برزت مصر متقدمة بقية دول العالم في التصحر خلال اليوم العالمي لمكافحة التصحر.
فتحي الشيخ من القاهرة: أعلنت السكرتارية التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر الاسبوع الماضي، أحتلال مصر المركز الأول في معدلات التصحر على مستوي العالم، حيث تفقد مصر كل ساعة 3.5 فدان من أرضها الزراعية الخصبة والمحدودة بالدلتا نتيجة الزحف العمراني والبناء وهو
التصحر ياكل كل ساعة 3،5 فدان من أراضي مصر |
ما يعد معدلا قياسيا غير مسبوق عالميا في معدلات التصحر، ويعني ذلك انكماش مساحات الأراضى الزراعية في مصر وتدهور خصوبتها وانخفاض إنتاجيتها بسبب تزايد معدلات التعديات علي الأراضي الزراعية، وكانت مصر أعلنت في السبعينات بالقرن الماضي أولي دول العالم صحراويا نظرا للظروف القاسية التي تتميز بها الصحراء بها حيث تحتوى على حوالي 86% من الأراضي شديدة القحولة و14% أراضى قاحلةو4% فقط هي الاراضي الزراعية الخصبة.
هذا الترتيب لمصر لم يكن مفاجيء للكثير من خبراء الصحراء كما يؤكد الدكتور محمد يحيي، رئيس مركز بحوث الصحراء بمصر، قائلا:quot; مصر من أوائل الدول المعرضة لزحف ظاهرة التصحر نتيجة لموقعها المناخي والجغرافي فهي أولي دول العالم صحراويا وتمثل مساحة الصحراء بها 96%، وهناك عوامل عدة مناخية وبشرية تؤدي إلي تعرض المساحات الزراعية إلى التصحر، حيث تسببت التغيرات المناخية وما صاحبها من ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة سقوط الامطار إلي جفاف التربة وتهديد خصوبتها، ووضح ذلك بالأشارة لكمية الامطار التي تسقط على سواحل مصر الشمالية حيث قلت منذ 4 سنوات، فأصبحت 80ملم بعدما كانت 150ملم وتأثرت الزراعات القائمة على الأمطار، وبالتالي الاراضي، أيضا الانتهاكات البشرية التي زادت بوضوح مع ارتفاع الكثافة السكانية، التي وصلت إلى 80 مليون نسمة، 95% منهم يعيش في أراضي الوادي والدلتا، وهذه الزيادة الكبيرة، تصاحبها حاجة إلى وحدات سكنية، تبني على الاراضي الزراعية، وتؤدي إلي تناقص سريع في مساحة الاراضي الزراعية، بسبب التعدي عليها رغم ان القوانين تجرم ذلك، إلا أن جملة المستقطع من الاراضي الزراعية يتجاوز (30) ألف فدان سنويا، وكانت جملة المستقطع من الاراضي الزراعية في السنوات العشر الاخيرة، أكثر من 1.5مليون فدان. بالاضافة إلي تعرض التربة خاصة في مناطق الوادي والدلتا إلى ملوثات الصرف وآلاف الاطنان من المخلفات الزراعية والصناعية التي تحرق وتدفن بها سنويا مما يؤدي إلي نضوب الاراضي الزراعية والاراضي القابلة للزراعة، بالاضافة إلى الرعي الجائر والقطع الجائر للاشجار.
مكافحة ظاهرة التصحر ليست بالمستحيلة كما يؤكد الدكتور أشرف عبد الحميد، الاستاذ بمركز الحوث الزراعية، أن المكافحة تعتمد على عدة خطوات هي: توفير قاعدة معلومات واسعة عن كل ما يساعد في ظهور التصحر، وهذا يشمل الحصول على معلومات عن عناصر المناخ وأيضا الحصول على معلومات كافية عن الغطاء النباتي وحالة التربة وخواصها، ثم نشر عمليات الري الحديث وأعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بعد المعالجة في زراعة الاشجار، والاتجاه للزراعة العضوية والحيوية، وابتكار طرق جديدة لتثبيت الكثبان الرملية والعمل على التوسع في انتشار زراعة مصدات الرياح والتي لها دور رئيسي في التقليل من تأثير التصحر، خاصة في الاراضي الزراعية والقريبة من التجمعات السكانية، بالاضافة إلى انشاء مزارع للانتاج الحيواني والاعتماد علي المحاصيل العلفية الاخري بديلا عن المراعي الطبيعية، كما يمكن التقليل من اثر التغيرات المناخية والانشطة البشرية على تدهور الاراضي ومحاولة صيانتها ورفع انتاجيتها بكل الوسائل الممكنة، وذلك عن طريق ادخال اصناف وسلالات جديدة من النباتات المقاومة للاجهاد المناخي، وتنمية وادارة المراعي الطبيعية للحد من انجراف التربة وتوفير الاحتياجات الغذائية للحيوان ووقاية وحماية المزروعات من الآفات بطرق المكافحة الحيوية. ومحاولة تقليل الاثر الضار للتراكمات الرملية وحركة الكثبان الرملية للمحافظة على مشروعات الاستصلاح والاراضي المزروعة بالفعل.
التعليقات