عاد وفد من المعارضة السورية إلى قطر بعد لقائهم في موسكو وزير الخارجية سيرجي لافروف. وتمحورت اجتماعات الوفد حول فتح آفاق للحل السياسي، وضرورة العمل لإيجاد آليات لانتقال سياسي، كما تم التأكيد على أولوية إنقاذ سوريا شعبًا وأرضًا، وإيقاف القتل والدماء.
بهية مارديني: علمت "إيلاف" من مصادر دبلوماسية رفيعة "أن الوفد السوري المعارض ضمّ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري السابق، نزار حراكي سفير الائتلاف في الدوحة، ومحمد نور خلوف وزير الدفاع في الحكومة السورية المقالة، واللواء المنشق محمد حاج علي".
أشارت المصادر إلى "فشل الزيارة بسبب مطالب المعارضة السورية من جهة وإصرار الخارجية الروسية على تكرار أبجديات سياساتها في دعم الأسد من جهة أخرى". ولفتت إلى أنه لا جديد طالما أن العقدة الأساسية هي بقاء بشار الأسد. وقالت المصادر "من الصعوبة بمكان إيجاد حل سياسي حالي والعالم مشغول بمحاربة داعش في سوريا والعراق".
لا وساطة جنبلاطية
فيما أكد معاذ الخطيب أن الاجتماعات في موسكو "كانت إيجابية". وقال لمواقع الكترونية سورية إن وفد المعارضة الذي زار موسكو والتقى بوزير الخارجية الروسي لم يذهب بوساطة وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وإن الأخير لم يحضر أي لقاء روسي مع وفد المعارضة.
وأضاف "أن الزيارة أتت بناء على دعوة من وزارة الخارجية الروسية، وأن الوفد ضم شخصيات سورية معارضة، وأن اللقاء جرى مع وزير الخارجية لافروف وقيادات روسية أخرى"، لم يحدد صفتها أو موقعها. واعتبر الخطيب أن الاجتماعات تمحورت حول فتح آفاق للحل السياسي، وضرورة العمل لإيجاد آليات لانتقال سياسي، وأنه تم التأكيد على أولوية إنقاذ سوريا شعبًا وأرضًا، وإيقاف القتل والدماء.
وأكد، بحسب موقع (كلنا شركاء)، "أنه لا يمكن للمنظومة القائمة أن تجمع السوريين وتبني بلدهم، في حين لم يرفض صراحة وبشكل معلن استمرار بشار الأسد في المرحلة السياسية المقبلة أو الانتقالية".
لقاءات تمهيدية
ونفى الخطيب "حضور أي وفد أو شخصيات إيرانية أو شخصيات سورية محسوبة على النظام". وقال إن "اللقاءات اقتصرت على الجانب السوري المعارض والجانب الروسي". وأضاف "أن اللقاءات التي جرت في موسكو، ستكون لقاءات تمهيدية ومقدمة لاجتماعات لاحقة"، لم يوضح ماهيتها أو طبيعتها.
وكان النائب وليد جنبلاط& زار موسكو قادمًا من القاهرة بالتزامن مع زيارة وفد المعارضة السورية. وقال جنبلاط "إنه لا مفر من الحل السياسي في سوريا"، لافتًا إلى ضرورة أن يشمل الحل جميع مكونات الشعب السوري. وأضاف: "لنقلها بصراحة، لا يستطيع أحد أن يلغي 80% من الشعب السوري". معتبرًا أن "لا مكان لرأس النظام في سوريا بعد المرحلة الانتقالية".
وقالت مصادر الحزب الاشتراكي إن زيارة جنبلاط تأتي تلبية لدعوة من وزارة الخارجية، وسيلتقي خلالها كبار المسؤولين، يتقدمهم وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه لشؤون الشرق الأوسط، موفده إلى المنطقة، ميخائيل بوغدانوف وعدد من كبار الشخصيات.
أسباب سياسية وشخصية
ووصفت تقارير صحافية الزيارة بأنها ذات طابع استكشافي "يريد جنبلاط من خلالها معرفة اتجاهات الوضع في سوريا والمنطقة من جهة، وميول روسيا تجاه مرشحي الرئاسة في لبنان من جهة أخرى. كما إن للزيارة هدفًا آخر خاصًا هو تعريف نجله تيمور إلى المسؤولين الروس والرفاق القدامى". وكان جنبلاط أنهى زيارة إلى القاهرة استغرقت أيامًا عدة، قبل انتقاله إلى موسكو.
فيما كان رئيس الائتلاف السوري هادي البحرة، الذي سيزور لندن، ويشارك في اجتماع أصدقاء سوريا، ويلتقي وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، قد زار القاهرة في وقت سابق، قال عقب لقائه وزير الخارجية المصرية، سامح شكري، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن "الإخوة في مصر لا توجد لديهم أية مبادرة سياسية حالية، ولكنهم يستقرؤون الأوضاع الحالية في سوريا، والمبادرات التي تطرح أو تسمع من قبل جهات خارجية، ويحاولون أن يستمعوا إلى آراء الشعب السوري من خلال هذه الأفكار أو المبادرات، ولا توجد لديهم أية فكرة سياسية للطرح".
وأضاف "اللقاء اليوم الذي جرى مع وزير الخارجية المصري، والأمين العام للجامعة، تناول الأحداث في سوريا، كما تناول آخر مستجدات الأوضاع، والمناقشات التي جرت مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا".
&
التعليقات