وسيم باسم من بغداد: لم تكن تتوقع الطفلة سوسن هادي ان يؤدي بها لعبها بالألعاب النارية اثناء العيد ان تحترق أجزاءا من كفها بعدما انفجرت قضبان الألعاب المصممة على شكل صواريخ في يدها. وبحسب والد الطفلة فان هذه هي المرة الأولى التي يشتري فيها الألعاب النارية لأطفاله بمناسبة العيد.
ويقول ابو سوسن ان اقبال الأطفال والفتيان على هذه الألعاب كبير جدا لاسيما في المناسبات مما وجد نفسه مضطرا لتلبية رغبات طفلته.

ومنذ العام 2003 توفرت ألعاب نارية من مختلف الأنواع و المناشيء في الأسواق العراقية من مختلف المصادر، بعيدا عن الرقابة الاقتصادية والسيطرة النوعية.

استخدام واسع للألعاب النارية

وفي مدينة النجف ( 160 كم جنوبي بغداد) نقل فتى الى المستشفى في أول أيام العيد حيث بين التقرير الطبي ان سليم الجزائري (15 سنة ) أصيب بحروق في الوجه بسبب استخدام الألعاب النارية.

ويتوقع مراقبون بيئيون ان العراق يقبل على استخدام واسع للألعاب النارية مما يسبب تلوثا كبيرا في أجوائه.

وبحسب حسين الحكيم وهو صاحب متجر يبيع الألعاب النارية ضمن بضاعته، فان المفرقعات النارية الخطرة تشهد اقبالا من قبل الكثيرين لاسيما بين المراهقين وصيادي الأسماك.

وتشهد الحدائق العامة والمتنزهات مظاهر متزايدة لاستخدام الالعاب النارية حتى من قبل الجهات الحكومية أيام الاحتفالات والمناسبات مما ينذر بتلوث بيئي.

تجارة من دون ضوابط

والتجارة بالألعاب النارية في العراق مازالت من دون ضوابط، حيث يستطيع الأطفال من تداولها على رغم خطورتها، كما أن إمكانية تسربها إلى العصابات المسلحة متيسر.

الجدير بالذكر ان مجلس محافظة ديالى (57 كم شمال بغداد)،اتخذ خطوة استباقية قبيل حلول عيد الفطر بفرض غرامات مالية على بائعي الألعاب النارية في محاولة للحد من هذه الظاهرة.

وتتنوع الألعاب النارية في العراق بين المفرقعات إلى مجسمات لأسلحة تقليدية مثل المسدسات والبنادق والسيوف والقاذفات والقنابل.

و اعتبرت السلطات المحلية في الناصرية ( 375 كم جنوبي العاصمة بغداد) منذ عام 2010 الاتجار بالألعاب النارية جريمة اقتصادية، حيث أودت بحياة أطفال وتضررت من جرائها ممتلكات بعض المواطنين.

الحظر ليس حلا

لكن الخبير الاقتصادي طارق عطيوي لا يرى في حظر الألعاب حلا فأغلب دول العالم المتقدمة تبيح استخدام الألعاب النارية لكن وفق قوانين وأنظمة تقنن استخدامها، لان الحظر ndash; بحسب عطيوي سيزيد من تفاقم الظاهرة وفق قاعدة ( كل ممنوع مرغوب ).


وتطلق الألعاب النارية سحبا سوداء وغاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو الذي يكون مشبعا بذرات من السخام المضر بالصحة والبيئة.


درجة الاتقاد
وبحسب سمير حسين مدرس العلوم في النجف فان درجة حرارة الجو المرتفعة في العراق تزيد من خطورة المفرقات النارية بسبب انخفض درجة اتقادها في الأجواء الحارة، مما يتوجب ان تكون مخازن الالعاب النارية بمواصفات تحول دون الانفجار التلقائي.

وبحسب حسبن فان تأثير المفرقات يتجاوز في تأثيره الإنسان إلى الحيوان والنبات، حيث تسبب سحب الدخان السوداء وانطلاق الغازات السامة الى نفوق الكثير من الطيور وتلوث المزارع والحقول.


ضوضاء وتلوث

وتقول لمياء الدليمي في الصالحية في بغداد ان الألعاب النارية بدأت تشكل في العراق ضوضاء حقيقية تثير حنق السكان وتثير الرعب في قلوب الصغار كما حصل في ابريل 2010 حين أطلقت ألعابا نارية بشكل مكثف اثناء مهرجان الزهور في بغداد في ذلك العام.

وبحسب الدليمي فان الضجيج الذي تخلفه الألعاب النارية لا يمكن تجنبه على رغم إحكام نوافذ وأبواب المنازل، كما ان رائحة المواد الكيماوية المحترفة تزيد من معاناة أصحاب الحساسية الجلدية وحساسية الأنف.

وكانت محافظة البصرة ( 545 كم جنوب بغداد) اتخذت في عام 2011 إجراءات لمنع تداول وبيع الألعاب النارية بين الأطفال.

وبحسب التاجر أبو أمين في سوق الشورجة في بغداد فان على غرفة تجارة العراقية منع توريد الألعاب النارية التي هي مظهر من مظاهر العنف الذي يسعى المجتمع إلى التخلص منه.