سطام الرويلي: شاعرة ومسرحية وناشطة اجتماعيه وشيخه إماراتيه تفتخر بنسبها، و ذات قسمات جميلة وهيبة ملكية، إنتاجها الأدبي غزير و ترى نفسها مازالت مبتدئة ومحاوله وهي ناشطة و متفائلة بالإعلام الجديد الذي ترى انه سيظهر للسطح نخبه من المنسيين من الإعلام الأدبي والإعلام السياسي.

بداية حدثينا عن الشيخة فواغي بنت صقر القاسمي؟
تائهة بين خطوط الزمن تبتلعني تشققات جدرانه تارة و تحضنني ظلاله أخرى، رسمت لذاتي بستانا من دوح الأدب يسقى من معين متوارث أبا عن جد فتساقطت ثمار المشرق و المغرب، و لكل طعم و رائحة، جمعت منها في سلال القلب و الروح، وتلفظ بها المداد.. هكذا أراني بعيدا عن سقف الألقاب و المراتب عدا انتمائي للسلالة الشريفة كما يعرفها النسابون فالقواسم أهل رأس الخيمة (جلفار) وأهل الشارقة و الذين منهم حكّام إمارتي رأس الخيمة (جلفار) و الشارقة هم من السادة الأشراف.

لماذا أنت غائبة عن الإعلام وخاصة المرئي؟
بهرجة الهابط و آلة التلميع تتشبث بما يطفو على السطح لعلل رمادية، لا يهمها أمر البيت الشعري العربي :
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف... و تستقر بأقصى قاعه الدرر
لست وحدي في هذا الركب المنسي بل كل من أتشابه معهم، لولا الصدف التي تجمعنا في فضاء النت لما تعرفنا على بعضنا، فآلة الإعلام لم تنصفنا جميعا فلم يكن الإعلام الأدبي بأفضل من الإعلام السياسي، من شاء الحقيقة فليبحث عنها بعيدا عن هذه الآلة، أما بالنسبة للمرئي، فربما ذلك تمنعا مني لأسباب شخصية لبعض عروض من القنوات الخاصة.

فواغي الشاعرة والمسرحية والأديبة إلى أين وصلت بعد كل هذه السنوات من الإنتاج الأدبي؟
مبتدئة أحاول اللحاق تارة و أتكئ على خمولي تارة أخرى، لا أصنف ذاتي كواصلة بل محاوِلة. أجدني بين الحبر و الشرود فترات، و بين الجفاء و الانزواء فترات أخرى. رتبت ما فاضت به قريحتي فوجدت (4) مسرحيات اثنتان شعريتان و اثنتان شبه شعريتين و(6) دواوين للشعر الموزون بين العمودي و التفعيلة و ( 8) للنصوص النثرية ndash; بعضها لا يزال غير مكتملا، (1) لأناشيد الطفولة، وبعض مسرحيات لعالم الطفل.

من يتابع أشعارك يرى جرأة كبيرة لم يعتدها الجمهور الخليجي من الشاعرات الخليجيات مالذي تريدين إيصاله من خلال هذه الجرأة التي يراها البعض خادشة للحياء؟
هناك من أدخل على الأدب توصيف الذكر و الأنثى فأحل لبعض ما حرمه على الآخر، و هذه تراكمات موروثة اجتماعيا والأدب بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب. تلك الجدران الواهية التي قسمت الجنس البشري إلى فسطاطين لا يمكن لها أن تقاوم زلازل العصر و تبقى قائمة.. و لا يمكن للمرأة أن تعيش في جلباب الجدات و الزمن يتسارع أمام عينيها، و تظل حبيسة قيم بالية تحرم عليها حتى استخدام المفردة و ترسم لها أنواع الشعور.. ما يمكن أن يقال عليه جريء أو منبوذ أو غير مستساغ يجب أن يشمل الجنسين و ما سمح به المجتمع لجنس يجب أن يكون بالفطرة من حق الجنس الآخر. لم أكتب ما يمكن أن يطلق عليه عبارة (خارج الخطوط الحمراء) بل كان من تجليات الذات البشرية و انسكابات المشاعر الإنسانية و العاطفية. لم أجد في ذلك خروجا على المألوف و إن أحجمت المرأة في بعض المجتمعات العربية و خاصة الخليجية عن ذلك فربما يكون لأسباب خاصة عائدة على الأسرة قبل المجتمع.

عرف عنك أنك ناشطة حقوقية واجتماعية وخاصة في مجال حقوق المرأة كيف ترى الشيخة فواغي ما وصلت له المرأة الأمارتية والخليجية من ناحية الحقوق؟
لم يصل الفرد الخليجي إلى حقوقه المكتملة بعد سواء كان رجلا أم امرأة، بينما يمكننا أن نطلق عليها عبارة الحقوق ( الخدّج) و إن كان للمرأة النصيب الأوفر من إجحاف الحق، فلم ينصفها المجتمع كأنثى و لم ينصفها رجال الدين بتفسيراتهم الشوهاء لأحكام الإسلام و لم ينصفها المسئول باعتبارها كيان ناضج منتج. و ما نراه اليوم من محاولة البعض وضعها في إطار من التباهي أمام الدول بتبوئها مراكز معينة إنما هو احتقار لملكاتها و شخصيتها و إنسانيتها و هناك أمثلة كثيرة ممن تم اختيارهن لمناصب معينة لا لخبرة أو ثقافة وإنما لسد فراغ و مظاهر براقة خادعة يعمل من خلفها حفنة من الرجال لتبقى الأنثى دمية تم وضعها في واجهات السوق العالمية.. هناك من الكفاءات الهامة المهملة عمدا في المجتمع و يصل الأمر في بعض الأحيان إلى إقصائها عن الواجهة على مبدأ (الضد يظهره الضد). نحتاج إلى حرية وجرأة نستطيع من خلالها إصلاح هذا الاعوجاج الهدام.

س6: من المعروف أن الإعلام الجديد أصبح بوابة كبيرة يسهل على الجميع الدخول و المشاركة بها والشيخة فواغي لها نشاط ملحوظ على بعض مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر..كيف ترى الشيخة تجربتها بتلك المواقع؟
صرخة المولود الخارج من الضيق إلى واسع الطريق، هي شهقة الروح في طاقة الضوء، كلما ازداد شعور الاحتقان بحث الإنسان عن مخرج للتنفس، أصبحت قيود الإعلام الرسمي تثقل كاهل الرأي و الحرية، تكاد تخنقهما في صدر صاحبهما، في حين لم تبخل تكنولوجيا الآخر بمنح تلك الكوة التي يتنفس منها الجميع، بل خلقت تلك الفضاءات نوعا من التواصل المثمر البناء بين تلك الآراء المكبلة و الحريات المكبوتة فكانت التعويض عن المفقود أو المسلوب و لعلها بذلك تدفع بعجلة الإصلاح إلى رفع القيود التي تشعل النار من تحت الرماد، وتلك ظاهرة غير صحية لن تأتي سوى بنتائج عكسية. إن تعدد الآراء و التمتع بالحريات التي فطرنا الله عليها هو حق بشري أولا و وطني ثانيا، و تغييبها مفسدة للمجتمع و الوطن و تشجيعا لاستشراء الفساد الذي ينخر في أساساتهما فيقوضهما في لحظة انهيار تأتي مصادفة دون سابق إنذار و الأدلة في التاريخ كثيرة لنأخذ منها العبر.

للشيخة فواغي تجربة بكتابة المقال السياسي من أي عين ترى الشاعرة فواغي الربيع العربي الذي نعيش أحداثه هذه الأيام؟
يأتي الربيع بعد خريف مرعش و شتاء قارس، لتنبثق الحياة من جديد، وقد وفق من أطلق هذه التسمية على ما يحدث بالأوطان اليوم. مرت شعوب هذه المنطقة بخريف طويل بعد ثوراتها في الخمسينات و كانت تتطلع إلى ربيع زاهر تتفتق فيه الحياة بألوانها فإذا بها بعد ذاك الخريف تعيش سبات شتاء قاتل لعقود من الزمن، كان عليها أن تنهض لتخلع رداء الشتاء الذي أثقلها و تستقبل ضياء الشمس التي عادت لتشرق من جديد. تلك الديكتاتوريات التي انغرست في السلطة عقودا من الزمن ليس من السهل اقتلاعها سوى بالإصرار و الدماء و التحدي، لكن: و للحرية الحمراء باب... بكل يدٍ مضرجة يدق أتمنى أنا نرى أزاهير الربيع قد أينعت و ملأ عبيرها الأجواء العربية و إن رويت بدماء طاهرة فحتما سيأتي من سيذكر وبكل شموخ تلك التضحيات التي قدمها الآباء لمن سيلحقهم من الأبناء.

كيف ترى فواغي القاسمي المقال السياسي الذي تكتبه الخليجيات؟
لا أجد حضورا طاغيا للمرأة في مجال كتابة هذا المقال، هل هو يا ترى عزوف من قبلهن أم تجاهل، كالعادة، من قبل الإعلام أم لظروف أسرية و اجتماعية خاصة. أتمنى أن أقرأ لمحللات سياسيات و صحافيات و كاتبات يقرأن الحدث و التاريخ و يؤطرن ما يرين بآرائهن و تطلعاتهن و استنتاجاتهن.

هل نستطيع القول أن الشيخة فواغي القاسمي تأثرت بالليبرالية والليبراليين؟
للأسف معنى الليبرالية يفسر اليوم بما يتنافى و طبيعته أو ربما يختصر في تفسير خاص من رؤية حادة و غير منطقية تتضمن بعض خصائص الإلحاد، إنني أؤمن بليبرالية عمر بن الخطاب رضي الله عنه و هي الليبرالية الإسلامية حين خطب في الناس فقال : quot;متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا quot;، و مع ليبرالية أبو بكر رضي الله عنه حين قال : quot;أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكمquot;، و ليبرالية الإمام علي عليه السلام حيث قال :quot;أيها الناس إن آدم لم يلد عبدا ولا أمة وإن الناس كلهم أحرار..quot; نعم الإنسان مولود حر بالفطرة و له حريته في ممارسة حياتة و تنتهي هذه الحرية حين تصل إلى إيذاء الآخر. هذا هو المعنى الحقيقي للبيرالية. حرية الفرد السياسية و الثقافية و الاقتصادية التي منحها له الإله و لا يحق لبشر على الأرض مصادرتها، له ما يشاء في اختياراته في إطار من السمو الأخلاقي الذي يتضمنه الدين و يؤطره القانون. هذه هي الليبرالية الحقة و هي من أسس ديننا الحنيف التي يجب أن يعزز وجودها في أمتنا الإسلامية لتعكس الصورة الحقيقة المشعة لهذا الدين، إن ما نراه اليوم من ممارسات بإسم الدين تتجاهل كثيرا هذه المنحة الربانية بل و تجرمها، ليس خدمة للدين و إنما خدمة لقوى السياسة و السلطة.

إلى أي حد تصل طموحات فواغي القاسمي؟
أن أرى وطننا العربي آمنا سالما حرا من كل قيود كبّلته في العقود الماضية، أن أرى الإنسان في الشرق هو ذاته الإنسان في الغرب و أن قيمة الإنسان الأفريقي لا تقل عن مثيله في العالم، أن لا أرى دمعة في عين طفل جائع أو مريض، أن أرى المرأة في مجتمعنا و قد استعادت حريتها و كرامتها و مكانتها التي اغتصبها منها المجتمع، أن أرى إعلامنا حرا نعرف منه الحقيقة، أن يتخلص المواطن العربي من عقدة التقديس للسلطويين ! أن أرى الإنسان المناسب في المكان المناسب - أن أرى العدل أساس الملك في أوطاننا العربية.