بينما كنت أسير وحيداً في مدينة تركية
وكانت النوافذ تسخر من وجع يحوم حولي
ككل وجع ألتقيه ويكون ظاهرا
التفتُّ إلى رصيفٍ يكبرني بعامين
كان وحيداً مثلي، وغريباً كالقصائد
له وجه قطة تلتحف البرد
وسنٌ ذهبية معطوبة،
تماما، كنت أعرف أن هذا ليس وطني
ولأن رهاناتي مفاجئة طلبتُ من سائق تاكسي أن يحميني من الظلام،
تنحسر الأضواء من النوافذ
الجميع في اسطنبول يقضمون السجائر
بردٌ يشعله نوم صاحبتي في فندق بتّ أنساه في المنعطفات
وسباقُ ماراثون يغريني بالهروب إلى سحابة داكنة
كل شيء داكن يبدو رحيماً الآن..
لا أعلم تعريفاً للأوطان
لا أجيد الرقص على حافة رصيف يشبهني
لا تشتعل يدي، وهي قطعة جحيم تنفصل باستمرار عن معناها، بالأغاني!..
ما أدركه الآن يخصّ راعياً يشبه الحيوان في بستان فضي
يلتقط الشتائم ويسرج خياله في جناح السلطان
حيث الجواري والشوارع المرصوفة بحجارة لامعة
كل شيء خارج قلب السلطان جدريٌ
وكل رصيف يكبرني قليلاً وجع.
بينما كنت أسير في مدينة تركية
كانت يدي ترتطم في بقايا أسوار قديمة
وأبنائي هناك
بعيدا
يلهثون خلف أيامهم
عالمهم قيح وآباؤهم عهرٌ لفظي لا شفاء منه..
إنها بطاقتي الوحيدة في هذا العالم
أعني هذه الأغنية:
عندما أموتُ لا أريد أن أعود للأوطان النافقة
أكره الدّم والأساطير
وفي إطار فضي أتأمل الحيوان
.. بينما كنت أمشي حزيناً في مساء داكن ورحيم...