بالترافق مع وصول قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني الى مشارف مدينة الفلوجة العراقية حيث تجري عمليات عسكرية هجومية لطرد تنظيم داعش الذي يسيطر عليها، بدأت قيادات شيعية عراقية بالتوافد على المنطقة في حين اعلنت القيادة العسكرية عزل المدينة مساء اليوم تمهيدا لاقتحامها خلال الساعات القليلة المقبلة.


أسامة مهدي: في اليوم الثاني من انطلاق العمليات العسكرية لتحرير مدينة الفلوجة (62 كم غرب بغداد) بمحافظة الانبار الغربية فقد وصل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى مشارف الفلوجة الشرقية واستقر في قاعدة المزرعة حيث باشر الإشراف على سير العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الحشد الشعبي التي تضم تشكيلات شيعية مسلحة مدعومة من ايران.

تحريض عل قتل أهل الفلوجة

ونشرت مليشيا "أبو الفضل العباس" صورا لسليماني وهو يجتمع مع قادة التشكيلات المسلحة المتواجدة بمحيط المدينة في وقت هدد قائد هذه المليشيا اوس الخفاجي الفلوجة بالتدمير.

واتهم في كلمة لمجموعة من مقاتلي المليشيا المشاركين في معركة الفلوجة وتابعتها "إيلاف" على يوتيوب سكان الفلوجة بالارهاب وقال انها لاتضم انسانا وطنيا.

وقال الخفاجي في كلمته الى مسلحيه "الفلوجة منبع الارهاب منذ 2004 الى يومنا هذا .. مافيها شيخ عشيرة آدمي الا ماندر .. ومافيها انسان وطني .. ومافيها انسان سني ملتزم .. والان حانت فرصتنا لتطهير العراق واستئصال ورم الفلوجة وتطهير الاسلام وهو شرف لازم نشارك فيه ونناله" في تحريض واضح لمقاتليه بالانتقام من أهالي المدينة.&

الحكيم والمالكي بين مقاتلي الحشد الشعبي

وفي زيارة الى الدفاعات الامامية في الفلوجة دعا عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي القوى السياسية الى وحدة الصف والمزيد من اللحمة الوطنية وتوفير اجواء مناخ سياسي يتطلع له المقاتل وينتظره من السياسيين وهو يقاتل على هذه الدفاعات.

جاء ذلك خلال وجود الحكيم بغرفة العمليات في الفلوجة اليوم الثلاثاء مؤكدا ان الحرب التي يخوضها العراقيون ضد الارهاب تتطلب تكثيف الجهود وعدم تشتيت الطاقات داعيا الى تاجيل التظاهرات لحين استكمال المعركة.

وقال "ان كان هناك من يريد ان يتظاهر وهو حق كفله الدستور فعليه الالتزام بالسياق القانوني وعدم التجاوز على مؤسسات الدولة، مشددا على ان الاصلاح يحتاج الى مفردتين الامن والاستقرار والسياسي والاولى مهمة ابناء القوات المسلحة والثانية مهمة الطبقة السياسية" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه.&

وحذر الحكيم من تصاعد ما اسماها "اصوات النشاز التي دائما ما تظهر مع اي تقدم امني"، داعيا الى مواجهة الاشاعات والتهويلات مؤكدا انه لمس لدى القيادات الامنية وعي وادراك تام لخطورة الحرب الاعلامية والتعميمات السلبية التي يروج لها الاعلام المغرض.

وناشد اهالي الفلوجة باستثمار الممرات الامنة والخروج من المدينة .. تحرير الفلوجة عودة للسيادة العراقية على واحدة من اهم مدن العراق التي خطفها الارهاب الداعشي.

اما رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي فقد اكد ضرورة زيادة زخم العمليات العسكرية والهجمات "لانقاذ اهالي الفلوجة من العصابات التكفيرية التي عاثت فسادا في المدينة ومارست الجرائم الوحشية بحق الأبرياء".&

واستمع المالكي خلال زيارته الى مقر قيادة عمليات الفلوجة الى شرح تفصيلي لمجريات العمليات التي انطلقت فجر امس الاثنين والتقدم التي أحرزته القوات الأمنية وتشكيلات الحشد الشعبي ضمن عملية "كسر الارهاب " لتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش الذي يحتلها منذ مطلع عام 2014 في عهد ولايته الثانية.

عزل الفلوجة استعدادا لاقتحامها

اعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة عزل الفلوجة من جميع محاورها وقطع خطوط امدادات داعش من المناطق الصحراوية والمفتوحة استعدادا لاقتحامها وتطهيرها من فلول داعش.

وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي في تصريح صحافي اليوم ان القوات العراقية بجميع صنوفها اكملت الطوق الامني على محاور الفلوجة وعزلها بالكامل وقطع خطوط الامدادات التي كان التنظيم الارهابي يستخدمها من المناطق الصحراوية والمفتوحة.

واضاف ان معارك تطهير بلدة الكرمة قرب الفلوجة قد انتهت وما ينفذ حالياً هي عمليات تفتيش ومعالجة لجيوب داعش داخل القرى الزراعية من الجهة الشرقية للفلوجة اما الجانب الجنوبي للمدينة في منطقة النعيمية وهياكل الجامعة فالتقدم جيد في ادامة زخم المعركة.

وشدد القائد العسكري "ان ساعات قليلة تفصلنا عن اقتحام الفلوجة من جميع المحاور وخصوصا الجانب الشمالي في ناحية الصقلاوية مع شن عمليات نوعية في محور ناحية العامرية جنوبي الفلوجة".

ويشارك في معركة الفلوجة التي انطلقت فجر أمس 33 ألف مقاتل من القوات العراقية بمساندة القوات الشعبية والعشائر وهي تضم جهاز مكافحة الإرهاب في موقع رأس الحربة مع وجود قوات الرد السريع و20 ألف مقاتل للشرطة الاتحادية فضلا عن أبناء الحشد العشائري الذين تم تدريبهم من قبل الأميركان.

وكانت الفلوجة أول مدينة عراقية تقع في أيدي تنظيم داعش في يناير عام 2014 أي قبل ستة أشهر من اجتياح التنظيم المتشدد مساحات واسعة من العراق وسوريا المجاورة.

وتقع الفلوجة على نهر الفرات وعلى بعد 62 كيلومترا غربي بغداد وكان عدد سكانها قبل الحرب يصل إلى نحو 300 ألف شخص.