أثار اكتشاف حاويات ملوثة في مدينة الاسكندرية بمصثر رعب السكان وفتحت الباب على ملفات تلوث سابقة.

فتحي الشيخ من القاهرة: كشف خطاب صادر من ادارة شؤون البيئة بمحافظة الاسكندرية بمصر إلى مديرية الاوقاف بضرورة تحذير المواطنين بمناطق الهانوفيل والبيطاش بالعجمي غرب الاسكندرية من المياه الجوفية بالمنطقة وطلب منهم ضرورة الابلاغ عند شم روائح كريهة من المياه بالمنازل نظرا لتسرب مواد مسرطنة للمياه الجوفية، نتيجة دفن حاويات بها نفايات خطرة في اراضي تلك المنطقة.. لتنطلق مكبرت الصوت من مساجد وكنائس تلك المنطقة حاملة التحذير، الذي اثار رعب أهالي المنطقة من المياه، ولكن هذا التحذير من جهة اخرى كشف عن كارثة بيئية، وهي دفن نفايات خطرة بأراضي هذه الجهة من المحافظة الساحلية quot;الاسكندريةquot;، في صدفة بها الكثير من السخرية حيث يقع بالمحافظة المدفن الوحيد بمصر للمخلفات الخطرة في منطقة quot;الناصريةquot;.

محمود حماد، أحد أهالي المنطقة، أكد انه عقب صلاة العشاء انطلقت مكبرات الصوت بالمساجد تنبه على أهل الحي بعدم استعمال المياه، ووزع ورق يحمل هذه التعليمات على البيوت بالمنطقة وكذلك علق على ابواب المساجد، وهو يحمل توقيع رئيس الحي ومسؤول بالبيئة، يضيف حماد quot; بعد هذا اصيب الاهالي بالهلع ولجوء كلهم للمياه المعباءة برغم اننا بمنطقة شعبية، كثير من الاهالي اوضاعهم المادية لا تسمح بذلك لمدة طويلة وكثير من السكان لجاء للاطباء ليجري تحاليل ليطمئن على نفسه.

الحكاية عند المسؤولين لها شكل آخر كما يؤكد عاطف عبد الله رئيس حي العجمي بالإسكندرية، قائلا: quot; وصل لنا تحذيرات من جهاز شؤون البيئة يطالب بتوخي الحذر عند التعامل مع المياه، نتيجة تسرب مواد مشعة quot;خطرةquot; واختلاطها بالمياه الجوفية، مما قد يؤثر على صحة المواطنين ويصيبهم بأمراض السرطان والفشل الكلوي،وبالتالي ارسلنا لمديرية الاوقاف كاجراء احترازي لتوعية المواطنين تجنباً لوقوع إصابات بينهم، واكد عبد الله ان الخطاب اشار إلى ان الخطر في المياه الجوفية فقط، وليس في مياه الصنابير، ولكن هذا ما تستبعده دراسة اعدهل منذ سنوات الدكتور احمد فوزي دياب خبير الصحاري عن شبكات المياه في مصر وأكد خلالها، أن شبكات المياه في مصر قديمة جدا وغير مخططة مستقبليا بشكل يتيح لها تحمل زيادة الاحمال عليها مما يتسبب في تلف هذه الشبكات واختلاط مياهها بالمياه الجوفية بما يعني وجود خطر تلوث شبكات المياه بهذه النفايات الخطرة.

هذا السيناريو يبدو غريب لدي البعض، حيث تظهر الدهشة على صوت ضيف سليمان، مدير عام إدارة المخلفات الخطرة فى المحافظة، واصفا التحذيرات بانها غير مؤكدة، ويضيف، يتم تجميع المخلفات الخطرة الصناعية من انحاء مصر لدفنها في مدفنquot; الناصرةquot; بالاسكندرية، الذي يتسع لـ40 ألف طن من المخلفات الطبية، بالاضافة لمخلفات الصناعة، حيث يوجد خلية للدفن الامن لها، والتي يدفن بها سنويا 2128 طنا من المخلفات الصناعية الخطرة الصلبة والسائلة والحمئة والعضوية، هذا بالاضافة لوجود محرقة لترميد المخلفات التي تحتاج إلى درجات حرارية عالية لمعالجتها قبل الدفن، هذه الأسباب تجعل سليمان يستبعد وجود دفن هذه النفايات، وهو ما يشترك معه فيه الدكتورة مني جمال الدين- مسؤولة البيئة بالمحافظة- قائلة: ما وصل للمسؤول بحي العجمي، عبارة عن تحذيرات من شخص quot;مجهولquot;، وقام هذا المسؤول بابلاغ مديرية الأوقاف دون الرجوع لمسؤولي البيئة للتأكد من صحة الخبر من عدمه، خوفاً منه على الأهالي، مشيرة لعدم الكشف حتى الان عن مكان دفن هذه الحاويات الخطرة.