تشكل مولدات الكهرباء المنزلية في العراق كارثة بيئية بما تنفثه من سموم وتسببه من ضوضاء ومايحمله دخانها من مواد سامة يستنشقها الناس.

وسيم باسم من بغداد: ترتفع مستويات التلوث البيئي الذي تسببه عوادم المولدات الكهربائية التي تعمل بالبنزين وزيت الغاز(الكاز)، بشكل غير مسبوق في العراق، الى الحد الذي

مولدات الكهرباء في العراق مضرة بالناس وبالبيئة

بدا الناس عنده يستشعرون العواقب الوخيمة بشكل ملموس لاسيما وان المولدات تنصب في الأحياء بين البيوت ومراكز المدن، من دون الالتزام بالمعايير البيئية في استخدامهم المولدات حيث لا تزود بعوادم في أكثر الأحيان باعثة مواد سامة في الجو مثل الرصاص الذي يستنشق مباشرة من قبل الإنسان.

الضوضاء و الغازات بين الأحياء

ويقول امين حسين، مدرس العلوم، ان الضوضاء المنبعثة من المولدات إضافة الى الغازات السامة المنبعثة، والاستخدام المباشر للوقود وتخزينه بين الأحياء يعكس صورة الوضع البيئي الذي يعاني منه الكثير من سكان العراق.

واحد أمثلة المخاطر البيئية احتراق مولدة بين الأحياء في مدينة بابل (100 كم جنوب بغداد) مما تسبب في خسائر مادية وتلوث كبير ناتج عن الغاز والدخان واحتراق المواد الكيماوية حيث تطلب إطفاء الحريق عدة ساعات.

ويقول صفاء حسين الذي يقع داره الى جانب مولدة الحي الكهربائية، ان الكثير من أصحاب المولدات والسكان يتعاملون مع الوقود بصورة مباشرة حيث يكونون على تماس مع الجلد والأيدي.
وأدى احتراق مولدة كهرباء منزلية الى إصابة الفتاة لمى راضي بحروق في اليدين والوجه.

أصحاب المولدات

ولا يعبأ أصحاب المولدات إذا كان المولد مصدرا للضوضاء والتلوث، بل ان شاغله الأول هو إيصال التيار الكهربائي إلى المواطنين، وما يجيبه من أموال في نهاية الشهر.


ويقترح احمد عبيد مدرس علوم الأحياء في جامعة كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) اعتماد مواصفة قياسية عراقية للحدود المسموح بها لنسب ملوثات عادم المولدات الكهربائية المنزلية.

وشرعت وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية منذ عام 2010 في بحث عملي لتحديد وحساب الملوثات ونسبها، لكن الجهل البيئي جعل الكثيرين لا يعرفون المواصفة العراقية بغية تطبيق شروطها، كما لم يلتزم أصحاب المولدات بما يتوجب العمل لضمان تطبيقها.

أزمة الكهرباء
ويرى المواطن كريم شهاب وهو صاحب مولدة يجهز بها نحو ثلاثة احياء في كربلاء، ان التلوث البيئي الناجم عن الغازات المنبعثة من المولدات الأهلية لن ينحسر قبل توفير الكهرباء الوطنية.

ويسعى العراق للقضاء على أزمة الكهرباء ومحاصرة التلوث عبر نصب محطات كهربائية كبيرة تعتمد المواصفات العالمية في التلوث وشروط الأمان.

ويقترح فرات حسن (صاحب مولدة ) نصب فلاتر لعوادم المولدات الأهلية للتقليل من تأثير الغازات الملوثة للبيئة.

الجدير بالذكر ان اغلب أصحاب المولدات الكهربائية الأهلية، يضطرون الى نزع الهيكل الماص للصوت والضوضاء الذي يغلف محرك المولدة، بسبب درجات الحرارة المرتفعة في العراق حيث ان جعل المولدة مكشوفة يتيح لمحركها التهوية والتبريد الكافيين، مما يزيد من الضوضاء الصادرة عنها، ويسرب كميات كبيرة من الحرارة الى الجو.

وتسعى الجهات العراقية المعنية الى نصب مولدات عملاقة صديقة للبيئة تعمل بالنفط الأسود بغية توفير الوقود والتقليل من التلوث الناتج عن زيادة المولدات.

وبحسب المهندس الكهربائي سليم عواد فان انتاج نحو ألفي ميغاواط، ثلاثين بالمائة منها ناجم عن المولدات، فان الثلث من الملوثات راجع الى المولدات.

مداخن المولدات
ويقترح عواد تزويد المولدات بمداخن يتخطى ارتفاعها البنايات في الأحياء، كما يقترح استخدام مازوت نظيف، للتقليل من حدة الانبعاث، وتجهيز المولدات بكاتم للصوت، وأجهزة تنقية.

ويحذر الخبير البيئي سليم هاتف من كارثة بيئية تطلقها عوادم المولدات الأهلية التي انتشرت بشكل مفزع في كل مدن العراق.
وتعمل اغلب المولدات الأهلية في العراق على البنزين الذي يحتوي على الكبريت والرصاص ومواد سامة أخرى مثل ثاني أكسيد الكبريت الذي المسبب للأمطار الحامضية التي تهلك الزرع، و تسبب تآكل أنابيب البترول والمياه.

ويدفع المواطن العراقي إضافة الى كلفة تسعيرات أصحاب المولدات العشوائية، الكلفة الباهظة غير المنظورة الناتجة عن التلوث ايضا.

والى ان تحل مشكلة الكهرباء في العراق، يقترح سليم استخدام وقود صديق للبيئة تنعدم فيه تأثيرات الملوثات.