تتعرض عدد من العوائل في العراق لحالات تسمم بمواد التنظيف او بالغاز السائل، بسبب قلة الوعي الشعبي وضعف الرقابة الحكومية.

وسيم باسم من بغداد: لم تكن المشكلة المتعلقة بمادة الكلور في مدينة الصدر شرقي العاصمة العراقية بغداد حين انفجرت قنينة حاوية على الغاز الثلاثاء (12-07-2011) ، الأولى في العراق، فثمة حوادث تتعلق بهذا الغاز ، حدثت في مدن أخرى وبصور وأشكال مختلفة ، لكن ما يجمعها هو تلك المادة المفيدة في استخداماتها ، المضرة في تأثيراتها على البيئة في حالة عدم استخدامها بصورة صحيحة.

وكان ما يقارب من 800 شخص أصيب بالتسمم في محطة تحلية مياه مدينة الصدر شرقي بغداد.
وإذا كانت الكلور المادة الحيوية في مشاريع تحلية المياه وهي مادة لا غنى عنها في التعقيم ، فان له تأثيرات سلبية على البيئة المائية التي غالبا ما تقام عندها المحطات .
وفي الوقت الذي تنتج فيه هذه المحطات المياه العذبة ، الا انها تتخلص من كميات كبيرة من المياه المحتوية على الكلور في الأنهر بحسب المهندس كامل حسن الخبير في محطات تحلية المياه في بابل (100 كم جنوب بغداد).

ويقول كامل ان قدرة الكلور على تعقيم مياه الشرب ، جعل من استخدامه ضروريا منذ اكثر من مائة سنة ، حيث تقتل الكلورة جميع البكتيريا الممرضة، بما في ذلك المسببة لأمراض التيفوئيد والكوليرا .
وتستعمل أغلب دول العالم غاز الكلور على شكل سائل في كلورة ماء الشرب لفعاليته في إبادة معظم الجراثيم , ويسمح بوجود الكلور في ماء الشرب بنسبة 1.45 ملجم ولا تزيد عن 3 ملجم كل متر مكعب منه بحسب كامل .
لكن زيادة نسبة الكلور في الأنهر تؤدي الى قتل الحياة البحرية ، فهي تترسب على خياشيم الأسماك مسببة في اختناقها .

وفي ذات الوقت فان زيادة الكلور في مياه الشرب عن نسبه المقررة يؤدي الى التسمم وهو ما حدث في بلدان عديدة منها العراق .
ففي البصرة تسمم نحو تسعون شخصا لشربهم الماء الحاوي على جرعات زائدة من الكلور عام 2007 .
وفي عام 2011 تسمم مئات الاشخاص في مصر بسبب تسرب غاز الكلور بعد قيام عامل بتقطيع اسطوانة في مدينة دسوق بدلتا النيل لبيعها كخردة.
وفي محافظة بابل تحدث المواطن كريم جواد عن مذاق غريب في ماء الشرب و مذاق مر لاذع بسبب زيادة نسبة تركيز الكلور في الماء . وبحسب كريم كاد الأمر ان يحدث حالة تسمم جماعية لولا الانتباه للأمر.

ويقول الملازم كريم حسن في كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) ان الكلور من وجهة نظر امنية مادة متعددة الاستخدام ، مفيدة لكنها قاتلة ومضرة بالبيئة اذا ما استخدمت لغير أغراضها .
وأضاف : سرقت كميات كبيرة من هذه المادة في السنوات المنصرمة لاستخدامها في الاعمال الارهابية ، بل ان البعض استخدمها حتى في صناعة العبوات لزيادة قوة التفجير .
ويروي كريم حادثة انفجار قناني غاز الكلور في محطة لتصفية المياه جنوب ناحية عوفي في بابل حيث اسفر الانفجار عن اصابة نحو مائة شخص بالتسمم لاستنشاقهم غاز الكلور السام.

وشهدت السنوات بين 2003 و 2008 استخدام الكلور من قبل الجماعات المسلحة حيث تملأ الصواريخ المفخخة بالكلور لتبعث غازات سامة أثناء تفجيرها .
وفي عام 2007 فجرت صهاريج مفخخة ومحملة بالكلور عند مديرية شرطة الفلوجة ومقر للقوات الاميركية .

ويؤدي انتشار غاز الكلور بكميات مركزة ليس الى تسمم الإنسان فحسب ، بل يؤدي الى موت النباتات أيضا كما حدث في بلجيكا عام 2008 حيث ادى تسرب سحابة من غاز الكلور من مصنع كيميائى الى تلوث بيئي خطير تسبب في موت النباتات فى جزء من بلدة تقع فى جنوب بلجيكا.
وبحسب الأطباء فانه عدا التلوث البيئي فان ، زيادة تركيز الكلور في البيئة يؤدي الى ارتفاع معدل حدوث الأورام الخبيثة.