إيلاف ndash; بيروت: باكورتان شعريتان للشاعرين الشابين جعفر العلوي ورنوة العمصي صدرتا في بيروت لدى دار الغاوون.
ديوان جعفر العلوي (مواليد البحرين 1984) الذي حمل عنوان quot;للتوضيح فقطquot;، مشغول بالتفاصيل وجزئيات الأشياء، مع حضور ذكي للمفارقة في وصفها أداة مهمة لإنتاج الشعرية: quot;يداي اللتان ترتعشان/ في اللقاءات الأولى/ كلما اقتربتا من يد أنثى/ تمتلكان في ما بعد/ ما يكفي من الجرأة/ لرمي هداياها في أكياس قمامةquot;.
لا يفتعل العلوي لغته، بل يتركها تتدفّق مستفيدة من خاصّية الوضوح التي تستلزم لنجاحها قوة الصورة أو قوة الفكرة: quot;على كل الكراسي التصقتُ بالمؤخِّرة ذاتها/ وفتحتُ الفمَ ذاته/ من الغفلة أحياناً، وأحياناً من الاندهاش/ أو الخوف أو الألم/ وغالباً لأفتِّش عن أثرٍ لعمري الذي/ يمضي سريعاً/ في كل مرّة أفتح فيها فميquot;.
من أجواء الديوان نقرأ:
quot;لي جدار
أرسمُ عليهِ رائحة أخي
كوابيسي المزعجة
ثيابي الواسعة
ذكرى عشيقاتي السابقات
بالأحرف الكبيرة
وبالشكل البذيء
والكلاسيكي جداً للحبّ
كما تعلَّمتهُ من جدران حيِّنا الفقيرquot;.

ونقرأ أيضاً:
quot;أحشرُ في جيبي الخلفي
quot;سماء صغيرة برتقاليةquot;
وخلف سحَّاب بنطالي
حيث اعتدت أن أدفن الأشياء
الأكثر أهميّة
يمكنكم أن تعثروا على
خارطة...
وفردتَي حذاءquot;.

أما ديوان رنوة العمصي (مواليد البحرين 1985)، فقد حمل عنوان quot;أشياء تصلح لقضيةquot;. وهو ديوان مفعم بطقوس الأنثى المعاصرة، واللمسة البصرية واضحة فيه، حيث تستفيد رنوة، وهي فنانة تشكيلية أيضاً، من خصائص الرسم وتقنياته لترسم عالمها الشعري وتلوّنه بمهارة.
من أجواء الديوان نقرأ هذه المقاطع:

quot;لديَّ أشياء أخرى
تصلح لقضية
لديَّ إصبع مجروحة
أسنان بحاجة إلى طبيب
لديَّ فواتير هاتف متأخِّرة الدفع
بطاقات سينما بلا رفقة
قهوة اسبريسو باردة
تماماً كما لا أحبُّهاquot;.

quot;ليس الجو بارداً...
المعطف أعجبني وحسب
أرتديه أسْتَمْطر السماء
لن تُصدِّقي... أنها أمطرتquot;.

quot;سألتقيك
في تاكسي، أو على متن طائرة
هكذا أشعر...
نحن نحب عندما نتخلَّى عن القيادةquot;

quot;سأجلس صباحاً، أمام بيضة مسلوقة بيضاء كريهة الرائحة وكوب حليب زَفِرٍ، أبتلعهما بتلذُّذ مصطنع، لئلا يُصيبني نقص الكالسيوم الذي أعاني منه اليومquot;.

لزيارة موقع دار الغاوون
http://alghawoon.com/mag/books.php