يفتتح اليوم الجمعة في قصر المؤتمرات في مراكش المهرجان العاشر للفيلم بدورته العاشرة التي حرص الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان وأخ العاهل المغربي الملك محمد السادس، على جعلها إستثنائيّة من خلال إشرافه على كل مراحل تنظيمها.
إقرأ في إيلاف أيضاً |
الرباط: إحتفل الأمير مولاي رشيد، الأخ الأصغر للعاهل المغربي الملك محمد السادس في 20 حزيران- يونيوالماضي بعيد ميلاده الأربعين. وتزامن الاحتفال بعيد ميلاد الامير مع تدشينه مشروع الطريق السيارة الرابط بين مراكش وأكادير، وهو احد المشاريع الكبيرة التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة.
كما سبقت الاحتفال بالمناسبة السارة، زيارة قام بها الامير مولاي برفقة العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم الأربعاء 9 حزيران - يونيو 2010 للاطلاع quot;على تقدم أشغال برنامج تهيئة الموقع السياحي لـquot;مارشيكاquot; بالناظور.
وقد شكل حضور الأميرلـquot;مارشيكاquot; دعما لأخيه الملك على ما قام ويقوم به على رأس مؤسسة جائزة الحسن الثاني للغولف التي يشرف عليها منذ سنوات، إذ يشمل المشروع السياحي في مارشيكا الذي دشنه الملك ملعبًا كبيرًا للغولف.
ويشار الى ان الغولف ليس القطاع الوحيد الذي يشرف عليه الأمير، اذ هناك قطاع السينما من خلال ترؤسه مؤسسة مهرجان مراكش الدولي للفيلم.
واختيار الامير مولاي للإشراف على هذين القطاعين جاء رغبة من المؤسسة الملكية في تسويق صورة عن مغرب ديناميكي وعصري في الخارج، لذا اختار الملك أخاه العارف بالقطاعين معًا، فهو لاعب ماهر للغولف، ومواظب على مشاهدة الأفلام. وإضافة إلى هذين القطاعين، للأمير مهمات أخرى يتحوّل فيها إلى مبعوث شخصي للملك، بعضها سياسيّ وبعضها الاخر ذو طبيعة بروتوكولية.
السياسة الخارجية أوّلاً
منذ الأيام الأولى لوصول أخيه إلى الحكم سنة 1999 كان حضور الأمير مولاي رشيد للأنشطة حضورًا دائمًا، فقد كان الرّجل الثاني المرشح للجلوس على العرش بعد أخيه، طبعًا قبل ولادة ولي العهد مولاي الحسن سنة 2003. وقد شارك في المجلس الوزاري الأول في عهد محمد السادس في الرباط يوم 2 آب/ اغسطس، وكان أول مبعوث للملك محمد السادس إلى الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز، في العام نفسه، أثناء علاجه بماربيا الإسبانية.
بعد ذلك أنيطت بالأمير مهام محددة، وكان اولها ملف الدفاع عن ترشيح المغرب لمونديال 2006، إذ عُيّن رئيسًا للجنة الوطنية لترشيح المغرب، مستفيدًا من شخصيته وإجادته عدة لغات خصوصًا الإسبانية والإنكليزية، إضافة إلى الفرنسية والعربية بطبيعة الحال وعلاقاته الوطيدة والقوية مع أمراء الخليج وبعض الشخصيات الإسلامية إضافة إلى حضوره في الإليزي.
بعد عشر سنوات على وصول أخيه للحكم لم تتغير أنشطة الأمير الرسمية كثيرًا، ويظهر هذا الأمر بإلقاء نظرة على الأنشطة التي قام بها سنة 2008، اذ وصلت إلى ثلاثين نشاطًا.
الملاحظة الأولى هي أن هذه الأنشطة يغلب عليها الطابع الشخصي، كحضور حفلات الزفاف، مرة واحدة في البرتغال، أو الجنازات، ستت مراسم تشييع جنازات، خمسة منها في المغرب وواحد بالغابون أو توديع ملوك وأمراء بعد انتهاء زياراتهم الخاصة.
للتذكير، فإنّ الملوك العلويين لا يحضرون مراسم تشييع جنازات كبار رجال الدولة والملوك والرؤساء والأمراء وهذا الأمر ينطبق حتى على العائلة، فعندما توفيت الأميرة أمينة، شقيقة الملك محمد الخامس في الرباط، لم يحضر الملك بل ناب عنه الأمير مولاي رشيد.
كما ان بعض هذه الأنشطة يغلب عليها الطابع الرياضي، كتسليم الجوائز وكؤوس العرش في رياضات شعبية ككرة القدم وكرة السلة.
يلاحظ أن غالبية لقاءات الأمير مولاي مع قادة الدول تمت مع ملوك وأمراء عرب، إذ التقى مرتين الملك عبد الله بن عبد العزيز السعودي وثلاث مرات أخاه ولي عهده سلطان بن عبد العزيز ومرة واحد الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا وأخرى الأمير محمد بن زايد آل نهيان. تجدر الإشارة إلى أن للأمير علاقات صداقة وطيدة جدا بأمراء الخليج، خاصة الأمراء في السعودية والإمارات.
على الصعيد السياسي، مثل الامير هشام المغرب في قمة الاتحاد من أجل المتوسط وأشغال القمة العربية في الدوحة.
ويشار الى ان تركيز الأمير على السياسة الخارجية نابع من اهتمامه بالعالم العربي الإسلامي، فقد أعد اول بحث جامعي له بالرباط عن البوسنة والهرسك، أما شهادة الدكتوراه فكانت حول منظمة المؤتمر الإسلامي في جامعة بوردو في فرنسا.
و من ضمن أنشطة الامير كذلك ترؤسه مآدب غداء او عشاء بمناسبات كبيرة كعيد العرش والمعرض الدولي للفلاحة ومهرجان مراكش الدولي للفيلم.
هذه الأنشطة تتم دائما بإشراف مباشر من وزارة التشريفات والأوسمة، وفي هذا الاطار يقول أحد مساعدي الأمير إن quot;كل تحرك رسمي للأمير كتمثيل صاحب الجلالة، تشرف عليه التشريفات والأوسمةquot;. طبعًا الأمور البروتوكولية تمر عبر ديوان الأمير والكتابة الخاصة المكلفة بأمن الأمير. فكيف تعمل هذه المؤسسات الثلاث ومن يشرف عليها؟
حرس وكتابة وديوان الأمير
تشرف الكتابة الخاصة للأمير على أموره الشخصية. ويقع مقرها في الإقامة الأميرية المعروفة بـquot;النايquot; (لير) القريبة من الكولف الملكي بالرباط. يديره برفقة عدد قليل من الموظفين الشباب، منهم خالد الساخي. هذا الأخير درس مع هشام في المدرسة الأميرية برفقة أسماء مثل رضا معنينو وامين الصفريوي وجمال ميكو وآخرين.
رفيق آخر درس مع الأمير واستمر بالعمل معه منذ سنوات هو مهدي الجواهري، ابن عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، وهو أقرب الأشخاص إليه quot;يشبهه، فهو شخص خجول ولبق ومتدينquot; يقول عنه الصحافي خالد الجامعي، صديق مولاي رشيد.
اما ديوان الأمير فيشرف على كل ما هو رسمي وذو طابع بروتوكولي. يقع المقر، وهو عبارة عن فيلا، قرب عين حلوية قرب مسجد العتيبة.
يتوفر الديوان في مجموعة لا تتعدى الستة أشخاصجميعهم شباب في مثل سن الأمير، أحدهم مكلف بالتسيير والإدارة وآخر بتحديد استراتيجيات القطاعات الرياضية التي يشرف عليها الأمير وثالث مكلف بالتواصل والمساهمة في تنظيم مهرجان مراكش الدولي للفيلم وجائزة الحسن الثاني للغولف، إضافة إلى أشخاص آخرين.
ويعد الديوان للأمير صباح كل يوم ملفًا لأهم ما كتبته الصحف والمجلات المحلية والدولية، ويقرأ الأمير، بشكل أساسي، المقالات التي تتطرق الى المؤسسة الملكية والمؤسسة العسكرية بالإضافة إلى مقالات حول الحياة السياسية والاقتصادية للمغرب.
بخصوص الأمن الخاص للأمير، يشرف عليه لخليفي منذ سنوات، وهو يعمل معه، يصفه أصدقاء الأمير بـ quot;الرجل الطيب الذي لم يفارق الأمير منذ تعيينهquot;.
يعمل لخليفي تحت إمرة المديرية المكلفة بالأمن الملكي التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني. يتغير عدد رجال الأمن المكلفين العاملين تحت إمرة لخليفي حسب المناسبات، ففي الأنشطة العادية للأمير قد يصل العدد إلى خمسة أفراد، وفي الأنشطة الرسمية الكبيرة، كحضور الأمير نهائيات كأس العرش، يرتفع العدد إلى عشرين شخصًا.
يشار الى ان هناك ثلاثة أشخاص أساسيين يرافقون الأمير في كل تحركاته الرسمية والشخصية، وهم مدير الديوان مهدي الجواهري والخليفي المكلف بالأمن الخاص بالأمير والإدريسي طبيبه الخاص.
اما تحركات الأمير في السينما والرياضة والسياسة، فهي نابعة من تصوره للمغرب. معارف الأمير وأصدقاؤه يتحدثون عن quot;مغربي متحمس للدفاع عن بلدهquot;، quot;له تصور واضح عن مغرب اليومquot;، فهو quot; يطمح لمغرب متطور، ولكن لا يفرط في تاريخه وحضارتهquot; يقول أحد مساعديه. فهو، مثلا، يختار بنفسه ملصقات التظاهرات الرياضية أو الثقافية التي يشرف عليها quot;يحب أن يرى اللمسة المغربية في الأنشطة التي يشرف عليها، هذا الأمر يظهر نظرته للمغرب، فهو عاشق مفتخر بحضارة بلده ومنفتح على التكنولوجيا الحديثة، يريد مغربا متشبثا بتقاليده ومنفتحا على محيطه وعلى مستجدات التكنولوجياquot; كما يضيف أحد مساعديه.
ويشرح الامير نفسه هذا التصور في حوار وحيد أجراه معه رئيس تحرير مجلة quot;الرجلquot; السعودية الصحافي محمد فهد الحارثي ونشر في شهر تموز- يوليو 2001 ، قال الأمير إنه يشعر بكونه يعيش quot;فترة رائعة مليئة بالتحديات، لكنها فترة واعدة بقدر كبير من الإنجازات وقابلة لطي أشواط بعيدة من درب التقدمquot;.
وحول مشاركته في السّياسة العامة للمغرب قال quot;أساهم في بلدي، إلى جانب الملك محمد السادس، في بناء مغرب متطور مقدم على المزيد من المكاسب، وفي سياق مجتمع منفتح، متحرك، تحدوه إرادة راسخة في التنمية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، فهذا في حد ذاته حظ استثنائي أعتز به، وأكرس كل وقتي للقيام بواجبي فيهquot;.
وقال الأمير إنه يميل إلى الأسلوب البراغماتي في العمل، quot;إنني أعمل لدى الملك وأحرص قبل كل شيء على أن أكون رهن إشارة جلالته في كل وقت للقيام بالعمل أو بالمهمة التي يكلفني بها، على الوجه الأكمل، فهذه هي مسؤوليتي الأساسية، وما تبقى من كل الانشغالات والأنشطة الأخرى انما يأتي بطبيعة الحال من صميم هذا الموقف المسؤول. وبما انني براغماتي بطبعي فإنني أحرص على أن تكون لذي الاستجابة المثلى لمسؤولياتي على الصعيد الرسمي كما هو الشأن بالنسبة إلى المجال المؤسساتي والجمعوي، ان القاعدة التي اعمل على أساس أحترامها وأنضبط إليها، هي ايلاء الاهمية القصوى ذاتها لكل مهمة اقوم بها مع الحرص على معرفة كل التفاصيل واستيفائها وعلى الاداء الجيد لكل ملف أنهض بتدبيره وانجازه.
وعندما يتعلق الامر بالمغرب والمغاربة فليس هناك تفاوت بين قضية صغيرة او كبيرة او مشكلة أساسية أو تانويةquot;، وأضاف quot;أبذل قصارى جهدي لاعطاء أحسن ما لدي مهما يكن الملف الذي أعالجهسواء كان ملف الساعة أو اللحظة العابرة أو ملف المدى البعيد وبهده الطريقة في الممارسة ولاهتمام بالمسؤولية أستطيع إرضاء ضميريquot;.
أنا ابن مدرسة الحسن الثاني
يعتقد الأمير أن تطوير المغرب يمر أساسا عبر التنمية البشرية، لذا يدافع عن الاستثمار في المغرب، يوظف مهاراته لإقناع أصدقائه ومعارفه بذلك، فقد كان وراء الاتصال بدجيري بيركايم، المنتج السينمائي الأميركي المعروف وأعطاه كل الضمانات كي يصور فيلم quot;برينس أوف بيرسياquot;، وخلال تصوير الفيلم بالجنوب المغربي، بعث إليه أعضاء من ديوانه كي يطمئنوه ويدعموه.
وفي السياق نفسه، استقبل قبل فترة المنتج الأميركي برونكولوستيك، (وسّمه الملك سنة 2004) وذلك بمناسبة إعداده فيلم quot;سقوط الأندلسquot; لمالك العقاد، ابن الراحل مصطفى العقاد، وقد طمأنه الأمير ووعده بدعمه إن اختار التصوير في المغرب.
ويقول مسؤول عن القطاع إن quot;أمام المنافسة القوية لعدة دول عربية وأوروبية، يعمل الأمير ما في وسعه لجلب استثمارات للمغربquot;، كما يؤكد الأمير أن تصوره لتقدم المغرب جاء من انتمائه لـquot;مدرسة الحسن الثانيquot;.
ويحصي الامير مولاي تأثير هذا عليه في حواره مع مجلة quot;الرجلquot; السعودية نشر في تموز - يوليو 2001، فهناك quot;الدقة الفكرية والصبر في المعالجةquot; وquot;فضيلة النقد الموضوعي الذي يدعمه الشك الإيجابي الذي يحثنا على التحليل والنقاش البناءquot;، وأوضح أن والده كان يحث إخوته quot;على التحلي بالتروي والصفاء الذهني مهما تكن الحماسة الفورية المتدفقة التي تمليها راهنية الحدث وطرفيته، ذلكم أن المسافة التي كان يأخذها والدي حلال فضائل التروي والتأتي ورباطة الجأش قد أثرت في سلوكي دائمًا وبكل عمق ولا أزال استرشد بهذه الفضائل في كل أعماليquot;.
صديقه الصحافي خالد الجامعي الذي استقبله عشرات المرات في منزله بالرباط يؤكد أنه شديد الشبه بالملك الحسن الثاني، فهو quot;ليس مزاجيًاquot; وquot;يشبه أباه كثيرًا، له هبة أبيهquot;.
كان الأمير المعجب بأبيهقد شدّد في حواره مع مجلة quot;الرجلquot; أن المغرب quot;بناه والدي المنعمquot;، هو quot;مغرب بعيد الطموح عريق الآصال ولا يرضى بالقليلquot;، مضيفًا أنه رفقة أخيه الملك محمد السادس سيحافظان على quot;حماية مكتسبات الماضي وتمكين مغرب اليوم من أحسن فرصة لمتابعة المسيرة نفسها انما استلهم هذا الاختيار الحكيم الذي لم يكن قط بالاختيار السهل ولا بالاختيار الذي تمليه الانتهازيةquot;. ورث من أبيه كذلك خصلة الاهتمام بالعائلة، إذ يحرص على زيارة كل أفراد العائلة عماته وأخواته وأبنائهم، باستناء الأمير مولاي هشام.
ويتابع أخبار العائلة حتى خارج المغرب، فخلال زيارة خاصة للأميرة للا سكينة إلى لندن، اتصل الأمير بأحد أصدقائه كي يوفر للأميرة جميع ظروف الراحة، كتخصيص سيارة وفتاة ترافق الأميرة في جولتها السياحية.
كان يتابع أخبارها ويطمئن على حالها، ويحدث أن يزور أخاه الملك محمد السادس حتى خارج المغرب أثناء رحلات الملك الشخصية. كما أنه يستشير مع الملك في كل الأمور، حتى في قضية اختيار الدولة الضيف في كل دورة من دورات مهرجان مراكش الدولي للفيلم، فهذا جانب من شخصيته، وهناك جوانب أخرى من هذه الشخصية المقبلة، حسب ما يشاع في أوساط رباطية، على زواج وشيك من فتاة مغربية. الزواج سيكون زواجا رسميا كبيرا قبل متم السنة الجارية.
quot;ولد الناسquot; ومتواضع
الأمير مولاي رشيد كتوم لا يظهر ما يضمره، يجيد الإنصات، لا يتسرع في اتخاذ قراراته، وان حدث في اجتماع معين أن يكون موضوعا ما غير محسوم، يجيب الأمير دائما quot;سأفكر في الموضوعquot;. هكذا يأخذ وقته الكافي لاتخاذ قراره النهائي ويتجنب الانتصار على فكرة دون أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يصفه معارفه بالمتواضع. ويقول خالد الجامعي الذي بدأ صداقته بالأمير منذ 1978 إن الأمير متواضع خاصة في زياراته الخاصة لأصدقائه، ففي إحدى الليالي اتصل الأمير بصديقه الجامعي بعد انتهاء لقاء رسمي برئاسة والده الملك الراحل الحسن الثاني، قال له: quot;هل من وجبة للعشاءquot; رد عليه الجامعي quot;عندنا دجاجة فقط إن كنت ترغب في اقتسامها معنا مرحبا بكquot;. وصل الأمير بلباسه الرسمي وتناول فخذ الدجاج وضعها في نصف خبزة وتناول كأس شاي.
ويقول الجامعي إن هناك اتفاقًا مسبقًا مع الأمير على عدم الخوض في الأمور السياسية quot;مرة واحدة أثرنا موضوع الحرب الأولى لغزو العراق، كنا ننتظر بداية الهجوم، اتصل بي وأخبرني عند الساعة الثالثة صباحًا أن الهجوم بدأquot;.ولا تزال العلاقة مستمرة بين الصديقين.
الى ذلك، يحب الأمير السفر quot;عندما يسافر يكون بعيدًا من الأضواء وهذا ما يجعله مرتاحًا، فيمكنه أن يتناول فنجان قهوة في مكان عموميquot;،حسب مايقول أحد أصدقائه.
وخلال رحلاته يأخذ الامير معه أحيانًا كلابه المفضلة. فللأمير علاقة وطيدة بالحيوانات، خصوصًا الكلاب. يحزن كثيرًا عندما يموت له كلب أو يسرق منه، كما حدث في إحدى المناسبات، إذ اتصل بصديقه رئيس تحرير quot;لوبينيونquot; آنذاك، وأخبره بالقصة وطلب منه نشر خبر يتحدث عن ضياع كلب مع التذكير بنوعه وشكله.
نشر الخبر واتصل أحد المواطنين يخبر عن رؤيته لكلب مشابه، فاتصل الجامعي بالأمير ومدّه بهاتف المواطن بعد أن طلب منه ألا يلحق الأذى بهذا الشخص. فانتقل معاونو الأمير إلى المكان الموصوف وعثروا على الكلب واكتشفوا أن هذا الشخص اشتراه من آخر لا يعرفه فأعادوا للأمير كلبه، بعد أن عوّضوا عليه ماديًا. وقد اتّصل الأمير بالجامعي شاكرًا لهخدمته التي أسداها إليه.
هناك خاصية أخرى يتميز بها الأمير، يذكرها الجامعي، وهي شخصيته القويّة، ويقول صديق الأمير إنهم في دار المخزن يخافون من مولاي رشيد، لأن شخصيته قوية ولكونه يرفض quot;قلة الحياءquot; داخل القصر وخارجه. على الرغم من هذه الشخصية، يتجنب الأمير إحراج معاونيه ومساعديه quot;فإذا كانت له ملاحظة ما لا يثيرها أمام الجميع وإذا كان يريد تقديم شكر لأحد يفعل ذلك أمام الجميعquot;.
وللأمير، مثل الجميع، هوايات وعادات يحرص عليها بشكل مستمر، فهو يحب الألوان والصباغة، يجمع عددًا من اللوحات الفنية. فحسن لكلاوي هو فنانه المفضل، وهو الفنان الذي يعمل إلى جانبه في تنظيم جائزة الحسن الثاني للكولف، كما أنه معجب بأعمال فنانين أمثال فؤاد بلامين ومحمد مليحي، ويحدث أن يقتني لوحات فنانين شباب دعما لهم. وفي هذا الاطار يوضح محمد فهد الحارثي، الصحافي السعودي الذي أجرى معه حوارًا لمجلة quot;الرجلquot; أن الأمير quot;يشعرك بأنك تحاور صديق. منطقه قوى ثقافته الواسعةquot;، وأوضح أنه يعكس عقلية منفتحة. فهو متوازن في الطرح. يحرص على الاستماع والحوار. دقيق في عباراته، واضح في فكرهquot;.
اما في الرياضة، فيعشق الامير الغولف، يمارسه بشكل مستمر يصل إلى أربع مرات في الأسبوع، بالإضافة إلى رياضة كرة السلة التي كان يداوم عليها كثيرا قبل أن يكتفي بالغولف، كما يحرص على الصيد مرة في الأسبوع، وهو قناص ماهر، لكنه قناص يعرف جيدا حدوده ويعرف أنه يشتغل تحت إمرة أخيه الملك.
هوايات واستثمارات الأمير
الاستثمار... الفلاحة نعم وquot;الضحىquot; للاquot;
تردد أكثر من مرة أن الأمير مولاي رشيد هو مالك مجموعة quot;الضحىquot; العقارية الحقيقي، لكن هذا الخبر ينفيه مساعدوه، إذ يؤكدون بأنه quot;لا علاقة له بquot;الضحىquot;. ديوان الأمير يذهب أبعد من ذلك ويقول إن quot;لا علاقة للأمير بعدد من المشاريع التي أقحم اسمه فيهاquot;.
حسب المصدر نفسه، فإن الأمير لا استثمارات له في ميدان العقار لا من قريب ولا من بعيد.
فأكثر استثمارات الأمير في الميدان الفلاحي، quot;إنه يعشق الفلاحة كثيرًا، وهو في هذا الأمر مثل أبيه الملك الراحل الحسن الثانيquot;. يملك ضيعات فلاحية منها ضيعة قرب بني ملال وسط المغرب، ويوظف في هذه الضيعة الفلاحية آخر الاكتشافات التكنلوجية quot;.
صحافة... بطل quot;رغمًا عنهquot;
هناك حدثان جعلا الأمير مولاي رشيد في الواجهة quot;محليًّا رغمًا عنهquot;.
فيوم 22 شباط - فبراير 2008 حكم على مهندس الإعلاميات فؤاد مرتضى، 26 سنة، بثلاث سنوات سجنًا نافذة وغرامة قدرها عشرة آلاف درهم، بسبب إنشائه حسابا على فايسبوك باسم الأمير مولاي رشيد. المحاكمة جعلت الأمير في الواجهة رغم كرهه للأضواء ولتناول الصحف أخباره الخاصة. أدانت المنظمات الدولية، خاصة منظمة العفو الدولية المحاكمة، واعتبرتها غير مستوفية للمعايير الدولية للمحاكمات الدولية، الأمر نفسه ذهبت إليه الجمعيات الحقوقية.
على فايسبوك اتسعت دائرة التضامن مع مهندس الإعلاميات الذي لجأ إلى انتحال صفة الأمير سعيًا منه لإيجاد صديقات، خصوصًا بعد تأكيده على تعرضه للاختطاف من قبل رجلي أمن صبيحة الخامس من شباط - فبراير.
وقال ان الشرطيين عصبا عينيه واقتاداه إلى مكان مجهول وضرباه.
أصبحت المؤسسة الملكية محرجة مع توالي الأصوات بالإفراج السريع عن المهندس، وهو ما حدث بعد أشهر من اعتقاله، إذ استفاد من عفو ملكي أنهى تداعيات القضية.
لكن، بعد أقل من سنة تصدرت صورة الأمير الصحف المحلية، ففي الساعات الأولى من يوم السبت 10 تشرين الاول- أكتوبر 2009، نقل الأمير مولاي رشيد إلى مصحة باريسية بعد وعكة صحية مفاجئة ألمت به على متن طائرة كانت تقله إلى باريس.
وصفت حالته بالخطيرة، وهو ما دفع عددا من أفراد الأسرة الملكية إلى التوجه على وجه السرعة إلى باريس لعيادته والاطمئنان على صحته، منهم الملك محمد السادس. كما جاء بعض أفراد عائلته من الولايات المتحدة الأميركية للغرض نفسه. هذا الخبر فتح تساؤلات حول الحالة الصحية للأمير، لكن الامير استرجع بعد أيام عافيته وعاود مزاولة أنشطته.
إشاعة قصة quot;خلافه مع أخيهquot;
في شهر شباط - فبراير 2007 نشرت صحيفة quot;إلموندوquot; الإسبانية وصحف جزائرية خبر quot;خلافquot; بين الملك محمد السادس وأخيه الأمير مولاي رشيد.
وذهبت الصحف إلى القول إنّ الأمير مولاي رشيد quot;قرر المنفى الاختياري بالولايات المتحدة الأميركيةquot;، وعزت ذلك إلى quot;اختلافه مع الملك في طرق تسيير البلادquot;، وذهب المقال الذي تناقلته صحف وقنوات تلفزيونية الى أن الأمير quot;قرر الإقامة في مدينة فيلاديلفيا الأميركيةquot;. حينها لم ينشر القصر الملكي، أي تكذيب للموضوع، وهو ما غذى الشائعة.
لكن التكذيب الوحيد لهذا الخبر جاء في تصريح لمدير ديوان الأمير إلى صحيفة quot;إيلافquot; الإلكترونية، قال فيه إن الامير مولاي يستمر في العمل في المغرب. وبعد أيام من هذا التصريح، ظهر الأمير مولاي رشيد في مراسم تشييع محمد عواد، مستشار والده الراحل الحسن الثاني، في ضريح سيدي عبد الله بن حسون بسلا. وقد اتهمت في ما بعد المخابرات الجزائرية والإسبانية بترويج هذه quot;الإشاعةquot;.
سنة بعد ذلك كان الأمير مولاي رشيد ضحية إشاعة جديدة، هذه المرة تهم حياته الشخصية، إذ تناقلت مواقع وصحف خبر قرب زواجه، وتضاربت هذه الإشاعة حول اسم العروس، من صحافية في quot;لامابquot; إلى طالبة مغربية مقيمة في الخارج إلى ممثلة أمازيغية. هذه الأخبار، بحسب مساعديه، تغضبه كثيًرا، لأنها quot;تستهدف الإساءة إلى شخصهquot; وquot;لا أساس لها من الصحةquot;.
التعليقات