علمت "إيلاف" من مصادر ديبلوماسية رفيعة بوجود مباحثات أميركية إيرانية تمهّد للتخلص من بشار الأسد وتمنع تقسيم سوريا. وتضع إيران شروطا تصب لصالحها قبل الموافقة على تنحّي بشار.


بهية مارديني: كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة لـ"إيلاف" عن مباحثات& ايرانية - أميركية تدرس خطة لإجبار بشار الاسد على التنحي مقابل شروط مبدئية.

ومن بين تلك الشروط التي علمت بها "إيلاف":

- دفع الديون المتراكمة على النظام السوري.

- عدم الادعاء على أي من الأطراف الإيرانية كمجرمي حرب.

- الاعتراف بالمواطنين الإيرانيين الذين حصلوا على الجنسية السورية خلال الأحداث واحترام ملكيتهم للعقارات التي يملكونها وتأمين حقوقهم الكاملة كسوريين.

- بعض الشروط العسكرية التي ستتم مناقشتها سراً وبوساطة روسية أميركية مع المعارضة السورية.

ولم تنف المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لـ"إيلاف" أن هذه الشروط بالمجمل لمصلحة ايرانية بحتة، لكنها قالت إنها تبعد عن سوريا ما يتردد عن شبح التقسيم، كما لم تستبعد أن تكون ضمن صفقة الملف النووي بالكامل.

موقف اللاعبين الدوليين

وكان معارض سوري قال تعليقا على دعوة المعارضة العسكرية للاجتماع مؤخرا في تركيا إن أنقرة تريد فرض منطقة آمنة في الشمال ودعم المعارضة الاسلامية السنية فيه، وأن هذا قد أصبح واقعا ومقبولًا أميركيا، بشرط الالتزام بمحاربة الإرهاب وعدم الدخول للمناطق الكردية.

وأكد المعارض السوري كمال اللبواني أن دولًا عربية تسعى لفرض منطقة آمنة في الجنوب أيضا وتصر على فرضها بالتزامن مع الشمال، وقد سبق وأخّرت الموافقة على فرضها في الشمال فقط للضغط باتجاه فرضها في الجنوب أيضا والسبب هو وضع مدينة دمشق، حيث أنّ الخلاف القائم على اعتبار دمشق جزءا من الجنوب وعدم تركها بيد حزب الله وايران التي تفاوض أميركا على حصتها في الشرق الأوسط.

ورأى المعارض أن روسيا ""تنتظر بفارغ الصبر التدخل التركي العربي في الشمال والجنوب، لتتدخل لحماية الطائفة العلوية في الساحل، وهو ما باشرت بوارجها بفعله، وهو ما يفضله العلويون على السيناريوهات الأخرى أي القبول بحكم الأغلبية السنية بعد أن أدميت وثخنت جراحها على يد شبيحة العلويين والشيعة، أو الإتكال على الإيراني الذي يبدو أنه غير جاد في حمايتهم بعد عجزه عن حماية حلفائه في اليمن، ناهيك عن نظامه الإسلامي الذي لا يطيقه العلويون"، بحسب تعبيره.

وتحدث اللبواني عن تناقض إيراني روسي بشكل متزايد حيث ترى طهران أن مصالحها "تختلف عن مصالح روسيا وتتجه للتناقض معها مع اقتراب زمن القسمة، وهو ما ينعكس على شكل تصفيات متبادلة وصراع داخل النظام، وتشعر أنها خرجت من اللعبة من دون غنائم، فيتوقع أن يتحرك حزب الله المدعوم من الحرس الثوري وميليشيات شيعية أخرى ليحتل منطقة واسعة باتجاه حمص والقلمون واستبدال سكانها، ويحاول توسيع دولته ومربعه الإيراني في المنطقة والمنفلت من أي ضوابط، وسيحاول الاحتفاظ بدمشق وجنوبها أيضا وفتحها ساحة حرب".

المنطقة الآمنة

بدوره، طالب سالم المسلط الناطق باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض المجتمع الدولي بدعم مشروع المنطقة الآمنة تحسباً من هجمات متوقعة ومجازر محتملة قد يرتكبها نظام الأسد بحق المدنيين للتغطية على هزائمه وفي محاولة لتأجيل سقوطه المحتوم، كما طالب بدعم الجيش الحر بأسلحة مضادة للطائرات للجم سلاح الجو الذي يستخدمه الأسد ضد المدنيين في المناطق المحررة.

وقال: "لقد فرضت الانتصارات المتلاحقة للثوار على الأرض معادلة سياسية وعسكرية جديدة لا بد للمجتمع الدولي من مواكبتها بتحقيق انعطافة حقيقية وجادة على مستوى الدعم، الأمر الذي سيساهم في وقف سقوط المزيد من الضحايا ويدعم الانتقال الآمن للسلطة في سورية بما يحقق أهداف الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة".

وكان نائب المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جيف راثك، قال إن تدريب عناصر المعارضة السورية المعتدلة سيبدأ قريبا جدا، مشيرا إلى أنه جاري حاليا استكمال الاستعدادات النهائية لبدء برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية.

المناطق العازلة

وأكد المسؤول الأميركي استمرار التزام الولايات المتحدة بدعم المعارضة السورية المعتدلة حتى تستطيع التصدي لكل من الجماعات المتطرفة في سوريا والنظام الحاكم.

ورأى أن إقامة مناطق عازلة أو حظر طيران فوق سوريا سيؤدي إلى حدوث تحديات كبيرة عسكرية وإنسانية ومالية مما يتطلب إعادة النظر في ذلك في إطار السياسة الأميركية الأوسع تجاه سوريا.

وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تواصل تقييمها للخيارات المتاحة لدعم المعارضة السورية المعتدلة غير أنه شدد على&أنه ليس هناك أي مبادرات جديدة يمكن الإعلان عنها، وأن الولايات المتحدة تشجع الدول الاخرى على دعم الاصوات المعتدلة في سوريا.

وكانت الإدارة الأميركية اشترطت لدعم حلفائها في المعارضة السورية المسلحة، تقديمهم خطة عسكرية - سياسية واضحة تضمن استقرار الأوضاع.

ونقلت مصادر صحافية أن واشنطن "مستعدة لدعم حلفائها في حال تقديمهم خطة تتعاطى مع تنحي "النظام السوري" مع الحفاظ على بنية المؤسسات السورية، وضمان حقوق وحماية الأقليات، إضافة إلى حل سياسي يمنع حرب "ميليشاوية" طويلة في سوريا، كما هي الحال في ليبيا".

وأضافت أن "إدارة الرئيس باراك أوباما استمعت إلى مقترحات من الجانبين التركي والعربي لإقامة مناطق عازلة، أو على الأقل توفير غطاء جوي للقوات التي تُدرَب وتُجهَز بالتعاون مع وزارة الدفاع الأميركية، وهي منفتحة على ذلك، إنما تريد أيضا خطة عسكرية وسياسية متكاملة لمرحلة ما بعد الأسد".