تضع تركيا كل ثقلها لتوحيد المعارضة السورية الاسلامية، كي يكون نحو 70 ألف مقاتل إسلامي تحت قيادة واحدة، ينتظر إعلانها قريبًا، لتواكب تطورات انهيار النظام السوري.


النظام السوري يتساقط. هذه حقيقة لم يعُد مُمكنًا إنكارها، بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في شمال سوريا وجنوبها، وبعد موجة الاغتيالات التي سادت النظام في الآونة الأخيرة.&
&
ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصادر مطلعة أفادت بأن أجهزة المخابرات في نظام الأسد طلبت من العائلات العلوية القاطنة في دمشق، خصوصًا في حي المزة، الانتقال بشكل كامل إلى اللاذقية، خلال 48 ساعة.
&
ونفى وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني، رشيد درباس، للصحيفة علم الحكومة اللبنانية بنزوح مسؤولين كبار في نظام الأسد إلى لبنان، أو مجموعات علوية موالية للأسد في الساعات القليلة الماضية، بعد أنباء مؤكدة عن رحيل أنيسة مخلوف، والدة بشار الأسد، إلى بيلاروسيا بعدما نقلت أموالها الى مصارف بلاروسية، لتلحق هناك بإبن أخيها حافظ مخلوف، الذي كان مسؤول دمشق الأمني، قبل عزله من منصبه أخيرًا، ومغادرته سوريا إلى بيلاروسيا، وبعد شائعات عن انشقاق محمد الشعار، وزير داخلية نظام الأسد، وانتقاله إلى بيروت، مع عشرات من المسؤولين من الطائفة العلوية.
&
وأضافت الصحيفة أن مصارف لبنانية شهدت عمليات تحويل كثيفة لشخصيات سورية، مَحسوبة على نظام الأسد.
&
توحيد البندقية
&
ما كان النظام السوري ليهتز بهذه الصورة الكبيرة لولا الانجازات الميدانية، التي تحققت في بصرى الشام وإدلب وجسر الشغور، إنجازات وضعت الثوار السوريين على أبواب اللاذقية، عقر دار النظام، بفضل توحيد البندقية تحت اسم جيش الفتح في إدلب، وغرفة عمليات المنطقة الجنوبية في درعا.
&
في هذا الاطار، نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر في المعارضة السورية قولها إن جهوداً تُبذل في إسطنبول لتوحيد "البندقية الإسلامية"، والتنسيق بين حركة أحرار الشام بزعامة هاشم الشيخ وجيش الإسلام بقيادة زهران علوش، بالتزامن مع اندماج فيلق الشام في أحرار الشام خلال الساعات المقبلة، ما يضع حوالى 70 ألف مقاتل، ينتشرون في شمال سوريا ووسطها وقرب دمشق، تحت مظلة واحدة.
&
ونُشرَت أمس صور على مواقع التواصل الاجتماعي جمعت علوش، الذي يتّخذ من غوطة دمشق مقرًا له، وقائد أحرار الشام الذي يتخذ من ريف حلب مقرًا، مع القائد السابق لصقور الشام، أحمد عيسى الشيخ، في إسطنبول، وذلك بعد أيام على نشر جيش الإسلام مقطعًا تضمّن عرضًا عسكريًا شاركت فيه مدرّعات وأسلحة ثقيلة لمناسبة تخريج 1700 مقاتل.&
&
ثقل تركي
&
وأوضحت مصادر "الحياة" أن عيسى الشيخ يبذل جهودًا تدعمها تركيا ودول في المنطقة لوقف التوتر بين علوش والشيخ، والسير نحو الاندماج، أسوة بما فعل عيسى الشيخ عندما قرر دمج صقور الشام في أحرار الشام، وتشكيل جيش الفتح، الذي حرر إدلب.
&
وكتب عيسى الشيخ على حسابه في تويتر الأحد: "انتظروا ما يثلج صدور قوم مؤمنين ويغيظ الحاسدين الحاقدين"، بعد ساعات من تغريده أن "حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام شقيقان أمُّهما الثورة السورية وأبوهما الإسلام".
&
وأوضحت المصادر المعارضة أن تركيا وضعت ثقلها لتوحيد الفصيلين، كما فعلت قبل معركة إدلب، مشيرةً إلى أن فيلق الشام، الذي يضم بين سبعة وتسعة آلاف مقاتل، سينضم إلى أحرار الشام، وإلى أن خطوات توحيد بندقية المعارضة الإسلامية تعني انضواء حوالى 39 ألف مقاتل من أحرار الشام، وحوالى 30 ألفاً من جيش الإسلام تحت مظلة واحدة، ومتوقعةً انعكاسات كبيرة لهذه الخطوة على معركة السيطرة على حلب، من دون ان تشمل هذه الخطوات مقاتلي الجيش الحر جنوب سوريا، وعددهم 35 ألفًا، أو مقاتلي جبهة النصرة، الذين يقاتل 1200 منهم مع جيش الفتح في إدلب، بالتزامن مع أنباء عن قرب اندلاع معركة عنيفة في القلمون.
&
جنود أتراك في سوريا؟
&
في المسار نفسه، قالت جريدة ملييت التركية إن تحولات صامتة تجري في سوريا، "فقبل ستة أشهر فقط، كان الحديث يدور عن حصار الأسد لحلب، وإمكانية سيطرته عليها، لكن التطورات انقلبت رأسًا على عقب، فجأة وبسرعة".
&
وبحسب الصحيفة، يربط مراقبو الوضع السوري سيطرة الثوار على مناطق عصيت عليهم منذ سنوات، مثل إدلب، بتحالف سعودي قطري تركي ينوي تغيير الأمور في سوريا، بعدما وصل نظام الأسد إلى مرحلة متقدمة من قتل شعبه، لم يعد معها مسموحًا بالتغاضي عنه، وما الاجتماع الذي عقده معارضون في تركيا خارج إدلب، وتسارع عملية إعادة التنظيم، وانتقال معبر نصيب الحدودي مع الأردن إلى سيطرة المعارضة إلا جزء من هذه التطورات.
&
وتسأل الصحيفة: "هل ستتدخل تركيا مباشرةً في الأشهر أو الأسابيع القادمة لتأسيس منطقة آمنة داخل سوريا؟ وهل ستنشر &الصحف التركية فجأة العنوان الرئيس الآتي: 'جنود أتراك في سوريا'؟".
&
تضيف الصحيفة: "تبدو تركيا مستعدة لفكرة تأسيس منطقة آمنة في سوريا، وراغبة في هذا الأمر، قبل الانتخابات أو بعدها، أكثر من أي وقت مضى".