لا منبر مجانياً للأسد ... ولا لاستغلال مأساة غزة بدل إنقاذها
الصلابة في وجه إيران وحليفها السوري أفشلت قمة الدوحة
إيلاف ديجيتال- ايلي الحاج : فشل مشروع القمة العربية في الدوحة لأن الدول العربية المؤثرة والفاعلة رأت فيها محاولة استغلال سياسي لمأساة الشعب الفلسطيني في غزة، وكذلك لإعطاء الرئيس السوري بشار الاسد بصفته الرئيس الدوري للقمة العربية منبراً مجانياً يهاجم من خلاله الدول العربية الرئيسة التي سعت فعلاً إلى إنهاء المذبحة في غزة، من دون أن يقدم شيئاً عملياً في المقابل من أجل التوصل إلى حل ينقذ غزة ويخفف من معاناة الإنسان فيها.
هذا الرأي لدبلوماسي عربي في بيروت، قال لـquot;إيلافquot; إن قيادات الدول العربية التي توصف بـquot;الإعتدالquot; ستبلغ كل من يعنيهم الأمر أنها صبت كل اهتمامها منذ اندلاع حرب غزة على إنقاذ الإنسان في القطاع بعدما ثبت لديها اقتناع أن التنظيمات المسلحة باتت تستخدمه باعتباره جزءاً من آلتها العسكرية . لهذا سعت من اللحظة الأولى إلى استصدار قرار عن مجلس الأمن بوقف فوري للنار وإيصال المساعدات ومواد الإغاثة وإنهاء الحصار، متخلية تماماً عن فكرة استيعاب التنظيمات المسلحة التي ترفع شعارات quot;المقاومةquot;. ولذلك دعمت هذه الدول بقوة المبادرة المصرية من أجل إنقاذ الشعب المحاصر والمنكوب والذي يعاني الأمرّين بسبب قسوة الضربات العسكرية الإسرائيلية وإجرامها.
وأضاف الدبلوماسي أن إيران تسعى من خلال موقفها وبعض المتحالفين معها في العالم العربي إلى إحلال شرعية المنظمات المقاومة والمؤيدة لهذه المنظمات محل شرعية الدول والسلطات، وقد أثبتت ذلك في غزة والضفة الغربية كما في لبنان، وتسعى إلى الأمر نفسه في الأردن، ومن يدري قد يصل غدا دور المملكة العربية السعودية . في هذا السياق كان الهجوم الإعلامي والسياسي على مصر هجوماً على quot;النظام العربيquot; وليس على quot;الإعتدالquot; . هذا الموضوع تدركه القيادة السعودية بوضوح وسيكون التعامل معه في المرحلة المقبلة على أنه quot;خط أحمرquot; ممنوع تجاوزه على إيران ومن يتحالفون معها، حتى لو سلكت الولايات المتحدة الأميركية في عهد الرئيس باراك أوباما طريق الدبلوماسية والإنفتاح على طهران. فهذا شأنها أما أمن الناس في الدول العربية واستقرارهم وسلامتهم فشأن آخر يعني هذه الدول وحدها أولاً وأخيراً.
وعلل الدبلوماسي الموقف القطري بأن الدوحة لم تنطلق فيه من خلفية رغبة في الإساءة ولا علاقة مباشرة له بالأحداث الجارية، ولطالما اتبعت قطر طريق التمايز عن سياسة السعودية، وربما كان موقفها الأخير بالدعوة إلى عقد قمة طارئة يرتبط بأحداث مستقبلية جرياً على سياسة تتبعها وتقضي تجميع الأرصدة لدى فريق إسلامي هنا أو قومي هناك. ولم يكن ثمة اعتراض في المبدأ على عقد قمة عربية في الدوحة بل كان الإعتراض مستنداً إلى اللا جدوى منها لأنها لن تقدم شيئاً على الإطلاق لأهالي غزة ، بل إنها تؤخر إنهاء مأساتهم عملياً بدل تكثيف الجهد لإنقاذ الإنسان هناك وللسعي بكل الوسائل الممكنة إلى وقف العدوان من خلال إنجاح المبادرة المصرية التي استند إليها قرار مجلس الأمن رقم 1860 .
وأكد أن الضغط الأوروبي المتصاعد على إسرائيل لتوقف عدوانها هو إحدى ثمار الجهد الدبلوماسي القوي الذي مارسته الدول المسماة quot;معتدلةquot;، سائلاً ماذا فعل في المقابل الرئيس الأسد الذي لم يُبدِ اي اهتمام بسكان غزة ؟ وتحدث عن معلومات فحواها أن الرئيس السوري أوصل إلى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ما مضمونه أن حرب التصفية الدائرة في غزة ستريحه في مفاوضات السلام المباشرة مستقبلاً مع إسرائيل، أما إذا انتصرت quot;حماسquot; فسيكون رابحاً أيضاً. أي أنه يعتبر نفسه رابحاً في الحالتين.
وختم بالتأكيد أن الدول الفاعلة والمؤثرة في القرار العربي ستكون واضحة جداً في هذا الشأن ، سواء في قمة الرياض الخليجية أم في قمة الكويت. فأمام مشهد دم الأبرياء في غزة يجب ألا يُترك مجال للإستغلال والإستخدام لأهداف أبعد ما تكون عن مصلحة قضية فلسطين وأهلها.
ايلاف ديجيتال.الجمعة 16 يناير 2009
التعليقات