سلط الأضواء على الخلايا النائمة لجماعات الإرهاب الجديدة
تفجير سيارة أمام كنيسة في القاهرة يثير تساؤلات حول مغزاه
نبيل شرف الدين من القاهرة: أثارت واقعة انفجار قنبلتين داخل سيارة أمام كنيسة العذراء في حي الزيتون شرق القاهرة وهي واحدة كبرى وأهم الكنائس في مصر، تساؤلات كثيرة وجدلاً واسعاً في مصر عن الجهة التي يمكن أن تكون قد تورطت في تنفيذ هذه الواقعة، ومغزى توقيت ذلك الانفجار، وما إذا كان يشكل حلقة جديدة لاستهداف المنشآت المسيحية، أم أن الأمر ينطوي على معنى أبعد من ذلك إذ يحمل رسالة سياسية مفادها أن مصر ليست آمنة، خاصة قبيل زيارة الرئيس الأميركي لمصر الشهر المقبل . وفي تفاصيل المشهد الراهن فقد عاد الهدوء إلى حي الزيتون عقب الانفجارين اللذين وقعا مساء الأحد أمام كنيسة السيدة العذراء وتم فتح الطرقات مجدداً مع تكثيف الوجود الأمني على مداخل ومخارج المنطقة، وتقوم أجهزة الأمن بحملات واسعة للوقوف على ملابسات الحادث ومرتكبيه .
البابا شنودة رأس الكنيسة القبطية |
هذا المعنى أكده نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق اللواء فؤاد علام، الذي استبعد تورط تنظيمات إسلامية كبرى في حادث الانفجار ووصفه بأنه مجرد quot;حادث فرديquot;، وقال quot;إن الساحة المصرية تشهد نشوء مجموعات متشددة متناثرة لها معتقدات تقوم على العنف، لكنها تعمل بمعزل عن بعضها، ويمكن أن تقف إحداها وراء هذا الحادث، كما دعا إلى الحذر من أن تسعى تلك المجموعات إلى التوحد في تنظيم أو تجد الشخص الذي يمثل القائد أو العقل المركزيquot;، على حد تعبيره .
مراقبون آخرون تساءلوا عما إذا كان هناك ترابط ما بين التفجيرات والعثور على مخبأ أسلحة قرب قناة السويس، والقبض على خلية quot;حزب اللهquot; في مصر واختيار أوباما لمصر لإلقاء خطبته، وهو ما يعقب عليه اللواء ماهر زمزم الخبير الأمني، الذي رأى أن هذه الأحداث الإرهابية لا ترتبط بالضرورة بالأحداث السياسية على هذا المستوى، موضحاً أن العثور على أسلحة بالقرب من مدينة السويس له عدة احتمالات من بينها أن تكون محاولة تهريب أسلحة إلى قطاع غزة .
خلايا جديدة
أما في البعد السياسي للحادث فقد أعرب محللون سياسيون عن مخاوفهم من أن يكون بداية لتأجج التوتر الطائفي المتصاعد، مؤكدين أن الخطر في الأمر أن يكون مجرد عمل فردي، وبالتالي يستعصي على السيطرة الأمنية، ومن هنا فإنه من غير المستبعد أن تكون هناك خلية صغيرة أو محدودة العدد أرادت أن توجه رسالة ما، والظاهر أيضا أنها خلية معزولة، ولكنها متأثرة بأفكار جهادية عامة كتلك التي نشرها تنظيم القاعدة .
ويمكن اعتبار المولد الأول لخلايا الإرهاب الجديدة في مصر في حادث طابا الذي جرى في 6 أكتوبر 2004 ، وأعقبه اعتداء صغير في حي الأزهر، ثم في ميدان عبد المنعم رياض عام 2005 ، ثم جاء بعدهما اعتداء سيناء الثاني في شرم الشيخ في 23 يوليو 2005 ، ثم اعتداء في مدينة دهب جنوب سيناء في ذكرى عيد تحرير سيناء 24 أبريل 2006، ثم وقع حادث التفجير الذي وقع في 22 فبراير 2009، في حي الحسين الذي أدى إلى مقتل سائحة فرنسية وجرح 17 شخصا آخرين .
قادة الكنيسة القبطية |
وأشار شهود عيان إلى أن رجال الأمن وخبراء المفرقعات قاموا بمعاينة الكنيسة من الداخل وتمشيط المنطقة المحيطة بها، وتعد كنيسة العذراء من أهم الكنائس في مصر، كما تعد مزارا سياحيا مهما وتستقبل في هذه الفترة المسماة بوسم الخماسيني العديد من حفلات الزفاف خاصة أن الحادث نفذ يوم الأحد الذي يشهد العديد من حفلات الزواج .
وقالت مصادر أمنية مصرية إن المعاينة الأولية كشفت عن أن الانفجار الأول تسبب في تطاير أجزاء من السيارة، وتبين من الفحص أن الحادث وقع نتيجة انفجار عبوة محلية الصنع، وأثناء فحص المكان باستخدام الكلاب البوليسية، عثرت أجهزة الأمن على عبوة ثانية وضعها مجهولون داخل سيارة كانت تقف بالقرب من السيارة الأولى، وتمكنت قوات الحماية المدنية من إبطال مفعول تلك العبوة الثانية، وتبين أنها كانت متصلة بهاتف محمول لاستخدامه في عملية التفجير، وهو ما يشكل تطوراً نوعياً في تنفيذ عمليات الإرهاب من قبل هذه الخلايا التي يجمع المراقبون على كونها خارج الرصد الأمني .
التعليقات