الإسلاميون إن حكموا... في عيون مثقفين (1-2):
مصر السلفيين استبداد وإلغاء للحريات والتعددية

القاهرة: أكد كتاب ومثقفون في الجزء الأول من استطلاعنا حول افتراض وصول الإسلاميين إلى حكم مصر سواء كانوا إخوانا مسلمين أو سلفيين أو جماعة إسلامية أو غيرهم لحكم مصر، وتصوراتهم لمصر والمصريين تحت حكمهم، أن مصر ستدخل مرحلة جديدة يصعب التكهن بمصير الحريات العامة والخاصة فيها، وكشفت عن حالة من التوتر والخوف من التمييز ضد الأقباط وعودة الجزية وأهل الذمة وغيرها من الأمور التي تشكل تهديدا للمواطنة، وأكدت حتمية قيام ثورة أخرى للاطاحة بحكمهم في حال وصولهم، وذلك في ظل مؤشرات قوية عن تغلغلهم وسيطرتهم على الشارع المصري باسم الدين وشعارات تطالب بتطبيق الشريعة، وهنا تتواصل في هذه الحلقة الثانية قراءات الكتاب والمثقفين في الكشف عن المخاطر التي يمكن أن تتهدد مصر والمصريين في حال وصول الإسلاميين للحكم.

القوى الغاشمة تصل للحكم
الشاعر جمال القصاص أكد أن الأمر مرعب حقا، وقال: مرعب أن نصل إلى هذا المأزق، فلسنوات طويلة كان لدي يقين أن من يؤثر في الوجدان المصري شخصان هما المطرب العاطفي، وإمام المسجد. ومع انتهاء حقبة عبد الحليم حافظ والمطربين والمطربات العظام لم يعد في هذا المشهد سوى مسخ لمطربين ومطربات كل يوم يزدادون قزامة وخواء.الآن بعدما فرغ المشهد لإمام المسجد، ولم يعد ينازعه أحد في اللعب على وتر هذا الوجدان المؤهل بطبيعته للتعاطي مع هذا، بحكم إرثه الديني والشعبي، ماذا سيتبقى لنا، هل نتحلى بدور المراقب المشاهد لصراع لم يعد له سوى وجه واحد وقناع واحد، ولا نملك حياله شيئا، حتى لا نوصم بالكفر والخروج عن التقاليد والخروج عن الملة والشرع.
وأضاف: إن كثيرا من الأسئلة والقضايا التي تم إزاحتها وارتدت ثوب التابو والقداسة في أزمنة قريبة، سواء باسم الدين أو الجنس أو السياسة أو غيرها، ليست فقط ستحتل الصدارة في هذا السيناريو، بل ربما يصبح الضحك والقهقهة والسخرية، ونزق الإبداع والفن كذلك، ناهيك عن الحب والبحث عن شواطئ الروح والأمل والدفء والحرية في تضاريس الجسد .وسوف يدخل في هذا السياق مشهد حفلات أم كلثوم ، والسيدات السافرات الأنيقات، وهن يتمايلن من النشوة والطرب، فأن تصل هذه القوى الغاشمة إلى الحكم، فقل على الدنيا السلام، على الوطن والجمال والحق والعدل والقانون والدستور، وقبل كل شيء على فكرة النهوض والتقدم.
في مليونية جمعة quot;الحفاظ على الهويةquot; والتي أطلق البعض تهكما quot;جمعة قندهارquot; وشارك فيها الإخوان والسلفيون وغيرهم من القوى الإسلامية بقوة في ميدان التحرير مسرح عمليات الثورة المصرية في القاهرة، سأل أحد الأصدقاء أحد الإسلاميين الملتحين عن مكان تواجد عربات الإسعاف، لسرعة إسعاف أحد المصابين، فنظر إليهباشمئزاز، وقال:quot; العربات هناك بجوار بيت الأصنام، يقصد بجوار المتحف المصري في الميدانquot;، فقل لي برأيك هل هؤلاء بشر.. قبل أن يعتلوا عرش الحكم في البلاد؟!


العسكر أو الدولة الدينية
وقال الكاتب الروائي السيد نجم: دعني أبدأ بالجزء الآخر من السؤال: ما سيناريو الحكم الأكثر تفاؤلا والأكثر تشاؤما؟ أقول هو إجابتي على الجزء الأول من السؤال، هو أن يحكم الإخوان أو السلفيين!!
لو خيل لي إن تمكن الإخوان من اعتلاء الغالبية في مجلسي الشعب والشورى، وحتى كرسي الرئاسة، حتما سوف أشعر بغصة وبالقلق، ولست متفائلا بمقدمهم، لأسباب موضوعية تتمثل في:
أولا فهم التيار الديني للدولة المدنية أن تكون الدولة غير عسكرية أو يحكمها القوة المسلحة العسكرية، وبالتالي البديل للحكم العسكري هو الحكم الديني أو الدولة الدينية وليس الدولة المدنية.
ثانيا إن النماذج التي قامت على فكرة الدولة الدينية، نماذج لا تناسبنا في مصر، مثل إيران والفاتيكان
ثالثا أعتقد أن أفضل صورة مناسبة لمصر على المدى القريب، نظام رئاسي لدولة مدنية، وعلى المدى البعيد نظام برلماني لدولة مدنية.
ومع ذلك أعتقد يقينا أن التيار الديني لن يحصل على الأغلبية التي طرحها التساؤل، في أي انتخابات قادمة لمجلسي الشعب أو الشورى أو للرئاسة على الرغم من الإقرار أن تجمعات التيار الديني أكثر تنظيما وحنكة في الحياة السياسية عن أية قوى أخرى على الساحة السياسية في مصر الآن، وأراهن في ذلك بما حدث وتم في الانتخابات على التعديلات الدستورية الأخيرة!!

إذا حدثت الكارثة
ولا يظن الكاتب والروائي ناصر عراق أن هناك أية فرصة لوصول الجماعات الإسلامية بأطيافها المختلفة إلى السلطة بطرق شرعية، أي عبر انتخابات نظيفة وشفافة، وقال: ذلك لأن الشعب المصري بطبيعته يرفض التشدد، على الرغم من أنه أدرك الطريق إلى السماء منذ آلاف السنين. كما أن الكتلة الرئيسة من الجسم المصري لا يمكن لها أن تتنازل عن فواكه الحضارة الحديثة التي حصدتها طوال القرن الماضي، فلا يمكن على سبيل المثال أن يهجر الإنسان المصري مصادقة الفنون بتنويعاتها والاستمتاع بها، فلا يشاهد السينما أو التلفزيون أو لا يستمع إلى الموسيقى والغناء، وهي فنون لا تتعامل معها الجماعات الإسلامية، أو أصحاب الإسلامي السياسي بصدر رحب، ومنهم من يناصب هذه الفنون العداء.
وأضاف: بما أن الشعب المصري يتأثر وينفعل بالفن منذ قديم الزمان، فإنه لم يشاطر هؤلاء المتشددين آراءهم التي تخاصم العصر، ولم يغلق شاشات التلفزيون لأن مشاهدته تندرج في باب الحرام كما يزعم المتطرفون منهم، وما زال ينصت بإعجاب إلى أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وعمرو دياب.
لاحظ أيضاً أن طريقة الملبس التي يروج لها المتشددون، وهي الجلباب القصير المستورد من أفغانستان وباكستان، فضلاً عن إطلاق اللحية، لم تعجب الغالبية العظمى من الشعب المصري، لأنها لا تلائم العصر من ناحية، ولأنها غير عملية من ناحية أخرى. ومن ثم، فإن المصريين لن يصوتوا في صالح الذين يتحدثون باسم الدين في قضايا الحياة اليومية ومشكلاتها، أو هكذا أعتقد.
لكن إذا حدثت الكارثة ووصل الإسلام السياسي إلى الحكم، فهذا إعلان صريح بأننا سنعود إلى الخلف قروناً، وأن عصور الانحطاط ستدهمنا من جديد، بغض النظر عن من سيحكم من الإسلاميين تحديداً، لأن البطش باسم الدين سيكون هو عنوان المرحلة، صحيح أن هناك اختلافات بين السلفيين والأخوان المسلمين في مسألة التشدد مثلاً، إلا أنه اختلاف في الدرجة لا في النوع، لأن الجميع خرج من عباءة مشبوهة تمنح أصحابها التحدث باسم السماء، فإذا لم تتفق معه في ما يقول، فسيشهر في وجهك سيف الكفر ويتهمك بأبشع الصفات ويخرجك من الملة، وقد يهدر دمك بحجة أنه الوحيد المخول بالحديث باسم الواحد الأحد سبحانه وتعالى.
لذا أعتقد أن المصريين قد انتبهوا بذكائهم الفطري إلى هذا الكمين الذي ينصبه دعاة الإسلام السياسي، وبالتالي فإنني أتخيل أن نصيبهم لن يتجاوز 25% في أي انتخابات نظيفة وشفافة تجرى الآن.

إردوغان يكشف زيفهم
وأكد الشاعر سيد جودة أن زيارة إردوغان لمصر كشفت زيف كل من كانوا يتخذون النموذج الإسلامي في تركيا تكئة لإقناعنا بأن الإخوان المسلمين، أو أية حركة إسلامية، ستكون ديمقراطية كنظيرتها في تركيا. وقال: الفارق بين الحركة الإسلامية في تركيا والحركات الإسلامية في مصر كبيرٌ وبيِّنٌ، فحين أن تركيا تنحو منحى أوروبيًّا في ديمقراطيتها، وتسعى لإثبات هذا كي تنضم للاتحاد الأوروبي، نجد أن الحركات الإسلامية في مصر تتخذ من الحركة الوهابية منطلقًا ونموذجًا لها. هذا من شأنه أن يهدم كل فكر ديمقراطي يزعمون امتلاكه، حيث إنهم أحاديو الرؤية، ولا يملكون القدرة على الحوار، وعلى رؤية شاملة تلخص مجموع المناهج الفكرية والرؤى الأيديولوجية المختلفة. إن فرصة الحركات الإسلامية في الفوز في الانتخابات القادمة كبيرة ولاشك، وذلك لتاريخهم السياسي الطويل،ولبراعتهم في التأثير على مشاعر الجماهير، وتحريكها لمصلحتهم، في حال فوزهم، لا أستطيع أن أتخيل سيناريو حكم متفائل أو متشائم، لأن زيارة إردوغان كشفت الهوة العميقة بين فكره المتنور وفكرهم، إن جاز أن نسميه فكرًا. كل السيناريوهات مفتوحة في حال فوزهم، غير أني لا أستطيع القول بأني حينئذٍ سأكون متفائلاً أبدًا بمستقبل مشرق لبلدنا مصر.


النموذج الأكثر تشاؤماً
وشدد الروائي محمد العشري أن افتراض وصول الإسلاميين على اختلاف جماعاتهم من الصعب أن يحدث في مصر، وقال: رغم كل ما نراه الآن من تصدر الإخوان المسلمين للمشهد، وأعتقد أن هذا التصدير يدفعه ويحركه بقايا النظام القديم، الذي بدأ يعيد إنتاج نفسه من جديد عبر وسائل الإعلام، وعبر إنشاء وتشكيل بعض الأحزاب السياسية الجديدة.
وأضاف: سأكون معك في افتراضك أن الإسلاميين سيطروا على الحكم عبر مجلسي الشعب والشورى، وكذلك تشكيل الحكومة والرئيس الجديد لو حدث ذلك السيناريو الأكثر تفاؤلاً أن تنتهج تلك المنظومة الجديدة النموذج الإيراني في الحكم، وتحاول أن تكتفي بذاتها، مع الاهتمام بالداخل وربما تكون هناك قطيعة مع النظم العالمية. والنموذج الأكثر تشاؤماً أن تسير على خطى وسياسة النموذج السعودي. لا ننسى أن غالبية الشعب المصري متدين بطبعه، والخطاب الديني يحركه ويؤثر فيه، مع ملاحظة أنه رغم ذلك من الصعب أن ينصاع الشعب إلى كلا النموذجين، خاصة أن الشعب عانى الكثير من الأنظمة التي حكمته من قبل، وهو الآن في حاجة ماسة إلى أن يعيش ويمارس حريته. لذلك، نحن في حاجة ماسة إلى دستور جديد يتناسب مع حجم مصر، ويتناسب مع العصر الذي نعيشه ويحفظ للإنسان المصري كرامة وأدميته وحقوقه.. أعتقد هذا هو ما يتطلع إليه الشعب المصري وينتظره بعض النظر عمن يحكمه.

صورة أكثر تشاؤما
وقالت الشاعرة علية عبد السلام: إن افترضنا وصول الإسلاميين إلى الحكم أظن أولا ما سنلحظه في مصر في الشارع ستعلو تلال القمامة بحيث تصير جبالا شاهقة، ولن تلحظها عين الأخ أو الأخت المسلمة، ستكثر أعمال البغاء وستأخذ أشكالا مبتكرة جدا وكلها بالنقاب، سيصبح زواج الأطفال من البنات بالشيوخ عرفا وحقا ممنوحا، وسيتسرب مئات الآلاف من الأطفال من المدارس، وستنتشر أعمال النصب والسحر والدجل والشعوذة بحيث سيكون لكل حي أو منطقة عدة مشعوذين، وسيزداد الفقر والفقراء والعنف وحدة لغة الحوار بين الناس، وسيعم الشذوذ كل جوانب الحياة .جرائم الشرف ستعم حتى فى المدن الكبيرة.ستروج تجارة الأغذية الفاسدة ولحوم الحيوانات والأدوية المغشوشة تجارة المخدرات ستروج أكثر وأكثر تجارة الأعضاء البشرية أيضا وستظهر أسواق العبيد علنية، أما عن الفن فسترقص فيفي عبده ببدلة رقص إسلامية، وستغنى بوسي سمير أغاني دينية، وسنرى أفلاما في حب الغلمان أتخيل أن السياسيين لن يكفوا عن الحديث في العدل والعدالة والحق والحقوق، ولن يروا خللا واحدا في مصر ولا أزمة ولا فقرا لأنهم ببساطة سيتفننون في تجارة الحرب والسلاح، ستكون الحرب الأهلية بين الجهلاء الطيبين الذين لا حول لهم ولا قوة ولا عقل لهم، وبين ما بقي في البلاد من أصحاب العقول، ستكثر الاضطرابات والتظاهرات وأعمال التخريب العمدي لمصالح عامة، وخاصة حتى تأتي قوات دولية لإنقاذ شعب مصر، وطبعا سنرى 25% من شعب مصر مبتور اليد في خلال ستة أشهر فقط، ستتم عدة عمليات إرهابية داخل إسرائيل وعلى الحدود المصرية ستكثر زيارات القادة منهم إلى أميركا بشكل لم يقم به حتى الراحل انور السادات المقتول بأيديهم، سيكتب الشعراء شعرا ينافس الشعر الجاهلي، ستحرق عدة كتب وسيشوه بعض الكتاب، وستخترع أحاديث شريفة تنسب للرسول محمد عليه الصلاة والسلام فقط لتحلل ما ظنه الناس في مصر أنه حرام، سينتشر التسول والمتسولون، ستمر أشهر لن يقبض فيها الموظفون رواتبهم بحجة أن خزينة الدولة خاوية حيث إن الإنفاق أهم على نشر الإسلام في كوكب زحل، ستباع العديد من أملاك الدولة وأراضيها، ولا تندهش أنك لن ترى جيشا ولا حكومة ولا رئيس دولة يعلن حربا على إسرائيل، بل لا تندهش أن ترى الرأس الكبيرة في زيارة إلى القدس من أجل مشروع ترعة السلام كي تصل مياه النيل إلى إسرائيل، لا تندهش إن رأيت الغاز وأكثر من ذلك يصدر إليها، ولا تحزن من ارتفاع تكلفة الحج التي ستتضاعف بحيث تقل أعداد الحجاج المصريين بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ، سيكثر من نقول عليهم العملاء والخونة أصدقاء اميركا ظنا منهم أنها حليفة لهم في حربهم ضد النظام، سيغادر البلاد كل من ملك حق تذكرة سفر من المسيحيين بينما الأثرياء منهم سيزادون ثراء، سنرى بلطجية اليوم أئمة مساجد في الغد، وسكان طره اليوم سيصبحون بقدرة قادر من أولياء الله الصالحين، وسيكون هذا سريعا جدا في أقل من أربع سنوات، وأرى أننا شباب 25 يناير لن نسكت وسنفضل أن نحرق على أن يستمر الإسلاميون فترة أخرى، وسندخل حربا كي نقدر أن نغير ونمحو ما تركه نظام مبارك والإسلاميون من خراب في المجتمع المصري، أمامنا سنوات مثل نفق مظلم لابد من عبوره.

نبتهل إلى الله ألا يمتحننا بهم
وشبه الشاعر مأمون الحجاجي تصور وصول الإسلاميين لحكم مصر بتوقع الكارثة كغرق للسفينة التي تقلنا أو سقوط الطائرة التي تحلق بنا، وقال : سيناريو الحكم لا يحمل تفاؤلا على أية حال، هذا تصور كابوسي، وأحيلك على رد أحد أصدقائي العراقيين مع من أنت: صدام أم الأميركيون؟ قال إن كلا الخيارين نار، كيف يمكننا أن نتصور أن يستولى السلفيون على مجلسي الشعب والشورى وكرسي الرئاسة ثم ننتظر تقدما، إن بشاعة التصور تجعلني غير قادر على التفكير، خير اللهم أجعله خيرر!.
وأضاف: السلفيون الذين يأخذون بظاهر القول دون روحه ولم يجهدوا أنفسهم بمعرفة وفهم قول الله تعالى quot;فاسأل به خبيراquot;، فإن كانت معرفة الله وهي البديهية يجب الرجوع إلى خبير، فما بالك بأمور الحياة من اقتصاد وعلاقات دولية وما إلى غير ذلك مما يحتاج إلى الخبراء لا إلى الفقهاء، مصر التي ضمت تحت جناحها أنبياء الله، مصر المتدينة دون تعصب، لست بحاجة لأن يقودها من يختلفون حول جواز قراءة القرآن قبل آذان الجمعة أم لا، دعونا نبتهل إلى الله ألا يتحقق هذا الفرض الكابوسي، مصر التي ذاقت بأمر النظام السابق الأمرين لكنها قامت بثورتها، لكن السلفيين يحكمون بادعاء أمر الله فماذا نفعل وغالبية شعبنا قام النظام السابق ببث الجهل في روحه؟ ماذا يفعل أصحاب اللحى الذين يخوّفون الناس بالنار وعذاب القبر؟ يا رب نحن نبتهل إليك أن ترحمنا ولا تمتحننا بمجرد تخيل هذا الافتراض لا بتحققه!!

إمارة طالبانية
وقال المترجم عبد الوهاب الشيخ: في صلاة عيد الفطر في مدينتي وأثناء خروج الناس عقب الخطبة، اصطف كبار الإخوان للسلام على الناس في المكان نفسه الذي كان يقف فيه أعضاء الحزب الوطني لتلقي تحية الناس! كانت تلك إشارة بالغة الدلالة على تأثر الإخوان تحديدا بالعدو والمنافس التقليدي على مدار ثلاثين عاما ؛ ولذا أعتقد أن الإخوان سوف يحاكون الحزب الوطني في كل شيء بداية من الاعتماد على العصبيات في الانتخابات، وليس انتهاء بتكون طبقة من رجال الأعمال تعاود استغلال الطبقات الفقيرة بأكبر قدر ممكن، بمعنى أن وصول الإخوان للحكم سيحولهم إلى حزب وطني جديد لكن بلحية.
أما الإخوة السلف لا أسكت الله لحم حسا فنموذجهم ومناط آمالهم شرق البحر الأحمر ،حيث العربية السعودية والثراء الفاحش المقترن بنمط من الاستهلاك في ظل فقر روحي ينزع عن النصوص روحانيتها ويبقيها في إطار المادة، ويختصر الشرع في إطار الحدود ، وتستحيل معه الدولة المدنية إلى مجرد إمارة طالبانية لا تسعى إلى رفع مستوى معيشة الشعب وأحوالهم الاقتصادية على اعتبار أن الفقراء أكثر قربا من الله، وبعد عمر طويل لهم الجنة!

السلفيون والعسكر
ورأى الكاتب د.نبيل بهجت أستاذ علوم المسرح في جامعة حلوان أن حكم الإسلاميين للبلاد يتوقف على من سيحكم منهم، وقال: كلمة إسلاميين كلمة واسعة تشملنا جميعا، ولكن الوهابيين يختلفون في طبيعة تصورهم عن الحياة ربما يكونون مناسبين لبيئة المملكة العربية لكنهم غير مناسبين لمصر الإخوان اقرب الناس تفهما وخبرة بالحياة السياسية ولا خوف كبير منهم ،ولكن الخوف الحقيقي لدى السلفيين لعدم وعيهم أو خبرتهم بالحياة، وأعتقد الحياة ستكون صعبة جدا إذا سيطر السلف على الحكم، تماما كما إذا استمر العسكر في الحكم، أما الإخوان فلديهم خبرة بالمؤسسات المختلفة، ولا خوف منهم هذه وجهة نظري بالنسبة للسياسة الخارجية للسلف ستكون دامية والداخلية قهر، أما الإخوان فالأمر قد يكون مختلفا نسبيا وأعتقد أن الأمور تسير في هذا الاتجاه.