نجيب يماني: رحل آخر عمالقة العمود اليومي السعودي ورائد الرواية الرومانسية السعودية
فهد الشقيران من جدة: توفي الصحافي والروائي عبد الله الجفري في الساعة الثامنة والنصف صباح اليوم الأربعاء في المستشفى التخصصي في جدة، بعد أن لزم فراش المرض لمدة ستة أشهر حيث عانى من فشل في وظائف الكبد ومرض في القلب والكلى وكان منذ فترة ليست قصيرة يستخدم منظّم ضربات القلب، ولم يكن يخرج من المستشفى خلال تلك الأشهر إلا لأيام معدودة يعود بعدها إلى المستشفى. يعد عبد الله الجفري من أهم الصحافيين السعوديين وهو ممن ساهم في أعمال أساسية للصحافة، كما تميز بأسلوب روائي خاص. وبوفاته تفتقد السعودية أحد أعمدة الصحافة الرئيسيين، حيث شغل عدة مناصب في المؤسسات الصحفية السعودية. توفي عن 64 عاماً. شاكر النابلسي: عبد الله جفري: قلبٌ توقف عن النزيف!
هو عبد الله بن عبد الرحمن الجفري تلقى تعليمه بمكة المكرمة إلى نهاية المرحلة الثانوية quot;قسم أدبيquot; وعمل موظفاً حكومياً في إدارات منها: الأمن العام، الجوازات، الجنسية، ثم في وزارة الإعلام في مديرية الصحافة والنشر، وأعير وهو على رأس وظيفته من وزارة الإعلام لعدد من الصحف منها سكرتارية صحيفة المدينة والبلاد وعكاظ كما قام بتولي مهام إدارة التحرير في جريدة عكاظ. كما ساهم في تأسيس جريدة quot;الشرق الأوسطquot; وشغل منصب quot;نائب الناشرينquot; بالشركة السعودية للأبحاث والتسويق، كما أشرف على صفحات الثقافة والأدب في جريدة quot;الشرق الأوسطquot; وصفحات الثقافة في مجلة quot;المجلةquot; وشغل مهمة نائب رئيس التحرير quot;للشؤون الثقافيةquot;. كلّف بتأسيس مكتب جريدة الحياة في مدينة الرياض فأسسه وكتب في جريدة الحياة عموده الشهير quot;نقطة حوارquot; ودخل حينها بمعارك وردود مع بعض كتّاب الحياة. كما كتب في مجلة quot;اليمامةquot; عموداً أسبوعياً. وشارك في الكتابة في صحف عربية مثل quot;الأهرامquot; و quot;آخر ساعةquot; و quot;أكتوبرquot; و quot;صباح الخيرquot; وجريدة quot;الرأي العامquot; الكويتية.
له 60 رواية أدبية، وفي اتصال مع إيلاف تحدث صديق عبد الله الجفري الحميم والملازم له وهو الأستاذ الصحافي والكاتب نجيب يماني عن صديقه قائلاً: quot;كان رومانسياً وكتب الرواية الرومانسية السعودية، وأفاد العالم العربي بابتكار أساليب وطرق في التعابير الرومانسية، وكتب تجاربه عبر السنين في رواياتهquot; ومن أبرز أعماله: (جزء من حلم، زمن يليق بنا، الحلم المطعون، تلك الليلة، أيام معها، العشب فوق الصاعقة) وقد جمع رجل الأعمال المولع بالثقافة وهو عبد المقصود خوجه كل روايات الصحافي والأديب عبد الله الجفري وطبعها في ثمان مجلدات ضخمة.
نجيب يماني -الذي بدا متأثراً وهو يتحدث عن رفيق العمر- وصف لنا بعض جوانب الراحل حيث قال عنه: quot;هو الذي علم العالم العربي الرومانسية وكان يحمل قلبا طاهراًquot; وكانت له تتويجات وتكريمات وأوسمة من رؤساء ومسؤولينquot; وبالفعل فقط حصل على تكريم من كل من:(الجائزة التشحيعية للثقافة العربية 1984، جائزة علي ومصطفى أمين للصحافة 1992، جائزة المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين1998، جائزة المفتاحة 2000، جائزة تقديرية من جريدة الرياض 1422) كما ساهم في تأسيس ملاحق الصحف كـquot;المدينة وعكاظ والرياضquot; نجيب يماني الذي سافر طويلاً مع الجفري خاصة للقاهرة وبيروت ولندن قال عنه: quot;كان يحب الناس والخير وسافرت معه للقاهرة وبيروت ولندن كان يبكي لبكاء الطفل وسريع الدمعة وكان أولاده أيضاً أصدقاء له سواء ابنه وجدي أو ابنته زين كان صديقهمquot;
رأى نجيب يماني أن رحيل صاحب أشهر الأعمدة في الصحافة السعودية يعني رحيل quot;آخر العمالقة وبعده سنفتقد أعمدته في عكاظ والبلاد والحياة كما كان يكتب في كل شيء ، وأبعد نفسه عن المعارك. كان يفكر بهدوء. وفي مؤتمرات والندوات كانوا يحتشدون حوله من حبهم له ولم تكن له خصومات. كما كان يحب صوت فيروز ويسمعها في كل مكان وفي أي وقت في الحل والترحال. كان الشباب يأتونه في البيت ويأتون بروايات يشجعهم ويكتب المقدمات لرواياتهم وكان يقولي لي: يجب أن نشجعهم فهؤلاء هم المستقبلquot;.
كما يكشف نجيب يماني لإيلاف أن عبد الله الجفري رحل قبل أن يكمل كتابة سيرته الذاتية والتي كان ينوي كتابتها في quot;روايةquot;. ويرجع نجيب يماني آلام الجفري إلى إحساسه العميق بأوجاع الناس فقد كانت لديه كانت حساسيه مفرطة. ولم تغب عن وجهه البسمة حتى وهو يعلم أنه يعيش آخر أيامه ويقضي آخر ساعته على قيد الحياة، وبالفعل فقد كان يتوجع لجوع الناس، ولا أدل على هذا من عناوين رواياته التي ابتدأت بـ(حياة جائعة) و (الضمأ).
التعليقات