وكانت مصادر في الإدارة الأميركية قد ذكرت الثلاثاء، أن أعضاء الكونغرس سيتسلمون هذا الأسبوع وثائق تتعلق بتعاون كوريا الشمالية مع سوريا بهدف مساعدتها على بناء مفاعل نووي شبيه بمفاعلها. وأكدت المصادر أن أعضاء مجلس الشيوخ، إلى جانب أعضاء لجنة الاستخبارات في المجلس، سيطلعون على هذه الوثائق الخميس، في حين سيتم إطلاع لجان برلمانية أخرى عليها في وقت لاحق، دون أن تتضح طبيعة الموقف الذي قد يتخذه مجلس الشيوخ في حال اقتناعه بصحتها.
ورفضت سوريا الاتهامات الأميركية بشأن المفاعل النووي، وقال سامي الخيامي سفير سوريا لدى بريطانيا ان الاتهام المتوقع ان تعرضه ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش على المشرعين يوم الخميس يهدف الى الضغط على كوريا الشمالية في المحادثات بشأن برنامج بيونجيانج النووي.
وقال الخيامي quot;انهم يريدون فقط ممارسة مزيد من الضغط على كوريا الشمالية. هذا هو سبب هذه القصة.quot; واضاف quot;التعاون بين كوريا الشمالية وسوريا ليس له اي علاقة (ببناء) منشأة نووية. التعاون يتركز اساسا على الاقتصاد.quot; وقال quot;هذه مناورة سياسية قبل المحادثات مع كوريا الشمالية لممارسة مزيد من الضغط عليها.quot;
وكان الخيامي يتحدث قبل ما قال مسؤول امريكي انه سيكون دليلا يقدم الى المشرعين في واشنطن يوم الخميس فيما يتعلق بتعاون نووي سوري كوري شمالي. ولم يقل البيت الابيض سوى القليل بشأن احتمالات هذا التعاون بين البلدين منذ نفذت اسرائيل ضربة جوية في السادس من سبتمبر ايلول ضد سوريا قالت تقارير اعلامية انها استهدفت موقعا نوويا يجري تشييده بمساعدة بيونجيانج.
وقال مسؤول أميركي اخر ان من المتوقع ان تشمل المعلومات التي ستعرض على المشرعين الاميركيين صورا ثابتة من شريط فيديو سجل داخل المنشأة السورية. وقال الخيامي quot;للاسف فان سيناريو التقاط واعادة التقاط صور يشبه ما حدث قبل الحرب على العراق عندما كانت الادارة الامريكية تحاول اقناع العالم بان العراق يمتلك اسلحة نووية.quot;
واضاف quot;بدلا من عرض تلك الصور السخيفة فانني اعتقد انه يجب على الادارة الامريكية ان تركز كل جهودها من اجل تطهير منطقة الشرق الاوسط من جميع اسلحة الدمار الشامل بدءا باسرائيل اوثق حلفائها.quot; ويعتقد على نطاق واسع ان اسرائيل لديها الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط في مفاعل ديمونة وهو منشأة غير مسموح للمفتشين الاجانب بدخولها.
وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أن بيونغ يانغ كانت قد عاونت دمشق على إعداد برنامج نووي سري، وهي تهمة كانت واشنطن قد أثارتها غداة قصف طائرات إسرائيلية لموقع quot;غامضquot; على الأراضي السورية في سبتمبر/ أيلول الماضي ونفتها كوريا الشمالية وسوريا بشدة. وتصر بيونغ يانغ على أنها لم تسرب التكنولوجيا النووية التي تمتلكها إلى خارج أراضيها، بينما سبق لخبراء أن أكدوا بأن الصور التي وفرتها الأقمار الاصطناعية لموقع القصف، تظهر وجود quot;مفاعلquot;، وأن الصور التي أعقبت الغارة الإسرائيلية تؤكد قيام دمشق بردم المكان وإزالة الأبنية منه تماماً.
وقال مصدر في الإدارة الأميركية، رفض الكشف عن اسمه، أن أعضاء الكونغرس سينظرون في quot;أدلةquot; تقدم إليهم حول دور كوريا الشمالية في مساعدة سوريا على بناء مفاعل مشابه لمفاعلها في quot;يونغبونquot;، الذي بوسعه إنتاج كميات من البلوتونيوم القابل للاستخدام في صنع أسلحة نووية، وفق أسوشيتد برس.
وذكر المصدر أن إدارة بوش ستضطر لعرض الأدلة على الكونغرس، بعدما كثرت الاستجوابات حول تعاون بيونغ يانغ المزعوم مع دمشق، وأسرار الغارة الإسرائيلية على سوريا، وأن البيت الأبيض لم يكن يرغب بكشف هذه المعلومات كي يحمي نفسه من الانتقادات، في وقت يفاوض فيه كوريا الشمالية لإقناعها بالتخلي عن برامجها النووية.
إلى جانب ذلك، أبدى خبراء الشرق الأوسط في الإدارة الأميركية خشيتهم من التعقيدات الإضافية التي قد يضفيها هذا الاتهام على عملية السلام في المنطقة، خاصة مع قرب زيارة العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى واشنطن. من جهته، قال مون تاي يونغ، كبير المتحدثين باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن بلاده لن تدلي بمواقف في الفترة الحالية تتناول quot;تقارير صحفية حول شؤون استخبارية،quot; كما أبدى ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي موقفاً مماثلاً.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد تناقلت خلال الفترة الماضية تقارير تشير إلى قرب الكشف عن برنامج للتعاون النووي بين سوريا وكوريا الشمالية، معتبرة أن هذه التقارير سترتكز على أكثر من مصدر، وستدعّم بتحليلات استغرقت شهوراً. ويأتي الكشف عن هذه التطورات بعد أيام قليلة من زيارة موفد أميركي إلى بيونغ يانغ لإقناعها بضرورة التعاون الكامل مع المجتمع الدولي لإنهاء برنامجها النووي، وتسليم كافة المعلومات المتعلقة به.
التعليقات