ما كان يلاحظه معارفه.
وتم تقديم شارون على انه رجل أعمال له استثمارات في إسرائيل، والأردن ودبي، وبانه درس الأدب العربي في الأردن، وهو شبه مقيم في هذا البلد العربي، ولديه صديقة فيه من اصل فلسطيني.وبالإضافة إلى حبه للأردن، فانه احب بشكل خاص لبنان، وكان يتحدث عن هذا البلد إلى أصدقائه عندما يعود إلى إسرائيل حاملا معه الحلوى اللبنانية.
ورغم اعتناقه الإسلام، إلا انه لم يغير اسمه الذي كان يسبب له المواقف الحرجة مع رجال الأمن اللبنانيين في المطار، الذين كانوا يربطون بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارئيل شارون.
ويبدو ان ما كانت توصف بالمشاكل مع رجال الأمن اللبنانيين بسبب الاسم اليهودي الشهير، تحولت إلى قضية جدية، بعد أن تم إلقاء القبض على شارون في غرفته بفندق شيراتون في العاصمة اللبنانية، والعثور على نسخة من جواز سفره الإسرائيلي، واتهامه بالقيام بمهام تجسسية في لبنان لصالح إسرائيل.
ونفى شارون، أية علاقة له بنشاط استخباري إسرائيلي، وقال بأنه يزور بيروت كسائح ليس إلا، وبقي معتقلا حتى الإفراج عنه يوم الثلاثاء بكفالة. وأكدت مصادر في السفارة الألمانية في بيروت، أن شارون قد أطلق سراحه بالفعل، وربما يكون قد ترك لبنان.
وقال موسى شارون، والد المعتقل المفرج عنه، بأنه من المفترض أن يغادر ابنه بيروت إلى فرانكفورت، بعد إطلاق سراحه، ولكنه لم يكن على اتصال مع ابنه بعد إطلاق سراحه قبل يومين. واضاف شارون الأب لصحيفة يديعوت احرنوت quot;أرجو أن أتمكن من التحدث إليه الليلة عند وصوله إلى ألمانيا، وآمل أن نكوّن عندئذ المزيد من المعرفة عما مر به ابني، وأنا سعيد لان اللبنانيين اقتنعوا ببراءة ابني، وانه لم يرتكب اية مخالفة ولو كان فعل ذلك، لما أطلقوا سراحهquot;.
وكانت إسرائيل التزمت الصمت في بداية اعتقال شارون من قبل أجهزة الأمن اللبنانية، ثم أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه لم يتم بعد اتخاذ أي قرار بشأن كيفية التعامل مع قضية اعتقال الإسرائيلي الألماني من قبل السلطات اللبنانية.
وقالت مصادر الصليب الأحمر الدولي، في حينه، بأن إسرائيل لم تراجعه لمعالجة قضية اعتقال شارون، مما أثار علامات استفهام حول هذا الموقف، خصوصا وان إسرائيل تتحرك بسرعة عندما يتعلق الأمر بأي من مواطنيها في الخارج، الذين يمرون بعقبات تكون أحيانا اقل من اتهامهم بالتجسس مثلما حدث لشارون الذي اعتقل في دولة تصنفها إسرائيل بأنها دولة عدو، وربما تكون العدو الأشرس للدولة العبرية الان.
وطرحت أسئلة حول إذا ما كانت إسرائيل لا تهتم فعلا بمواطنها الذي يحمل الجنسية الألمانية، والذي كان أعلن إسلامه، أنها تحاول التغطية على نشاط استخباري له بإبداء عدم الاهتمام به؟
وتولت وسائل الاعلام الإسرائيلية الاهتمام بقضية شارون، بدلا من وزارة الخارجية، ونشرت تقارير عن ما وصفته بـ quot;الطير المغرد خارج سربهquot; بسبب ميوله للعرب واسلامه، تحدثت عن شارون المحب للأردن ولبنان، والذي كان يغرد منذ صغره خارج سرب الإجماع الصهيوني في الدولة العبرية.
وفي تلك الاثناء تحركت السفارة الألمانية في بيروت التي باشرت اتصالاتها مع السلطات اللبنانية بخصوص مواطنها الذي يحمل أيضا الجنسية الإسرائيلية. وتمكن في وقت لاحق، مندوب عن وزارة الخارجية الألمانية بزيارة دانئيل شارون، الذي أطلق سراحه بعد أربعة أسابيع من الاحتجاز في لبنان، دون أن تعرف أبعاد القضية التي اعتقل بسببها، ومثلما كان اعتقاله غامضا، كان الإفراج عنه أيضا بالنسبة للرأي العام اللبناني والعربي.
التعليقات