معلنة اقتراب امتلاكها دفاعا ضد الصواريخ بمعدل 90 %
إسرائيل تضع الخيار العسكري ضد إيران على الطاولة

خلف خلف من رام الله: على وقع حرب التصريحات بين تل أبيب وطهران التي تعلو وتهبط بين الفينة والأخرى، بات ليس خفياً على أحد تسارع عجلة الاستعدادات العسكرية الجارية بين الطرفين لاستكمال عناصر أي مواجهة محتملة. فالملف النووي الإيراني شائك وحساس، ويثير حفيظة الكثير من الأطراف، وهذا ما دفع الإدارة الأميركية طول الفترة الماضية للعمل جاهدة من اجل نقله من وكالة الطاقة الذرية إلى مجلس الأمن الدولي، وذلك بغية فرض مجموعة من العقوبات الاقتصادية والسياسية على الجانب الإيراني، وكل ذلك تمهيدا لاحتمالية استخدام القوة العسكرية، ما لم تذعن طهران للسياسات والمصالح الأميركية في المنطقة. وتدخل تل أبيب أيضا على الخط ذاته، وسط تهديدات تطلق من العديد من المسؤولين الإسرائيليين في هذا السياق.

ورأى افرايم سنيه عضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست ونائب سابق لوزير الدفاع الإسرائيلي اليوم الأربعاء أنه يتوجب على تل أبيب أن تستعد لتوجيه ضربة عسكرية لإيران خلال السنوات القادمة على افتراض أن الخيارات العالمية الأخرى لن تجدي نفعا.

وتابع سنيه: quot;ليس بإمكان إسرائيل أن تقبل بوجود سلاح نووي تحت سيطرة نظام يلتزم إيديولوجيا بإبادتها. أحد الاعتبارات المركزية من الكارثة هو حظر تجاهل الجمع بين الكراهية لليهود وبين القوة العسكرية الهائلةquot;. وشدد سنيه على أنه يتوجب على إسرائيل أن تنطلق من الافتراض المتشدد بأن العقوبات الحقيقية لن تفرض على إيران.

وقال سنيه في تحليل سياسي له بعنوان quot;جاهزية للخيار العسكريquot; نشر اليوم الأربعاء في صحيفة هآرتس: quot;في حالة عدم تمكن أحد من إيقاف إيران وهي في طريقها نحو القنبلة النووية في نهاية المطاف، يتوجب أن يكون الخيار العسكري الإسرائيلي quot;موضوعا على الطاولةquot;.

وبحسبه فإنه يجب أن يتوفر شرطان أساسيان لإفساح المجال أمام حدوث العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران: الحماية الناجعة للجبهة الداخلية ضد الصواريخ والقذائف الموجهة بالآلاف من الآن نحو المدن الإسرائيلية، والتي قد يحمل بعضها رؤوسا حربية نووية؛ وقدرة تكنولوجية وتنفيذية للتحرك على مسافات بعيدة. التكلفة التي يتضمنها التحصين ضد السلاح الكيماوي والصاروخي من خلال تطوير صاروخ quot;حيتسquot; وإنشاء قدرات ميدانية تتجاوز أوفيك ndash; تبلغ خمسة مليارات شاقل (ما يقارب مليار وربع المليار دولار).

ويضيف سنيه: quot;بالإمكان تقسيم النفقات على خمس سنوات، أما الإنتاج والتسلح فيمكن أن يتم تسريعه خلال عامين إلى ثلاثة. هذه ليست مسألة مستحيلة بالنسبة إلى الدولة الموجودة في المرتبة الرابعة عشرة في العالم من حيث الإنتاج الوطني العام ndash; وخصوصا عندما يتعلق الأمر بمسألة وجوديةquot;.

وكشف عضو لجنة الأمن في الكنيست افريم سنيه أن المشاريع التي ذُكرت حصلت على المصادقة المبدئية من رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين، وبعضها حصل على مصادقة المجلس الأمني المصغر. مبيناً أنه سيكون لبعضها جزء من الميزانية الموعودة بصورة متأخرة.

وفي إطار الاستعدادات العسكرية التي تجريها إسرائيل، أعلن أمس أيضا وزير الدفاع إيهود باراك أنه في غضون بضع سنوات سيكون لإسرائيل دفاع ضد نار الصواريخ بمعدل 90 في المئة ضد محاولات إطلاق الصواريخ والقاذفات الصاروخية إلى أراضيها. وعلى المدى البعيد المعدل سيكون اعلى فأعلىquot;، هكذا وعد براك في نقاش أجرته لجنة شؤون رقابة الدولة في الكنيست في موضوع حماية الجبهة الداخلية.

وفي حديثه عن مخططات الدفاع ضد الصواريخ والقاذفات الصاروخية شدد براك على دور سلفه، الوزير السابق عمير بيرتس، الذي بادر إلى استئناف المشروع. ومعنى أقوال براك هي أن إسرائيل ستكون الدولة الأولى في العالم التي ستكون محمية من خلال ثلاث طبقات من أنظمة الدفاع ضد الصواريخ والقاذفات الصاروخية، ابتداء من القسام الفلسطيني وحتى شهاب الإيراني.

ولكن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي أوضحت حسب صحيفة يديعوت الصادرة اليوم الأربعاء أنه بينما الدفاع ضد الصواريخ بعيدة المدى تنفيذي ويتطور، فان الدفاع ضد التهديدات قصيرة المدى لن يكون تنفيذيا قبل العام 2011.

وأوضحت يديعوت في تقرير لها أن (سلطة تطوير الوسائل القتالية في إسرائيل) أو ما يعرف باسم quot;رفائيل، التي تنتج صواريخ جو ndash; جو وصواريخ أرض ndash; جو، تطور اليوم نظام quot;القبة الحديدةquot; التي تستند إلى وسيلة إسقاط مميزة وزهيدة الثمن يمكنها برأي مطوريها أن تقدم حلا ناجعا لمشكلة القسام.

quot;وإذا لم تنشأ مشاكل خاصة في التطوير، فان هذه المنظومة ستكون جاهزة للتجربة التنفيذية بعد ليس اقل من أربع سنوات. وقبل أن تحظى بعقد لتطوير منظومة quot;القبة الحديديةquot; اختيرت رفائيل أيضا لتطوير منظومة quot;مقلاع داودquot; التي كان يفترض بها أن تسقط صواريخ بمدى متوسط من نوع فجر وزلزال استخدمها حزب الله في اثناء حرب لبنان الأخيرة. في هذا المشروع تتعاون رفائيل مع الشركة الاميركية quot;رايتونquot;quot; حسبما تقول الصحيفة الإسرائيلية.

وبالتوازي مع ذلك تطور الصناعات الجوية الإسرائيلية حيتس 3 وهو طراز متقدم من الصاروخ ضد الصواريخ، الذي يحمي إسرائيل من صواريخ قد تصل من إيران وسوريا. وحسبما صرح مصدر كبير في سلاح الجو الإسرائيلي في أثناء جولة للصحافيين جرت هذا الأسبوع في قاعدة سلاح الجو في تل نوف فإنه قد صودق على هذا التطوير في إطار خطة التسلح الجديدة للجيش الإسرائيلي والتي اتفق عليها قبل بضعة أسابيع. وجاء أن هذا القرار بتطوير حيتس 3 اتخذ بسبب الخطر النووي من إيران والذي أصبح ملموسا أكثر فأكثر.

ويرى خبراء إسرائيليون أن بطاريتي حيتس 2 تنفيذيتان وباستطاعتهما حماية إسرائيل من الهجمات الصاروخية، وبخاصة أن الرادار المزودات به هو من طراز أورن يروك، ومن إنتاج شركة ألتا هو الذي يشخص إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل.

وقال مصدر في سلاح الجو الإسرائيلي: quot; يقرر الرادار المسار الذي يقترب فيه الصاروخ المعادي إلى الهدف، والمعطيات التي تصل منه تقرر لحظة إطلاق الحيتس. وعندما يدور الحديث عن صاروخ عادي يكفي تدمير الصاروخ على ارتفاع نحو 50كم ومدى نحو 90كم. ولكن عندما يكون التهديد غير تقليدي، فان هذا ليس كافيا، بحيث إن حيتس 3 سيدمر الصاروخ المهاجم quot;على مسافة وارتفاع اكبر حسب نوع التهديدquot;.