فتحي الشيخ من القاهرة: يجلس رياض الحناوي، المزارع، الخمسيني العمر، وسط ارضه، فدادينه الثلاث،ينظر في تحسر إلى التشقاقات التي انتشرت في أرضه كالسرطان، بعد غياب المياه عنها لأكثر من شهر ونصف بما يعني تأخره عن زراعة شتلات الارز في ميعادها، ربما تكون هذه السنة السادسة أو السابعة التي يتكرر فيها هذا، حيث لا يستطيع الزراعة في ارضه سوي مرة واحدة في العام بسبب عدم وجود المياه في الترعة معظم العام، مع هذا يعتبر الحناوي نفسه محظوظ بالنسبة لأحد أقاربه، الذي يملك ارض في أحد قري شباب الخريجين في شمال الدلتا لم تصل له المياه منذ عام ونصف لتبور أرضه، ويهجرها قريبه للقاهرة ليعمل عامل بناء.
مع كل صيف تظهر مشكلة جفاف الأراضي الزراعية في العديد من المحافظات بمصرrlm;، حيث تتوقف مياه الري عن الوصول لآلاف الأفدنة في العديد من القري خاصة تلك الواقعة منها عند نهايات الترعrlm;،rlm; ولم تتوقف المشكلة عند الأرض المستصلحة بل وصلت إلى أراضي الدلتا السمراء مما يهدد مساحات شاسعة بالبوارrlm;rlm;، من قرية غيضان بمحافظة الفيوم الواقعة غرب العاصمة المصرية القاهرة، يشتكي أحمد عيسي احد اهالي القرية من نقصاً شديداً في مياه الري، حدث في السنوات الأخيرة وتحديداً في العامين الماضيين، مشيرا إلى انه لا يجد المياه معظم العام، وهناك بعض الزراعات التي يزرعها بها وتحترق بسبب عدم وجود مياه إلى جانب درجة الحرارة المرتفعة، ويضيف عيسي أن البعض حاول حفر ابار لري الارضي ولكن المياه الجوفية هنا مالحة ولا تصلح في ري الارض وتتسبب في تمليح الارض، وجه اخر للمشكلة يرويها سعيد كامل من قريةquot;21 quot;احد قري شباب الخريجين في غرب الدلتا، قائلا: مشكلة نقص المياه اصبحت مشكلة تتكرر كل عام بالنسبة لنا، ولكننا اضعنا عمرنا هنا ولانعرف عمل غيرها، في نفس الوقت نري محاصيلنا تموت أمامنا ولا نستطيع نحفر آبار لري أرضنا حيث العمق هنا يصل لأكثر من 1000 متر مما يعني تكلفة كبيرة لا يستطيع أي مزارع هنا تحمل تكلفتها، نفس الحال في محافظة الاسماعيلية بشرق الدلتا، كما يؤكد أشرف جعفر، من قرية الرياح قائلا: أراضينا تموت عطشا وأيضا عائلاتنا بسبب ندرة المياهrlm;،rlm; بسبب انخفاض منسوب ترعة بورسعيد بالاضافة إلى عدم قدرة الكهرباء على رفع المياه لضحالتها حيث تسبب ذلك في هلاكrlm; مئات الافدنة المزروعة بالطماطم والخضروات التي تحتاج الري بشكل دائم.
الخطر الذي يهدد الاراضي المصرية يؤكده تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في يوليو 2010 ، حيث أشار التقرير إلى أن وجود 10 مناطق تعاني من نقص مياه الري بشدة وهي محافظات الإسماعيلية الذي أدي نقص مياه الري بها في بوار 1985.65 فدان من الأراضي الزراعية، وفي محافظة الدقهلية الذي شهدت العديد من المظاهرات والاحتجاجات بسبب نقص مياه الري، أيضا المنطقة الزراعية شمال شرق القاهرة، وكذلك محافظات كفر الشيخ والشرقية والفيوم ودمياط ومرسي مطروح وبني سويف والمنيا والإسكندرية.
الدكتور ابراهيم جاد أستاذ المياه بالبنك الدولي ومركز بحوث الصحراء يري أن أسباب مشكلة المياه هم المسؤولون والمزارعون على السواء، وهو ما يشرحه قائلا أن سياسة الري في مصر كان يجب أن تتغير منذ سنوات بدلا من الري بالغمر المتبع في مصر وعدم تطبيق النظم الحديثة في الري مثل الري بالتنقيط، هذا بخلاف أنه حتى في حالة وضع خطط يتم تجاوزها من قبل بعض المسؤولين وبدون أسباب علمية، كذلك وجود بعض الكيانات الزراعية الكبيرة والتي تستنذف كميات كبيرة للمياه بدون وجود عدالة في التوزيع، أيضا بعض المزارعين مسؤولين خاصة في بعض قري شباب الخريجين والتي يتم التوسع في الاراضي في الظهير الصحراوي بدون تخطيط وهو مايجعل كمية المياه غير كافية بشكل كبير، ويؤكد جاد أن مشكلة بوار الاراضيالزراعية مشكلة ليست مستحيلة الحل ،خاصة إذا طبقنا سياسات للري تأخذ بالاساليب الحديثة في الري، إلى جانب عدم التوسع في الاراضي الزراعية إلا بعد وجود مصادر مياه للري هذه الاراضي.
التعليقات